"أرجوكم اقتلوا محمد رمضان".. هكذا ارتفعت الأصوات لكي تنال من فنان شاب، أوجده حظه العاثر في هذا الظرف الحرج محليا وإقليميا وعالميا. أصبح محمد رمضان هو العنوان الذي يختبئ وراءه كل الفشلة، والمدعون والمنافقون، والذين لم يحققوا أي شيء يُذكر في حياتهم العامة.
ما هذا الهراء؟ ألم ينجح محمد رمضان، وإن كان قد تمّ دفعه دفعا وبقوة السيطرة، ليصبح في مصاف النجوم الأوائل؟
حسنا، هو يُمنح الملايين ثمنا لنجاحاته، سواء اختلفنا أو اتفقنا عليها. ألم تساهم وسائل الإعلام في صعوده وتكبيره؟ كل هذا تمّ تحت بصر وسمع أجهزة الدولة المختلفة. ألم يعتمدوه ليكون سوبر ستار كحاجة تفيدهم بما يُصطلح عليه "أصول المهنة"؟ الآن يريدون إهالة التراب عليه. اليوم أصبح هو المسؤول الأول والأخير عن إفساد ذائقة الناس. اليوم أصبح هو المصاب بالبارانويا والغرور القاتل.. وو... إلخ.
بتقديري أنكم تديرون الحملات الممنهجة حسب الطلب.
اليوم مطلوب تصدير صورة ذهنية سلبية عن محمد رمضان، سواء بغرض جعله نموذجا للتحدي والتمرد والتفرد، تجب معاقبته من خلال هذا الهجوم المحسوب، أم من أجل أن يُصبح أيقونة تمثل غير التقليدي. وفي كلا الحالتين هي وسائل لكي يُنفس الناس عن كارثية همومهم في رمضان.
وهذا تنفيس كاذب على أيه حال، لأنه وفي نفس الوقت يُتابع دعمه وإسناد المزيد من الأعمال، ذات الميزانيات الضخمة له. وبالطبع، نتيجة هذا الأسلوب، يبلع الناس الطعم، ويدخلون في دوائر لا تنتهي. رمضان وبيكا، وغيرهما من قبله مثل عدوية وعادل إمام، في السبعينيات.. كلّ هؤلاء تم توظيفهم لجعلهم قرابين، لكي ينصرف الناس من خلالهم عن ما هو أهم. وفي نفس الوقت، يتم تلميعهم وتكبيرهم لكي تستمر اللعبة. وهكذا، ولهذا، يُقّدم الآن محمد رمضان بهذه الصورة السلبية.
فالآن، اختُصِرت أزمة الفن بكل قطاعاته وحقوله في محمد رمضان. فهو أحد أعمده إفشال الفن بمصر، وهو الذي ترك هيئة المسرح بلا تخطيط منهجي واضح! وهو الذي منع الدعم عن الأعمال السينمائية، وهو الذي قضى على الثقافة في
مصر.. إذاً فلتقتلوا محمد رمضان!