سياسة دولية

لماذا يتمسك الزعماء بالسلطة ويخرقون القوانين للبقاء فيها

التقرير قال إن أشخاصا أحاطوا بموغابي قبل تنحيه كانوا يتحكمون بمقاليد الحكم- الأناضول
التقرير قال إن أشخاصا أحاطوا بموغابي قبل تنحيه كانوا يتحكمون بمقاليد الحكم- الأناضول

سلطت شبكة "بي بي سي" الضوء على تمسك القادة والزعماء حول العالم بمناصبهم، واستعدادهم لخرق القواعد والقوانين مقابل استمرارهم في مناصبهم، ما يجعل تخليهم عن المنصب أمرا صعبا.

وقالت الشبكة في تقرير لها، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في وقت سابق الأسبوع الجاري بأنه سيؤيد تشريعا يسمح له بالترشح لفترتين أخريين لرئاسة البلاد، الأمر الذي يحظره الدستور الروسي حاليا، ليصبح بذلك الأحدث في سلسلة طويلة من زعماء الدول، من الجزائر إلى زيمبابوي، الذين ترددوا في ترك السلطة.


وعن هذه الحالة، تنقل "بي بي سي" عن نيك تشيسمان، مؤلف مشارك في كتاب "كيف تزور انتخابات؟" قوله إن الإجابة السهلة هي الفساد، إذ يمكن لهؤلاء كسب مزيد من الأموال، والبقاء للحفاظ على الثراء، بيد أن الواقع يشير إلى أن ثمة أشياء أخرى أكثر تعقيدا".


ويضيف تشيسمان أن أكثر ما يخشاه الزعماء من مجرد خسارة أموالهم، هو محاكمتهم بعد مغادرة السلطة، ولديهم من الأسباب الوجيهة التي تدفعهم إلى هذا الخوف.


ووفقا لبحث نشره تشيسمان في كتابه، حوكم 43 في المئة من زعماء أفريقيا الذين تنحوا عن الحكم، وأرسلوا إلى المنفى أو أُعدموا، خلال الفترة بين عامي 1960 و2010.


وشدد على أن الزعماء يشعرون بضغوط من جانب من يحيطون بهم، كعائلاتهم و حلفائهم السياسيين أو حتى قادة الشرطة والجيش، حتى بعد أن قدم هؤلاء المساعدة للزعماء من أجل الوصول إلى السلطة.

 

اقرأ أيضا: حكم زيمبابوي نحو 4 عقود.. "موغابي" يرحل عن 95 عاما

ويقول تشيسمان: "حتى عندما تعتقد أن الوقت حان لاتخاذ قرار، فستجد مجموعة من الأشخاص تطرق بابك وتقول لك لا تفعل، هذا ليس من أجلك، إن الأمر يتعلق بآلاف الأشخاص الذين قاموا بأشياء من أجلك وضحّوا من أجلك".

 

وفي هذا السياق يقول التقرير إن الأشخاص الذي كانوا يحيطون برئيس زيمبابوي السابق، روبرت موغابي، الذي تنحى عن السلطة بعد 37 عاما في الحكم، كانوا من المؤثرين في قرار تمسكه بالسلطة.


وتقدم "بي بي سي" بعدا آخر للتمسك في السلطة، أكثر عمقا في هذه اللعبة، أو شيئا يتعلق بالسيطرة التي تمنحها السلطة في حد ذاتها، وتنقل عن المؤلف داتشر كيلتنر الذي نشر ما يزيد على عشر سنوات في كتابه بعنوان "مفارقة السلطة".


يقول التقرير: "المفارقة هي أن الأشخاص الذين يعتلون سدّة الحكم هم عادة اجتماعيون ومحبوبون، يكسبون ثقة من حولهم، سواء كان أحدهم قائدا لنادي تنيس محلي، على سبيل المثال، أو لشركة، أو لدولة بأكملها. لكن عندما يتولى هؤلاء السلطة، يصبحون وحوشا آخرين تماما".

 

اقرأ أيضا: البشير أمام التحقيق مجددا في "غسيل أموال وثراء مشبوه"

وخلصت مجموعة أبحاث إلى أن منح السلطة لأشخاص، حتى ولو بشكل تعسفي لفترة قصيرة، يؤدي إلى تغيير سلوكهم، إذ يبدأون في التصرف بطرق يستفيدون منها، ويفقدون تعاطفهم مع الآخرين، فضلا عن الاعتقاد بأنهم على حق في كثير من الأحيان.


ويعتقد كيلتنر أن السلطة تُكسب صاحبها نوعا من الإدمان، فبدون فرض قيود، يتمتع الناس بحرية السعي وراء تحقيق مصالحهم ورغباتهم ومتعهم.


ويقول: "يشعر الأشخاص الذين يتمتعون بالسلطة بمزيد من السعادة، كما يشعرون بامتنان أكبر، وبأنهم يتمتعون بمكانة أو تقدير أعلى. وتكون أجهزتهم العصبية أكثر هدوءا، وصحتهم أقوى، كما أنهم يشعرون بتحسن أحوالهم في الحياة".


ويقول كيلتنر إن أصحاب السلطة يميلون إلى التصرف مثل مرضى تعرض الجزء الكابح للسلوك الاندفاعي في أدمغتهم للتلف، مشيرا إلى بحث أجراه عالم الأعصاب سوخمايندر أوبهي في هذا السياق.

التعليقات (1)
أراجوزات
الخميس، 12-03-2020 02:47 م
ببساطة لأنهم جهل و لا يجيدون أي شيء آخر غير القمع والقتل والاغتيال والسجن والفساد فحتى مكاتبهم تدار من آخرين والقرارات تتخد من آخرين لذلك تجد نفسك في حيرة واستغراب من مواقف بعض الزعماء فحتى من يريد أن يظهر أنه قوي وفكيك يدخل حروب يغرق فيها ولا تدري أسبابها ولا نتائجها أو يعادي شعوبا بعينها من غير سبب أو يشتغل شغل العصابة يأخد من هذا ويعطي ذاك..ألخ