هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أماندو" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن رهاب مرور الوقت، أو ما يعرف بـ "الكرونوفوبيا" وأسبابها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من عدم تصنيفه من قبل الطب النفسي كمرض حقيقي، إلا أن الكثير من الناس لديهم خوف مفرط من الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الخوف لا يدركون في الغالب أنهم مصابون به، ولكن حياتهم تتأثر بمواقف وأفكار ثابتة تدفعهم إلى القيام بالكثير من المهام كما لو أنه ليس هناك غد.
وفي مرحلة ما، يخلق هذا الأمر أحاسيس مزعجة ويحرم الشخص من الاستمتاع باللحظات والأيام التي تنقضي.
سلوك خطير
أفادت الصحيفة بأن مرضى الكرونوفوبيا يقضون أيامهم في محاولة القيام بأكبر عدد ممكن من الأنشطة والمهام، ويشتكون باستمرار من مرور الوقت الذي لا يكفي أبداً للقيام بكل شيء.
ونتيجة لذلك، قد يشعر الشخص بالإحباط والذنب لعدم القدرة على اغتنام اللحظات التي يعيشها بشكل صحيح وعدم الرضا عن النفس لعدم القدرة على القيام بأي شيء بشكل جيد.
اقرأ أيضا : Quiz | تعرف على نسبة التوتر لديك خلال الحجر الصحي (اختبار)
وأضافت الصحيفة أن هناك من يعتقد أنه غير قادر على تنظيم وقته، وإن كان ذلك صحيحًا جزئيًا، لكن المشكل الكبير يكمن في إهدار الطاقة في هذا السباق المستمر ضد الوقت.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من رهاب الخوف من الوقت لا يفوضون أو يطلبون المساعدة لأنهم يريدون إبقاء كل شيء تحت السيطرة، وهذا الموقف، بمرور الوقت، من شأنه أن يُؤثر سلبا على النفس وعلى الجسم.
الأعراض
باعتباره شكلًا من أشكال القلق، فإن الأشخاص الذين يخافون من مرور الوقت لديهم أعراض بدنية وعقلية محددة.
أولاً، يعربون باستمرار عن شعورهم بعدم الرضا والإحباط الذي ولد بدوره مشاعر اكتئاب وتشاؤم تتناوب مع الغضب والعصبية.
وأثناء فترات الراحة وعندما يكون لديهم وقت فراغ، يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في التركيز وتنتابهم نوبات قلق مع خفقان وتوتر عضلي.
كما يشتكون من انخفاض مفاجئ في الطاقة وآلام في المعدة ومشاكل في النوم والانقباض الشديد.
الأسباب
كما هو الحال مع العديد من اضطرابات القلق، أكدت الصحيفة أنه من الصعب تحديد أسباب هذا الرهاب، ولكن من المحتمل جدًا أن يظهر استجابةً للمنبهات الخارجية.
وغالبًا ما تنشأ هذه الفوبيا بعد فترات من الالتزام الشديد بفعل بعض الأنشطة وإدارتها بشكل سيء بسبب عدم توزيع بطريقة متوازنة ومحاولة القيام بها جميعا في نفس الوقت. وهذه التجربة السلبية من شأنها أن تؤدي إلى الكرونوفوبيا.
التخلص من هذا الخوف أمر ممكن
أكدت الصحيفة أنه يجب على أولئك الذين يشعرون أن الوقت ينفد منهم دائمًا أن يتوقفوا عن التفكير في ذلك، وبدلاً من النظر إلى الساعة عليهم محاولة إدراك المشكل الذي يعانون منه.
وينبغي لهم إعادة التوازن إلى أولوياتهم وإعطاء الأمور قيمتها، وإعداد قائمة بالأشياء التي ينبغي القيام بها حسب أهميتها، كما أن طلب المساعدة عند الحاجة هو علامة على النضج والاستقلالية، ولا يعد تواكلا على الآخر.