صحافة إسرائيلية

هكذا تناولت الصحافة الإسرائيلية انهيار تحالف "أزرق أبيض"

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الكثيرين من ناخبي "أزرق أبيض" شعروا بعد خطوة غانتس بـ"الخيانة"- جيتي
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الكثيرين من ناخبي "أزرق أبيض" شعروا بعد خطوة غانتس بـ"الخيانة"- جيتي

سلّطت الصحافة الإسرائيلية الجمعة، تغطيتها على التحول "الدراماتيكي" في المشهد السياسي، بعد انتخاب زعيم تحالف "أزرق أبيض" بيني غانتس في منصب رئيس الكنيست، بدعم من تكتل الأحزاب اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، ما أدى مباشرة إلى تفكيك تحالفه، الذي شكّل عقبة أمام نتنياهو خلال ثلاث دورات انتخابية.


وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في مقال نشرته للكاتب ناحوم برنياع، إن نتنياهو أثبت أنه "ساحر حقا"، موضحة أن "ما لم ينجح في تحقيقه في الانتخابات حققه أمس، بتفكيك أزرق أبيض".


وأكدت الصحيفة أن "كل التعهدات التي قطعها نتنياهو بالحقائب الوزارية، وبقواعد اللعب، وبالسياسية، وبالتناوب، تتقزم أمام هذه الحقيقة السياسية، وأنه ليس لغانتس طريق للعودة"، مضيفة أن الكثيرين من ناخبي "أزرق أبيض" شعروا بعد خطوة غانتس بـ"الخيانة".

 

حزب غير ناضج


ورأت الصحيفة أن "السبب الوحيد الذي جعلهم يصوتون لهذا الحزب غير الناضج، كانت الرغبة في رؤية نتنياهو خارج الحكم"، مستدركة: "قبل أن يرجموا زعيمهم بالحجارة، يجب أن يفهموا صعوبة البدائل التي وقف أمامها (..)، فهو ليس خائنا ولا بطلا أيضا"، على حد قولها.


وأشارت إلى أن غانتس من جيل الجنرالات الذين لم يعرفوا النصر في حياتهم المهنية، مؤكدة أن "أزرق أبيض، خرج من جولة الانتخابات الثالثة مرضوضا، وكان يتعين على غانتس أن يفهم بأن جولة رابعة ستقلص حزبه أكثر فأكثر".

 

اقرأ أيضا: انهيار بحزب "أزرق أبيض" الإسرائيلي.. انفصال لبيد ويعلون


ووفق تقدير الصحيفة، فإن حكومة الأقلية ما كان يمكنه أن يشكلها، وحتى لو نجح في ذلك، كانت ستقع فريسة لأزمة كورونا ولآلة الدعاية الخاصة في نتنياهو، مضيفة أن "غانتس لم يرغب في الجلوس في المعارضة، وهو ليس مبنيا لذلك".


وأوضحت أن الاتفاق الذي يوشك على توقيعه يمنحه، ظاهرا، منصب رئيس الوزراء بعد سنة ونصف، مستدركة بقولها: "هذا الاتفاق باطل، لأن غانتس الآن يمثل 15 مقعدا، ولا يمكنه أن يحصل على قوة متساوية أمام الليكود الذي يمثل 35 مقعدا".

 

تشكيك بالتناوب


وشككت "يديعوت" في فرضية تنفيذ مسألة التناوب في رئاسة الوزراء، متوقعة أن الاتفاق سيعيد غانتس إلى خطته الأولى، قبل أن يصعد إلى مسار البديل، بحيث يكون وزيرا للدفاع أو الخارجية في حكومة نتنياهو.


من جهة أخرى، قرأت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال نشرته للكاتب حيمي شليف ما جرى، بأن "غانتس أدار خلال الأسابيع الأخيرة إحدى الخدع الكبرى في السياسة الإسرائيلية"، مبينة أنه "لم يخدع معسكره فقط، بل أيضا تركه خائب الأمل ويائسا".


وذكرت الصحيفة أن "الكثيرين الذين خاب أملهم من غانتس، لا يستطيعون أيضا الادعاء بجدية بأنه قام بخرق وعوده، التي تعززت وضعفت، والمتمثلة بأنه لن يجلس في حكومة برئاسة نتنياهو"، مشيرة إلى أن غانتس وعد أيضا بأنه لن يعتمد على القائمة المشتركة، ولكنه نكث وعده، أو على الأقل مده حتى النهاية.

 

اقرأ أيضا: "هآرتس" تصف صفقة غانتس مع نتنياهو بـ"السيناريو الأكثر إهانة"


وقالت الصحيفة، إن "نتنياهو الساحر يمكنه فعل كل شيء، فهو صاحب الخدع في السياسة الإسرائيلية"، موضحة أن استقالة أدلشتاين من رئاسة الكنيست، تعد بمنزلة "نسمة منعشة" لأحزاب اليسار والوسط، لكن سرعان ما تحولت لسقوط أكثر "إيلاما" لتحالف "أزرق أبيض".


وتابعت: "تبين فجأة أن غانتس من خلف الكواليس يجري مفاوضات متقدمة مع نتنياهو على حكومة وحدة وطنية"، مشددة على أنها "في هذه الظروف تظهر لكثيرين في معسكر غانتس، بأنها وثيقة استسلام مخجلة".

 

تفجير للمفاوضات


وأردفت الصحيفة: "غانتس لم يخدع فقط معسكره بصورة ضمنية، بل بصورة صريحة، فقد تركه محبطا ويائسا، لأنه ملك في السابق قلب المعسكر، ولم يتوقع أحد خطوته الأخيرة"، مشيرة إلى أن مناورة نتنياهو النهائية، هي تفجير للمفاوضات بشأن الوحدة وإعادة الوضع إلى سابق عهده، لكن هذه المرة بالتعاون مع غانتس، وبخلق معارضة متشاجرة ومفككة.


أما صحيفة "إسرائيل اليوم"، فوصفت ما جرى بأنه "يوم استقلال لغانتس"، متطرقة إلى الوعود التي نقضها غانتس أمام مصوتيه، والذين لم يمنحوه أصواتهم، إلا لأنه تعهد بعدم الجلوس مع نتنياهو.
ورأت الصحيفة في مقال لها، أن غانتس ليس "نموذجا يحب المخاطر، لا عندما كان في الجيش، ولا عندما أصبح سياسيا الآن"، منوهة إلى أن "حالة الطوارئ الحقيقية"، بسبب كورونا، أثرت في قرار غانتس.


وأشارت إلى أن ليبرمان على مدار سنة كاملة كان حذرا، ورغم رغبته بكل قوته بإسقاط نتنياهو، إلا أنه لم يكن مستعدا لدفع الثمن الذي ينطوي على ذلك، مضيفة أن "ليبرمان هو الخدعة الأكبر في السياسية الإسرائيلية"، على حدّ وصف الصحيفة.

التعليقات (0)