هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، تقول فيه إن حزب العمال قرر تعليق عضوية مسؤول لجنة المساواة وحقوق الإنسان سابقا، تريفور فيليبس؛ بسبب معاداته للإسلام، في وقت دافع فيه فيليبس عن مواقفه بأن المسلمين يظلون مختلفين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن فيليبس عبر عن شجبه لقرار تعليقه من الحزب لآرائه المعادية للإسلام والمسلمين، لافتا إلى أن فيليبس يعد من الأصوات البارزة في قضايا المساواة والعنصرية، لكنه يواجه تحقيقات داخل الحزب قد تقود إلى طرده منه.
وتنقل الصحيفة عن فيليبس، قوله في تصريحات لإذاعة "بي بي سي4": "لقد فوجئت من حزب كان دائما مفتوحا وديمقراطيا، ولم يعد لأعضائه إجراء حوار صحيح للنقاش ومعالجة الخلافات في القيم والرؤى"، وأضاف: "يقولون إنني اتهم المسلمين بأنهم مختلفون، وفي الحقيقة هذا كلام صحيح، والنقطة هي أن المسلمين مختلفون، وبطرق عدة أعتقد أن هذا مثير للإعجاب".
وتلفت الصحيفة إلى أنه عندما تم تحديه حول تصريحاته التي زعم فيها عام 2016، أن المسلمين أصبحوا "دولة داخل دولة"، وبأن هذا تعميم عن سكان مختلفين يصل عددهم إلى 3 ملايين نسمة، فإن فيليبس رفض هذا الكلام.
ويورد التقرير نقلا عن فيليبس، قوله: "هناك أنواع الخلافات كلها في مجتمعنا، لكن النقطة المركزية فيما نشرته هو أننا لا نستطيع مواصلة القول إن الخلافات ليست مهمة.. من وجهة نظري فإن هذا نوع من عدم الاحترام للقول: لا تقلق فإن خلافات القيم التي يحملونها والمعتقدات التي يؤمنون بها سيتم تجاوزها".
وتنوه الصحيفة إلى أنه عندما سئل عن وصفه المسلمين بالدولة داخل دولة، وهو الشعار الذي تبناه اليمين المتطرف، خاصة تومي روبنسون، فإن فيليبس أجاب قائلا إنه لم يسمع بهذا، وقال: "كما تقول جدتي: فلكون الشيطان يختار أغنية فإن هذا لا يعني أنها أغنية سيئة".
وينقل التقرير عن فيليبس، قوله إنه من الصواب الحكم على المسلمين بشكل جماعي، "لا تزال تقول إنني أقوم بهذه التعميمات، إلا أن الحقيقة هي أنك لو كنت واحدا من مجموعة، سواء كانت كنيسة أو ناد رياضي، فأنت تعرف عن نفسك بقيم معينة وتدافع عنها وبصراحة يتم الحكم عليك بناء عليها".
وكشفت صحيفة "التايمز" عن عملية تعليق عضوية فيليبس في حزب العمال، وقالت إن الإذاعي والسياسي السابق البالغ من العمر 66 عاما هو موضع تحقيق لتعليقات أصدرها في السابق حول المسلمين الباكستانيين الذي قاموا بانتهاك الأطفال في بلدات شمال إنجلترا.
وبحسب التقرير، فإن الشكوى شملت على تعليقات فيليبس حول فشل المسلمين في ارتداء "شقائق النعمان" التي ترتدى عادة لإحياء ذكرى قتلى الحرب العالمية، والتعاطف الذي أبداه بعض المسلمين في استطلاعات مع منفذي هجمات تشارلي إيبدو في فرنسا.
وتقول الصحيفة إن هذه التعليقات تعود لسنوات، إلا أن السكرتيرة العامة لحزب العمال جيني فورمبي قامت بتعليق عضويته بصفة ذلك أمرا طارئا "لحماية سمعة الحزب".
ويشير التقرير إلى أن فيليبس كان أحد الرافضين لتوسيع مصطلح إسلاموفوبيا الذي اقترحته لجنه من الأحزاب في البرلمان، ويستخدمه الآن حزب العمال من بين عدة جهات، قائلا إن المسلمين ينتمون إلى أعراق عدة ويوحدهم الدين ولا يمكن اعتبارهم عرقا.
وتلفت الصحيفة إلى أن فيليبس، الذي ترأس لجنة المساواة وحقوق الإنسان عام 2006، كان من بين 24 شخصية عامة كتبوا إلى "الغارديان"، وقالوا إنهم لن يصوتوا لحزب العمال بسبب اتهامات معاداة السامية، وقالوا إن الطريق لمجتمع بريطاني أكثر تسامحا يعني "ضم اليهود البريطانيين والتضامن معهم بالمطلق"، وأضافوا أن زعيم الحزب جيرمي كوربن استقبل المعادين للسامية وتعامل معهم بصفتهم رفاقا.
ويفيد التقرير بأن لجنة المساواة وحقوق الإنسان تقوم بالتحقيق في مزاعم معاداة السامية في حزب العمال.
وتذكر الصحيفة أن فيليبس قام بإنتاج فيلمين وثائقيين للقناة الرابعة تتعلق بالتمييز العنصري، وهما "أشياء لا نقولها عن العرق والتي هي صحيحة" و"ما يفكر فيه المسلمون البريطانيون"، الذي بث على القناة عام 2015، مشيرة إلى أنه يدير منظمة "إندكس" للرقابة، وهي منظمة غير ربحية.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم حزب العمال: "نتعامل بجدية مطلقة مع الشكاوى المتعلقة بالإسلاموفوبيا، ويتم التحقيق فيها بناء على المعايير والقواعد، ويتم اتخاذ القرارات التأديبية المناسبة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)