هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "أول لقاء أجراه مع الرئيس المصري الراحل، محمد حسني مبارك، تم قبل أكثر من ثلاثين عاما، وآخرها كان في أيلول/ سبتمبر 2010، قبل أربعة شهر فقط من الإطاحة به، ومعظم هذه اللقاءات تم نشرها في صحيفة معاريف والقناة التلفزيونية الأولى، وبعضها بقيت Out of record، دون نشر".
وأضاف
عوديد غرانوت، في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21": "اكتشفت خلال مقابلاتي الطويلة مع مبارك زعيما
عربيا لديه فضول كبير لمعرفة الواقع الإسرائيلي، ويحاول استمالة -وبالعادة ينجح- الإسرائيليين الذين التقوه في قصره لصالحه، وتأمل كثيرا حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي؛ بهدف تسخين العلاقات المصرية الإسرائيلية، لكنه بسبب خبرته العسكرية السابقة قائدا
لسلاح الطيران لم يحب المغامرة كثيرا".
وأشار
غرانوت، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إلى أن "أول لقاء لي مع مبارك حين
كان نائبا للرئيس السابق أنور السادات، وخلال مقابلاتي اللاحقة معه أبدى إعجابه بإسحاق
رابين رئيس الحكومة الإسرائيلي، الذي اغتاله متطرف إسرائيلي في 1995، خاصة بتاريخه
العسكري، ثم توقيعه على اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، الذي كان كفيلا وفق رأي مبارك
بإنهاء الصراع، ووقف التزام الدول العربية تجاههم لاستمرار دعمهم".
غرانوت،
يستذكر أن "مبارك كان يتندر عليه المصريون بلقب "البقرة الضاحكة"،
فيما سبق له أن شتم ياسر عرفات بعبارة "يا ابن الكلب"، حين تردد في
التوقيع على اتفاق أوسلو ب مع الإسرائيليين في القاهرة عام 1995، وساعد كثيرا بأن
يتوصل رابين لاتفاق مع سوريا زمن الرئيس الراحل حافظ الأسد".
يكشف
غرانوت، نقلا عن مبارك، أنه "في أحد المرات، طلب منه رابين أن يتحدثا معا بعيدا عن الهاتف، فدعاه مبارك للمجيء إلى القاهرة، استقل طيارته وأتى صباح اليوم
التالي، وكان طلب رابين أن أتحدث مع الأسد، أخذت طيارتي، وطرت إلى دمشق، مكثت
ساعات مع الأسد، كان صلبا جدا، حينها اضطررت لإبلاغ رابين أن الاتفاق لن يتم".
في الوقت ذاته، يقول غرانوت إن "مبارك لم يستطع إيجاد كيمياء دافئة مع أريئيل شارون، في إحدى المقابلات أبلغني أن شارون يأكل أكثر من اللازم، وهذا مضر بصحته، يجب عليه تخفيض وزنه، لكني كشفت له سرا، أن شارون يأكل في اليوم خروفا، وأحيانا خروفين".
يذكر
الكاتب أن "مسيرة مبارك الطويلة اختتمت بخطأين تاريخيين، الأول أنه لم يستمع لمطالبات
الجماهير المصرية في 2009 بعدم تحضير ابنه جمال لوراثته في قيادة الدولة، والثاني
يوم 25 يناير 2011 حين انطلقت المظاهرات الشعبية بداية الربيع العربي، وأغلقوا
الطرق العامة والشوارع الرئيسة، لكن مبارك رد عليها بنشر قواته الأمنية في كل
أرجاء القاهرة".
وأضاف
أن "مبارك خلال ثلاثين عاما حافظ على اتفاق السلام مع إسرائيل، ولم يعمل على
انتهاكه أو خرقه، رغم الصعود والهبوط في علاقات البلدين، وبقاء إسرائيل في الأدبيات
العسكرية المصرية مصنفة على أنها "عدوة"، لكن مبارك في إحدى المرات حين
سألته عن سبب توجيه سلاح المدفعية المصرية وجهته نحو الشرق باتجاه إسرائيل، ضرب
يده على الطاولة بقوة قائلا: أنا رجل عسكري، وأعلم ثمن الحروب، وطالما بقيت حيا،
فلن تكون هناك حروب بيننا، انتهى عهد الحروب".