هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "إسرائيل مطالبة بمواجهة ما وصفه "وباء الجهاد"، من خلال وقف تلعثمها الأمني؛ لأنه فيما يتعلق بمنظمات حزب الله ولبنان وسوريا وحماس في غزة، فإنها تشكل أزمة موازية لأزمة كورونا، صحيح أن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا تعدّ الحل المعياري للصداع المزمن، لكنها ليست أبعد من ذلك، لأننا إذا لم نهزم أعداءنا، فسوف ندفع ثمنا باهظاً في المستقبل".
وأضاف
تسفيكا فوغيل، القائد الأسبق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، في مقال نشره
موقع "ويللا" الإخباري، وترجمته "عربي21"، أن "أزمة كورونا تعمل على تحويل الانتباه الإسرائيلي، لأنها تركز على المجهود
الحربي مع هذا العدو الوبائي، وتنسى العدو العنيد الذي يواصل تقطير الهجمات في كل
فرصة، مع العلم أنه سينتهي هذا الوباء، إن لم يكن غدا، ففي غضون عام".
وأوضح
فوغيل، أحد جنرالات الجيش الذي خدم بين عامي 1975-2003، وخاض معظم حروب إسرائيل في
هذه العقود الثلاثة، أن "فيروس كورونا سيحصل على لقاح، وتطوير طرق للوقاية من
العدوى، في حين أن التنظيمات الجهادية كحزب الله في جنوب لبنان ومرتفعات الجولان
السورية، وحماس في غزة والضفة الغربية، يجب أن تجد علاجا حاسما، مع أن إسرائيل تبذل
جهدا هائلا لمواجهة هذه التحديات، لكن قبطان المنظومة الأمنية الإسرائيلية نائمين
في الحراسة".
وأكد
أنه "يجب ألّا نكون متحمسين للغاية للهجمات المنسوبة إلى إسرائيل في سوريا، رغم
أنها توفر استخبارات ممتازة، وقدرات كبيرة من سلاح الجو وخدمة الإطفاء، لكنها على
مستوى رصاصة ضد وباء الجهاد، هذا لن يمنع التهديد، لكنه سيخفف الصداع، ويجب تهيئة
النشاط باتجاه استهداف التواجد الإيراني في سوريا، وإحباطه من خلال ضرب مشروع
الصواريخ الدقيقة لحزب الله، رغم أنها مبادرة صغرى، عاصفة في كأس ماء".
وأشار إلى أنه "كي لا يكون الإسرائيليون مرتبكين، فقد بذلوا الكثير من الجهد في ذلك، لكن
الدول المعادية لا تتوقف على توزيع الأكاليل، قبل أسبوع واحد فقط، أوضح لنا حسن
نصر الله من أين يمكن أن يأتي السيئ، وقبل عدة ليال كانت لدينا ثلاث فجوات في
الحدود الشمالية مع لبنان. أما حماس في قطاع غزة ومبعوثوها في الضفة الغربية، فيواصلون
جهودهم في هذا السياق".
وأضاف
أنه "خلال الشهرين الأخيرين من اندلاع أزمة كورونا، وأثناء مفاوضات إمكانية
إبرام صفقة تبادل أسرى، تواصل حماس وشركاؤها محاولة إيذاء إسرائيل في هجمات أصيب
فيها ستة إسرائيليين، وكأن "محور الأعداء" لا يستريح".
وأكد
أنه "خلال سنوات عديدة، وقعت إسرائيل في أسر استراتيجية الدفاع، وأعمالها ومبادراتها
الهجومية القليلة جزء من الموقف الدفاعي، ووقعت في مفهوم سلبي، تحت عذر الخوف من "تهور
الشيطان"، مع أنه بالنسبة لنا فإن كل شيء يسير ببطء، ويتم النشاط على مراحل،
وكل ذلك تعبير عن الضعف، لأنه للأسف، ليس لدينا الشجاعة للعمل بكل قوتنا في مجال
الهجمات الهجومية".
وأشار إلى أن "الاعتقاد الإسرائيلي الخاطئ عن عدوها تسبب في فقدان قدرتها على دفع ثمن
النصر، لأن ذلك لن نشتريه بالمال، أو حتى بامتيازات على الأرض، لأن منصات إطلاق
صواريخ الأعداء لن تختفي، ولن تصدأ، وإذا لم نهزمهم، ولم نمارس سيادتنا، فسندفع
الثمن الغالي والمؤلم في المستقبل، وإن لم نرغب في الانجرار كي نكون مثلهم، فيجب
أن نتوقف عن المساومة، لأن الإسرائيليين غير مغرمين بنيل جائزة نوبل للسلام".
وختم
بالقول إنه "يجب اتخاذ مبادرة هجومية تجاه أعدائنا، لاتخاذ قرار واضح بأن حرب
الوجود الإسرائيلية ليس لها موعد نهائي، وفي هذه الحالة تكمن القوة المناعية في توفير
"حقنة" النصر الحاسمة، إن لم يكن غدا، فسيكون في اليوم التالي".