ملفات وتقارير

هل تنجح اجتماعات لجنة ليبيا العسكرية في الوصول لتفاهمات؟

جاءت المحادثات بعد يوم واحد من إعلان موافقة "حفتر" على المشاركة بممثلين عنه في "جنيف"- جيتي
جاءت المحادثات بعد يوم واحد من إعلان موافقة "حفتر" على المشاركة بممثلين عنه في "جنيف"- جيتي

أعلنت البعثة الأممية في ليبيا عن اجتماعات عسكرية لممثلين عن حكومة الوفاق الليبية وقوات "حفتر" في "جنيف"، بإطار محادثات اللجنة العسكرية التي أعلن عنها في مؤتمر "برلين" الأخير، وسط تكهنات وتساؤلات عن مدى نجاح هذه الخطوة وما يتبعها من خطوات سياسية.


وأعلنت البعثة أن "خمسة من كبار الضباط الذين عينتهم حكومة "الوفاق" الوطني المعترف بها دوليا، وخمسة عينتهم القوات التابعة لـ"خليفة حفتر"، يشاركون بالفعل في المحادثات التي بدأت مساء الاثنين، ويديرها المبعوث الأممي غسان سلامة".


وجاءت المحادثات بعد يوم واحد من إعلان "سلامة" عن موافقة "حفتر" على المشاركة بممثلين عنه في محادثات "جنيف"، وذلك خلال لقائه به مؤخرا، ويطرح ذلك تساؤلات مهمة، أبرزها؛ هل تنجح هذه المفاوضات العسكرية؟ وما الخطوات التالية حال حدثت تفاهمات؟


"مهمة صعبة"


من جهته، أشار عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة إلى أنه "من الطبيعي أن تكون مفاوضات المسار الأمني والعسكري هي الخطوة الأولى كون الأزمة أمنية من الأساس، وجاءت مغلقة نظرا لاحتقان الموقف وصعوبة المهمة، فمناقشة وقف إطلاق النار في ظل هدنة هشة تكاد تكون معدومة في كل المحاور وبالتزامن مع تحشيد مستمر وتدخل خارجي لم تلتزم أطرافه بتعهداتها في برلين، خاصة الجانب التركي الذي لم يتوقف عن ترسيخ تواجده العسكري في الغرب الليبي".


وفي تصريحات لـ"عربي21" أضاف أوحيدة أنه "قد تكون خلال الاجتماعات العسكرية مناقشات أعمق حول الأزمة الأمنية ومنها سيطرة المليشيات على العاصمة وبعض مدن الغرب الليبي، وبحث إمكانية حلها واستلام سلاحها"، وفق تقديراته.

 

اقرأ أيضا: اجتماع لجنة عسكرية ليبية مشتركة وسلامة يدعو لـ"هدنة" دائمة

 

وتابع: "الموقف بالمجمل معقد جدا ولا يبدو أنه مسايرة لتوجه المجتمع الدولي المعلن تجاه أزمة ليبيا، لكن رغم ذلك تبقى هناك آمال معلقة بكل المحاولات، فالأزمة الليبية لولا التدخلات الأجنبية لكان حلها أبسط ما يكون لتجانس المجتمع الليبي"، وفق رأيه.


أما الأكاديمي والاقتصادي الليبي علي الصلح رأى أن "هذا الاجتماعات جاءت كنتيجة للضغوط السياسية على الدول التى ترعى الحرب في ليبيا، وفي الوقت نفسه ضمان لتحقيق المصالح الاقتصادية مستقبلا"، موضحا أن "ضغوط المجتمع الدولي نحو إنهاء الصراع يتكون من جزأين: الأول يتعلق بتوحيد المؤسسات الليبية، والثاني يتعلق بتكوين حكومة جديدة لاستكمال باقي استحقاقات الخطة مثل الدستور والانتخابات وغيرها".


وأوضح أنه "رغم عدم التفاؤل والتفاعل في هذه المرحلة إلا أن اللقاء يعد من أهم الخطوات نحو معرفة الشروط والضوابط للوصول إلى مؤسسات واحدة من قبل الطرفين"، حسب تصريحه لـ"عربي21".


"تسوية خارجية"


بدوره، قال المحلل السياسي الليبي أسامة كعبار إن "الليبيين يُقادون إلى تسوية صيغت خارجيا، ولهذا السبب كانت الاجتماعات مغلقة، فلا يهم أن تتفاهم الأطراف الليبية من عدمه، فالأمور مترتبة دوليا، وحجم الحضور فى مؤتمر "برلين" الأخير يعكس الصورة ويؤكد وجود توافق ولو مقبول بخصوص الأزمة الليبية".


وتوقع كعبار خلال تصريحه لـ"عربي21" أن "تشهد البلاد قريبا مرحلة من الاستقرار، لكن لم تتضح بعد صورة المشهد القادم، لكنه بكل تأكيد ستكون دولة مدنية وليست عسكرية وتبقى باقي التفاصيل غير معلومة بعد"، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: بدء اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية برعاية الأمم المتحدة


لكن المدون والإعلامي الليبي، منير المهندس أوضح أن "الجديد في هذه اللقاءات أنها تأتي دون وجود ضغوط على المشاركين، وأن اللقاءات السابقة للأمم المتحدة دأبت على مشاركة أطراف ليبية وأطراف خارجية بشأن الوضع في ليبيا لكن دون جدوى".


ورأى أنه "في هذه المرة اللقاءات المغلقة قد يكون لها الأثر الذي غاب عن أرض الواقع بالفرض"، مضيفا لـ"عربي21" أن "الخطوة القادمة ستكون تشكيل أجسام شرعية توكل لها مهام عسكرية أولها دمج التشكيلات العسكرية، لتسهيل تشكيل حكومة ائتلاف تمهد لانتخابات قادمة".

 
التعليقات (0)