هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع كوارتز الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن كيفية تأثير فيروس كورونا على الحياة الجنسية.
وفي تقريره الذي ترجمته "عربي21"، قال الموقع إن معظم الأشخاص العالقين في الحجر الصحي يواجهون في الوقت الحالي تغييرات كبيرة في عاداتهم اليومية بشكل عام، والتي من شأنها أن تؤثر على الحياة الجنسية لأغلبهم.
وأفاد الموقع بأن الأشخاص المعزولين بشكل فردي أو الذين أصيب شركاؤهم بفيروس "كورونا"، ستكون حياتهم الجنسية المعتادة محفوفة بالمخاطر نظرا لقلة ممارسة الجنس.
وذكر الموقع أن فقدان الرغبة الجنسية بشكل مفاجئ في هذه الفترة أمر عادي، نظرا لانتشار حالات "الذعر العام واليأس". وبحسب استطلاع "أن بي سي نيوز" الذي شمل أكثر من تسعة آلاف شخص، قال 24 في المئة منهم إن تفشي فيروس كورونا قد أثر بشكل إيجابي على حياتهم الجنسية، بينما أفاد 47 بالمئة منهم بأنه انعكس سلبا عليهم.
اقرأ أيضا: هل يحظر تفشي كورونا الجنس؟.. هذه نصائح عليك معرفتها
مجابهة مشاعر الحزن
وأورد الموقع، نقلا عن هيذر ماكفرسون، أخصائية الطب الجنسي، أن "الكثير من الأشخاص لا يحبّذون ممارسة الجنس عندما يشعرون بالتوتر".
وفسّرت ماكفرسون أن القلق بشأن الآباء المسنين وتعلم كيفية ممارسة الرياضة في المنزل وإدارة الروتين الجديد يمكن أن يجعلك تستبعد ممارسة الجنس لأن انتباهك مسلط على كيفية البقاء على قيد الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، "إن التوتر والقلق الناجم عن خسارة وظيفتك من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على جميع العلاقات".
على النقيض من ذلك، قد يرى بعض الأشخاص أن تأثير فيروس كورونا معاكس تماما لهذا. فحسب قول الأخصائية: "بالنسبة للبعض، تزداد الرغبة الجنسية لديهم مع تنامي شعور القلق والتوتر"، حيث يعمل الجنس كآلية للتكيّف.
وذكر الموقع أن بعض الدراسات حول العلاقة بين الصدمة والرغبة الجنسية، المنشورة في المجلة الدولية لأمراض النساء والتوليد، درست تأثير الزلزال الهائل الذي ضرب الصين سنة 2008 في ونتشوان على الصحة الإنجابية لمائة وسبعين امرأة في البلاد. ووجد الباحثون انخفاضا ملحوظا في رضا النساء عن حياتهن الجنسية.
في الواقع، قبل حدوث الزلزال، قالت 55 في المئة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع أنهن كنّ راضيات، وانخفضت النسبة إلى 21 بالمئة بعد ذلك.
اقرأ أيضا: هذه حصيلة كورونا عالميا في 24 ساعة (ملخص إخباري)
كذلك، فإنهن كن يمارسن الجنس بمعدل محدود قبل الزلزال، حيث قالت كل امرأة في الاستطلاع إنها تمارس الجنس مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. وبعد الزلزال، أفادت 89 في المئة من هؤلاء النساء أنهن لم يمارسن الجنس على الإطلاق. وحتى بعد شهر، صرحت 32 بالمئة منهن بأنهن ما زلن لا يمارسن الجنس.
تدهور الاقتصاد أمر سيء
تطرق الموقع إلى أن تراجع الآفاق الاقتصادية يعد بالمثل أمرا سلبيا للحياة الجنسية للأشخاص. ووفقا لدراسات حول معدل المواليد في البلاد، ارتفعت نسبة هذا المعدل في الولايات المتحدة خلال سنوات الازدهار، مثل الخمسينيات.
في المقابل، تزامن تراجع معدل المواليد بشكل هائل مع الفترات التي شهدت الصعوبات الاقتصادية، على غرار الكساد الكبير لسنة 1929 وأزمة النفط سنة 1973 وركود سنة 2008.
وبين عامي 2008 و2013، على سبيل المثال، كان عدد الرضع الذين ولدوا حديثا في الولايات المتحدة أقل بكثير مما كان متوقعا في حال بقيت معدلات الخصوبة مرتفعة قبل الركود، وذلك بحسب دراسة اُجريت من قبل كلية كارسي للسياسة العامة بجامعة نيو هامبشاير.
في الواقع، معظم الناس يتخلون عن فكرة الإنجاب نظرا لمحدودية إمكانية الإنفاق. ومع ذلك، في حين أن معدل المواليد ليس مقياسا مثاليا لمقدار الجنس الذي يمارسه الناس، إلا أنه أحد أفضل المؤشرات المتاحة على نطاق واسع.
الإفراط في التقارب
إن الإفراط في التقارب يمكن أن يعيق بالفعل نوع العلاقة الحميمية التي نبحث عنها. في هذا الشأن، كتبت إستر بيريل، المعالجة الجنسية ومعلمة العلاقات، في كتابها "مايتنغ إن كابتيفيتي" أنه من السهل جدا افتراض أن مشاكل الجنس هي نتيجة لعدم التقارب. ولكن، ربما الطريقة التي نبني بها التقارب تقلل من الشعور بالحرية والاستقلالية اللازمة للمتعة الجنسية.
كما يرتكز الحب على شيئين أساسين، وهما الخضوع والاستقلالية. في الحقيقة، إن حاجتنا للتقارب مهمة بقدر حاجتنا إلى الانفصال، وهما في الحقيقة مترابطان. فمع وجود مسافة كبيرة، لا يمكن أن يكون هناك اتصال. من جهة أخرى، إن الكثير من الاندماج يقضي على علاقة الزوجين.
وخلص الموقع إلى أنه في هذه الفترة، ومع تواصل الإجهاد والقلق الشديد، فإن عدم استقرار الرغبة الجنسية أمر عادي.
وأضافت ماكفرسون أن العديد من عملائها وجدوا أنفسهم يستقرون تدريجيا في هذا الروتين الجديد بعد بضعة أسابيع من تفعيل الحجر الصحي. وأفادت قائلة: "بصفتنا بشرا، بشكل عام، نحن مرنون إلى حد ما".
وعندما يتعلق الأمر بالجنس في الحجر الصحي، هناك شيء واحد لا يمكن إنكاره، هو أنه "لديك بالتأكيد ما يكفي من الوقت للقيام بذلك".