هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قرار رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، بفك ارتباط أربعة من الفصائل المسلحة من هيئة الحشد الشعبي، وربطها بوزارة الدفاع، تساؤلات كثيرة عن الأسباب والتداعيات، لا سيما أن جميعها تتبع المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
قرار عبد المهدي، الذي صدر الأربعاء، شمل: "فرقة الإمام علي القتالية، أنصار المرجعية، لواء العتبة العباسية، لواء العبة الحسينية"، وكلها سبق لها أن رفضت تعيين أبو فدك نائبا لرئيس الحشد الشعبي، خلقا لأبو مهدي المهندس الذي قتل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي.
"المرجعية محرجة"
من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض لـ"عربي21" إن القرار يحمل معنيين، الأول يتعلق بموقف مرجعية السيد علي السيستاني في النجف؛ لأنها كانت محرجة من إلغاء فتوى "الجهاد الكفائي"، التي أصدرتها سابقا وبسببها تشكّل الحشد الشعبي.
وأضاف الأبيض أن "حرجا آخر تمر به مرجعية السيستاني، سببه استياء الشارع الذي يعتبر أن الحشد الشعبي أصبح غطاء لكثير من الجهات غير المنضبطة، التي تتجاوز على الكثير من القيم المجتمعية، لاسيما في مناطق وسط وجوب العراق".
ورأى المحلل السياسي أن "السيستاني هو من أصدر أمرا غير معلن، بأن تلتحق هذه الفصائل الأربعة بوزارة الدفاع، وأن قرار عبد المهدي قد يكون إداريا أكثر منه سياسيا؛ لأنه أصدر أمرا بالموافقة على الانضمام، لأن الفصائل هذه بالأساس لا تأخذ أمرا من رئيس الوزراء".
أما المعنى الثاني للقرار، بحسب الدكتور الأبيض، فإنه "يتمثل بالخلاف الواضح بين مرجعية النجف العراقية ومرجعية قم الإيرانية، خصوصا في هذه المسألة، فضلا عن تعيين أبو فدك بديلا لأبو مهدي المهندس في الحشد الشعبي".
وتابع الأبيض: "لذلك ستبقى الفصائل المرتبطة بالحرس الثوري ضمن تسلسل الاستهداف الأمريكي، وهي: عصائب أهل الحق، والنجباء، وكتائب حزب الله، والأخيرة تقف على رأسها، وربما نشهد تحولا في موقف العصائب بزعامة قيس الخزعلي".
وأردف: "أما الفصائل التي انسحبت وذهبت إلى وزارة الدفاع، فهي خارج الاستهداف الأمريكي. وتبقى الفصائل التابعة لمقتدى الصدر وعمار الحكيم، فإنها ليست مناهضة بشكل علني للأمريكان، ولا تستهدفهم". وأكد أن "القصة كلها تندرج في إطار الصراع الداخلي، والصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران".
"تجنبا للاستهداف"
وعلى صعيد آخر، رأى المحلل السياسي وائل الركابي، في حديث لـ"عربي21"، أن "قرار عبد المهدي جاء بناء على طلب تلك الفصائل التي تتبع المرجعية الدينية الشيعية"، لافتا إلى أن "خصوصية القرار اعتمدت على رؤية المرجعية بأن هناك تهديدا أمريكا واضحا لاستهداف قادة الحشد الشعبي والفصائل".
وأشار إلى أنه "عندما تصرح الولايات المتحدة بأنها ستستهدف مراكز ثقافية، وكانت قد قصفت سابقا مطار كربلاء، لذلك حتى لا تجعل المرجعية نفسها في موقف المجابهة، ويعطي ذلك الذريعة بأن تُستهدف المراقد المقدسة لدى الشيعية".
واستبعد الركابي أن "يكون انسحاب هذه الأولوية المسلحة جاء بسبب تعيين أبو فدك خلفا للمهندس، وأنها لا تتعامل مع شخوص، بقدر ما تتعامل مع مؤسسة الحشد الشعبي التي أصبحت بموجب قانون من البرلمان مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة".
كما استبعد المحلل السياسي أن "يتسبب انسحاب فصائل المرجعية بتداعيات على الحشد الشعبي، كأن يتفكك أو ينقسم إلى نصفين؛ لأن الجميع يرتبطون بالقائد العام للقوات المسلحة".
واستدرك الركابي قائلا: "لكن على الأرض لدينا كيان اسمه حشد شعبي، وشيء آخر يدعى فصائل مقاومة، والأخيرة لديها ارتباطات بأمور كثيرة مع أجهزة الدولة الأمنية، وأن الطرفين موقفهم موحد ضد الأمريكيين".
تنقسم المليشيات الشيعية في العراق إلى جزأين أساسيين بناء على الولاء للمراجع الدينية داخل وخارج البلد، رغم أن أغلبها أصبح ضمن هيئة الحشد الشعبي، التي كسبت الصفة الرسمية بقرار للبرلمان منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.
اختصارا، فإن القسمين الأساسيين في "الحشد"، الأول: "الولائيون" لأنهم يدينون بالولاء لنظام ولاية الفقيه بقيادة المرشد الإيراني علي خامنئي، والثاني: "المرجعيّون" كونهم يتبعون مرجعية رجل الدين الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف العراقية.
اقرأ أيضا: ما حقيقة إنشاء قاعدة إيرانية بالعراق قرب السعودية والأردن؟