طب وصحة

هل شكل الشباب "نقمة" على كبار السن بأزمة كورونا؟

تفوقت إيطاليا بنسبة "الوفيات إلى الإصابات" على الصين- تويتر
تفوقت إيطاليا بنسبة "الوفيات إلى الإصابات" على الصين- تويتر

يواصل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الانتشار حول العالم، موقعا المزيد من الإصابات والوفيات الجديدة.

في الآونة الأخيرة، انتقلت بؤرة تفشي الفيروس من الصين وكوريا الجنوبية إلى دول أوروبية كإيطاليا وإسبانيا إضافة إلى إيران الدولة الشرق أوسطية.

ومنذ وصول المرض إلى الدول الثلاث الأخيرة بعد منتصف شباط/ فبراير الماضي، كان من اللافت ارتفاع "نسبة الوفيات إلى الإصابات" فيها مقارنة مع الصين وكوريا الجنوبية، مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الزمني في سريان المرض بهاتين الدولتين والذي بدأ أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وتفوقت إيطاليا بنسبة "الوفيات إلى الإصابات" على الصين، فمن بين كل 100 إصابة بإيطاليا توفي 8 أشخاص، في المقابل توفي 4 أشخاص من كل 100 إصابة بالصين، حتى آخر إحصائية صباح الخميس.

وفي إيران توفي 6 أشخاص من كل 100 إصابة، فيما كانت النسبة لإسبانيا مقاربة للصين، لكن تدنيها كان واضحا في كوريا الجنوبية بوفاة 9 أشخاص من كل 1000 إصابة.

 

اقرأ أيضا: لأول مرة منذ التفشي.. الصين لا تسجل أي إصابة محلية بكورونا

وحول أسباب هذه الفروقات، تحدثت صحيفة "عربي21" إلى الباحث في إحصائيات الأوبئة محمود أبو عزوم، الذي أوضح أن هناك اختلافا في أعداد الإصابات والوفيات يرجع إلى التركيبة السكانية، حيث ترتفع الوفيات في الدول التي تكثر فيها فئة كبار السن.

وبشكل عام، فإن نسبة الإصابة بفيروس كورونا بين الشباب (ما دون الـ50 سنة) لا تتجاوز الـ25 بالمئة من معظم المصابين المسجلة إصاباتهم في الدوائر الصحية، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

أما نسبة الـ75 بالمئة المتبقية من الإصابات المسجلة، فموزعة 37.5 بالمئة لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 51 و70 سنة، و37 بالمئة لأشخاص فوق الـ70 سنة.

ولفت أبو عزوم إلى أن نسبة الوفيات في صفوف من هم دون الخمسين سنة 0.2 بالمئة، بمعنى أنه من كل ألف إصابة يموت اثنان.

ويشير إلى أن الاختلاف بين الإصابة لدى جيل الشباب وكبار السن، مرتبط بالأمراض المتعلقة بالشيخوخة مثل أمراض القلب والجهاز العصبي والجهاز التنفسي والمناعة وفقر الدم، ما يجعل نسبة الإصابة المسجلة لديهم مرتفعة، كما أن مقاومتهم للمرض متدنية.

وضرب مثالا على إيطاليا، فإيطاليا نسبة كبار السن فيها (65 سنة فما فوق) تتجاوز الـ20 بالمئة، والفئة العمرية (50 سنة فما فوق) يشكلون 35 بالمئة، والنسبة المتبقية -65 بالمئة- هي لمن هم دون الـ55 سنة.

ويقول: "ما حدث في إيطاليا اختلف عما حدث في الصين، نظرا لأن الصين دولة الحزب الواحد اتبعت نظاما صارما في متابعة كل مريض وكل حالة، واستطاعت فرض حظر على الجميع".

أما في إيطاليا فتعامل المجتمع بداية الأمر بـ"استهتار إلى حد ما"، وكانت فئة الشباب "غير مسؤولة نوعا ما"، على حد قوله، وهو ما جعل الأزمة تتفاقم بشكل كبير، لأن معدل الانتشار للفيروس هو 4، أي أن كل شخص قادر على نقل العدوى إلى 4 أشخاص غيره.

والبيانات من إيطاليا تشير إلى أن منحنى الانتشار هناك تفاقم بصورة سيئة جدا، ما شكل ضغطا كبيرا على إيطاليا ونظامها الصحي، مع العلم أن إيطاليا صنفت كأفضل دولة في العالم من حيث قوة النظام الصحي عام 2017.

ويؤكد الباحث الإحصائي، أنه "رغم ذلك، فإن نظامها الصحي لم يستطع التعامل مع هذا الأزمة، لأن السيطرة على المرض تكمن في الأساس في منع انتشاره".

وحتى صباح الخميس، توفي 2978 حالة وفاة في إيطاليا من أصل 8794 وفاة في العالم، أي أن الوفيات في إيطاليا تمثل أكثر من 30 بالمئة من الوفيات العالمية، وهو مؤشر خطير جدا، على حد قول الباحث الإحصائي.

ويوضح أبو عزوم أن "متوسط أعمار الذين توفوا بفيروس كورونا في إيطاليا ما بين 76 و81 سنة"، وبحسب الأرقام الصادرة عن مركز الصحة العامة والأوبئة الإيطالي، فإن 99 بالمئة من الضحايا لديهم أمراض مسبقة.

 

اقرأ أيضا: نصف طلاب العالم توقفوا عن الدراسة بسبب "كورونا"

وبحسب الدراسة (التي تعطي صورة أوضح عن طبيعة من هم في دائرة الخطر) فإن 75 بالمئة منهم يعانون من ضغط الدم، و35 بالمئة من السكري، و15 بالمئة من أمراض القلب. ما يؤكد أنهم الحلقة الأضعف في مواجهة المرض.

وعند سؤاله عن ما إذا كان الشباب ساهموا بانتشار المرض وتوسيع دائرة العدوى، أجاب أبو عزوم: "بالطبع نعم، جيل الشباب أجهزتهم المناعية قوية، فلا يؤثر عليهم المرض بشكل قوي، ما يجعلهم سببا في انتشاره".

وأكد على ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية المعلن عنها من قبل منظمة الصحة العالمية، ووضع مسافة "متر ونصف إلى مترين وأكثر" في التعامل مع الآخرين.

ونوه إلى أن فيروس كورونا يبقى على الأسطح مدة أكثر من فيروس سارس، تصل إلى 72 ساعة، وفق الدراسات الأخيرة، ما يعني وجوب الالتزام بالإجراءات الوقائية.

وتحد الإجراءات الوقائية بشكل كبير من انتشار الفيروس، عبر الاهتمام بالنظافة الشخصية، كما قال أبو عزوم، مفضلا استخدام الصابون على الكحول في غسل اليدين، نظرا لاحتوائها على مواد تستطيع القضاء على الفيروس.

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم