هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن محمد علاوي رئيس الحكومة العراقية المكلف عن اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وقال علاوي في رسالة إلى رئيس الحمهورية، إنه حاول "بكل الطرق الممكنة من أجل إنقاذ بلدنا من الانزلاق للمجهول، ومن أجل حل الأزمة الراهنة، ولكن في أثناء المفاوضات اصطدمت بأمور كثيرة لا تمت إلى قضية الوطن ومصلحته بشيء".
وفيما يلي نص الرسالة كما نشرها موقع السومرية العراقي:
السيد رئيس
الجمهورية المحترم..
السلام عليكم و رحمة
الله و بركاته..
احتراما لثقة
فخامتكم العزيزة، والتزاما بالوعد الذي قطعته لشعبي الصابر، أوجه هذا الخطاب
لسيادتكم ولشعبنا.
عندما تم تكليفي كنت
قد وعدت الشعب بأني سأترك التكليف في حال مورست ضغوط سياسية، لغرض تمرير أجندة
معينة على الحكومة التي اعتزم تشكيلها، وعليه كان قراري تشكيل حكومة مستقلة من أجل
العمل دون التزامات حزبية أو ضغوطات، من أجل الإسراع بتنفيذ مطالب الشعب، وإني على
علم تام بأن الإصرار على هذا الشرط سيكلفني تمرير حكومتي، لأن الجهات التي غرقت
بالفساد وتاجرت بالطائفية والعرقية ستكون أول متضرر... وإني لو قدمت التنازلات
لكنت الآن مباشر بعملي كرئيس لوزراء العراق، ولكني مع كل هذا...
حاولت بكل الطرق
الممكنة من أجل إنقاذ بلدنا من الانزلاق للمجهول، و من أجل حل الأزمة الراهنة، ولكن في أثناء المفاوضات اصطدمت بأمور كثيرة لا تمت إلى قضية الوطن ومصلحته بشيء، ويشهد
الله علي أني لم أتنازل ولم أقدم المصالح الخاصة على مصلحة البلد، ولكن للأسف
الشديد كانت بعض الجهات تتفاوض فقط من أجل الحصول على مصالح ضيقة دون إحساس
بالقضية الوطنية، و دون أي اعتبار لدماء الشهداء التي سقطت في سوح التظاهر، من أجل
تغيير الأوضاع وتحقيق رفعة الوطن وازدهاره.
فلهذا، فخامة الرئيس
كنت أمام معادلة... منصب رئيس الوزراء مقابل عدم الصدق مع شعبي والاستمرار
بالمنصب على حساب معاناته، فكان الخيار بسيطا وواضحا هو أن أكون مع شعبي الصابر، وخاصة عندما رأيت أن بعض الجهات السياسية ليست جادة بالإصلاح والإيفاء بوعودها
للشعب، وأن وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلة تعمل من أجل الوطن كان واضحا، فمن
عدم تحقيق النصاب لمرتين متتالية إلى حملات الافتراء والكذب والتزييف للحقائق،وصولا إلى يومنا هذا، ولا نعلم بعدها إلى أين ممكن أن يصل المتاجرون بهمومهم شعبنا...
وعليه، اسمح لي أن
أرفع لمقام فخامتكم اعتذاري عن التكليف، راجيا تفضلكم بقبولها.
وهنا رسالتي إلى
السادة النواب الأعزاء
شكرا لمن وقف وساندني دون أن يطالب بمناصب، واسمحولي أن أقول لكم أنتم أمام أمانة تاريخية لا
تتعلق بانتمائكم أو حزبكم، ولا تتعلق حتى بكم، إنما تتعلق بالعراق وحده، هذه الأمانة تستوجب عليكم أن تتولوا
زمام المبادرة وأن تأخذوا دوركم الأساسي من أجل فرض رؤيتكم، لتصحيح مسار الأمور، فالقرار قراركم لا قرار شخص آخر فمن يفاوض باسمكم، يسعى إلى منصب ووزارة من أجل
مصالحه الخاصة، لا من أجل حزب أو مكون.
وإلى شعبي العزيز، استمروا بالضغط من خلال تظاهراتكم السلمية لكي لا تضيع تضحياتكم سدى، وسوف أعود إلى صفوف شعبي كعراقي لم يساوم على مبادئه وعلى قضاياه، وأسأل الله سبحانه أن
يوفقكم برعايته وعنايته، وأن يحفظ عراقنا العزيز من كل سوء.
والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته