طب وصحة

سلبيات عدة للحجر المنزلي ومنع التجوال.. تعرف إليها

يمكن لجسم الإنسان أن يتعرض لنقص في مستوى فيتامين د نتيجة منع التجوال وعدم التعرض للشمس
يمكن لجسم الإنسان أن يتعرض لنقص في مستوى فيتامين د نتيجة منع التجوال وعدم التعرض للشمس

فرضت بعض الدول العربية، كالأردن والسعودية، حجرا منزليا ومنعا للتجوال على مواطنيها، وذلك تفاديا لتفشي وباء كورونا، واعتبر خبراء الصحة هذا الإجراء تصرفا إيجابيا، ويحمي صحة الناس.

سلبيات اقتصادية

بالمقابل، أثّر منع التجوال على قطاع كبير من المواطنين، فمثلا توقفت بعض النشاطات الاقتصادية، كالمحال التجارية الصغيرة والمهن الصناعية، التي يكون دخل العاملين فيها يوميا.

فوفقا للخبير الاقتصادي كميل الساري، فإن منع التجوال له أثر كارثي على اقتصاد الدول والأفراد على حد سواء، مؤكدا على ضرورة التفريق بين الدول المنتجة للنفط وبين المستهلكة له.

وقال الساري في حديث لـ"عربي21": "ستتضرر ميزانيات الدول المنتجة للنفط؛ بسبب هبوط سعره، أيضا نتيجة لتوقف العديد من الأنشطة مثل السياحة وأماكن الترفيه والمحال التجارية بسبب منع التجوال، ومن هذه الدول العراق والجزائر والسعودية، التي تحوي عددا كبيرا من السكان؛ لذا هي أيضا تحتاج لاستيراد السلع والأدوية والمستلزمات الطبية".

وأشار إلى تضرر الدول غير المنتجة للنفط أيضا نتيجة لتوقف قطاع السياحة الذي تعتمد عليه معظم هذه الدول، فمثلا المغرب يدخل عليه 6 مليارات دولار من هذا القطاع، الذي توقف نتيجة منع التجوال وإغلاق الحدود.

 

ولفت إلى أن الأفراد أيضا سيتضررون من منع التجوال، مضيفا: "لاحظنا التأثير السلبي على الأفراد في الدول المتقدمة، فما بالك بدولنا العربية التي لا يوجد فيها ضمان اجتماعي لجميع الأفراد، وستكون طبقة العمال التي يكون دخلها يومي أكثر المتضررين".

وأوضح أنه من الصعب على الدول العربية المحافظة على صحة المواطن وفي الوقت ذاته المحافظة على الاقتصاد، واعتبره أمرا شبه مستحيل؛ لأن صحة المواطن والمحافظة عليها تعدّ أولوية أكثر من الاقتصاد.

وحول إمكانية دعم البنك الدولي للدول العربية، قال الساري: "لا يمكن حدوث ذلك إذا لم تتحرك الدول الغنية والمتقدمة لدعم البنك الدولي، وأتوقع للأسف حدوث مجاعات في دول عربية وأفريقية".

 

اقرأ أيضا: ما الذي فقده الأطفال في ظل الحجر المنزلي وأزمة كورونا؟

سلبيات صحية

وعلى الرغم من أن منع التجوال له إيجابيات صحية تتمثل في منع انتشار وتفشي وباء كورونا، إلا أن هناك مخاوف من تأثيره على صحة الإنسان النفسية والجسدية، خاصة أن هناك خبراء حذروا من تأثيره على نقص في مستويات بعض الفيتامينات المهمة لصحة الإنسان، مثل فيتامين د، وذلك  بسبب قلة تعرض الناس للشمس.

وفي هذا الصدد، أشارت اختصاصية التغذية تهاني الجزازي إلى أن نقص فيتامين د يحدث إذا لم يأخذه الشخص من مصدره لفترات طويلة، ونتيجة لمنع التجوال يقل تعرض الإنسان للشمس، وهي المصدر الأهم لهذا الفيتامين.

وتابعت الجزازي في حديث لـ"عربي21": "لكن كون البعض يعاني أصلا من نقص فيتامين د، خاصة من يعملون لفترات طويلة في المكاتب المغلقة، وبالتالي لا يتعرضون كثيرا للشمس، بالتالي سيفاقم منع التجوال المشكلة بشكل أكبر".

ولتعويض النقص الذي يحدث في مستوى فيتامين د في الجسم نتيجة منع التجوال، نبهت إلى "ضرورة تعرض الشخص للشمس، وأفضل وقت لذلك هو ساعات وسط النهار، حيث يتم تصنيع فيتامين د من الكوليسترول الموجود بالجلد".

وأوضحت أن "الإنسان يحتاج للتعرض للشمس لمدة 15- 30 دقيقة، وبالمتوسط 3 مرات أسبوعيا، مضيفة: "بالطبع تتحدد هذه المدة حسب عدة عوامل، وهي لون البشرة وقوة أشعة الشمس والفصل إذا ما كان شتاء أو صيفا".

وتابعت: "للاستفادة من أشعة الشمس في ظل منع التجوال يجب فتح النوافذ؛ لأن الأشعة لا تخترق الزجاج، أيضا للحصول على كمية مناسبة من فيتامين د يجب تناول الأطعمة التالية إن أمكن توفرها؛ زيت كبد الحوت والسلمون والتونا المعلبة، وصفار البيض، والسردين".

وأكدت على أهمية المحافظة على مستوى جيد من فيتامين د، تحديدا هذه الفترة التي يزداد فيها القلق والاكتئاب بسبب الظروف الحالية كالحظر، وأيضا الخوف من انتشار الوباء، وهذا الفيتامين مهم جدا لمحاربة القلق والاكتئاب ولتقوية المناعة.

وحول احتمالية زيادة الوزن أثناء الحظر المنزلي، خاصة أن الإنسان قد يتناول كميات أكبر من الطعام نتيجة جلوسه في البيت لفترات طويلة. تقول تهاني: "القرار بيد الشخص نفسه ليختار ما يريد أن يكون عليه، بالطبع لا يمكن إنكار أن فترة الحظر المنزلي صعبة كون الإنسان يجلس لفترات طويلة، مع الاستماع بكثرة للأخبار والتي تثير القلق، وأيضا توفر أطعمة دسمة تلجأ بعض النساء لتحضيرها، وتغيير ساعات النوم بحيث ينام الإنسان بالنهار ويسهر ليلا".

وأضافت: "كل ما ذكرناه هو سبب رئيسي لزيادة الوزن، فمثلا القلق يرفع مستوى هرمون الكورتيزول، ما يسبب زيادة في الوزن، كما أن الكثيرين يعانون من مشكلة الأكل العاطفي، فعند التوتر أو الحزن تزداد شراهتهم للأكل، أيضا النوم غير الكافي يزيد من فرصة زيادة الوزن؛ لأنه يؤثر على هرمونات الجوع والشبع سلبا".

 

اقرأ أيضا: كيف تتجنب إهدار الطعام خلال فترة الحجر الصحي؟

ولتجنب حدوث في زيادة في الوزن نصحت الجزازي بالآتي:

تنظيم ساعات النوم بحيث لا تقل عن 8 يوميا، ويجب أن تكون ليلا.

عدم متابعة الأخبار أولا بأول للتخفيف من القلق.

تنظيم مواعيد الوجبات، ويفضل دائما تناول وجبات صغيرة ومتعددة.

التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة.

شرب كميات وافرة من الماء يوميا، بحيث لا تقل عن 8 أكواب يوميا.

ممارسة الرياضة المنزلية.

عدم صنع أطعمة دسمة مثل الحلويات بشكل دائم، وفي حال تم صنعها، يجب أن تكون الكمية قليلة، بحيث تنفد مباشرة.

تخفيف كمية السكر المضاف للمشروبات، خاصة أننا في هذه الفترة نركز على رفع مناعة الجسم، وكميات السكر العالية قد تؤثر على مناعة الجسم.

التركيز على الأطعمة التي تحتوي على البروتين مثل اللحوم والبقوليات، لأنها تمنح الإنسان الشعور بالشبع، وبالتالي يُقلل ذلك من كميات الطعام التي قد يتناولها.

سلبيات اجتماعية

أيضا انتشرت بعض الأخبار حول تزايد قضايا العنف المنزلي نتيجة لمنع التجوال وطول فترة بقاء الأزواج في البيوت، الأمر الذي أثار تساؤلات حول السلبيات الاجتماعية للحظر ومنع التجوال.

وأشارت أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، ميساء رواشدة، إلى أن أهم السلبيات النفسية والاجتماعية للحجر المنزلي هي "حالة التوتر والاكتئاب التي يصاب بها الإنسان نتيجة إحساسه بالضيق والخوف بسبب الحجر المنزلي".

وتابعت رواشدة في حديث لـ"عربي21": "في هذه الحالة، سيقوم الإنسان بتفريغ حالة القلق من خلال النقاش مع الشريك أو الأبناء، وأيضا الشكوى التي قد تتحول إلى حالة خلاف وصراع داخل الأسرة، وبالتالي قد يتحول النقاش لعنف لفظي أو جسدي".

وأوضحت أن "حالتي العزلة والاكتئاب الناتجتين عن الحجر المنزلي سيسهمان في زيادة التواصل الداخلي بين الفرد ونفسه، بالتالي تزداد ساعات تفكيره بحياته وإنجازاته، وقد يتخذ مجموعة من القرارات التي يعتقد أنها ستغير حياته إلى الأفضل فيقوم بوضع خطة حياة جديدة يقرر تنفيذها بعد انتهاء الحجر، وقد تكون بعض القرارات متعلقة بالشريك".

وأضافت: "أيضا الحجر المنزلي يُظهر أحيانا حالة عدم التوافق والانسجام بين بعض الأزواج، ما يؤدي لارتفاع حالات الطلاق خلال هذه الفترة".

وأكملت: "لكن بالمقابل يمكن للإنسان استغلال الجانب الإيجابي للحجر المنزلي، وهو زيادة التآلف بين الأزواج؛ بسبب قضائهم فترات طويلة في الحجر، ما قد ينتج عنه مستقبلا زيادة في معدل الخصوبة لهذا العام وزيادة في أعداد المواليد".

وأكدت أن زيادة الأفكار السلبية أو الإيجابية يعتمد على طبيعة البيئة الاجتماعية والحالة الاقتصادية للفرد، فمن يتمتع بمستوى معيشي أفضل، قد يتعرض لضغوط أقل؛ بسبب توفر وسائل الرفاهية التي تساعده في قضاء وقت الحجر بشكل ممتع وأكثر راحة.

 

اقرأ أيضا: 10 ألعاب تقضي على ملل الحجر المنزلي.. تعرف عليها (صور)

التعليقات (1)
فاطمة الزهراء
الجمعة، 12-11-2021 09:18 م
شكرا كتيرا على معلومات