هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "ترتيبات التسوية مع حماس ليست هي التي يتم تداولها في وسائل الإعلام، لأنه طالما أن الحركة لا تنوي كبح جماح المجموعات المسلحة الصغيرة في القطاع، فيجب الحذر الإسرائيلي من إرسال الإشارات عن قرب إنجاز هذه التهدئة؛ لأننا في الحد الأقصى نتحدث عن تهدئة مؤقتة زمنيا، أو تفاهمات تكتيكية، ليس أكثر".
وأضاف
ميخال ميليشتاين، الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "الهدنة بعيدة المدى في غزة ليست سلبية، رغم أنها
ستؤذي السلطة الفلسطينية في الداخل والخارج، ويرافقها ترسيخ سلطة حماس، وتمنح إسرائيل
هدوءا استراتيجيا، خاصة لمستوطني غلاف غزة، وتحسن الواقع المعيشي بالقطاع، وتمهد
الطريق لإحداث تسوية واسعة بالمنطقة".
وأوضح
أنه "في ظل غياب أفق استراتيجي وبدائل بعيدة المدى، وفي الأساس منها مسألتين:
عدم وجود السلطة الفلسطينية في غزة، لأن أبو مازن شخصيا لا يبدي تحمسه كثيرا لسيطرته
على القطاع، أو إعادة احتلال القطاع، فإن التهدئة بعيدة المدى مع حماس تبدو فكرة
قابلة للنقاش، والطرح برأس ثقيلة، لكن ما يجري في الشهور الأخيرة بين حماس وإسرائيل،
بصورة غير مباشرة، بعيد جدا عن التهدئة الاستراتيجية بعيدة المدى".
وقال ميليشتاين المستشار السابق للشؤون الفلسطينية بمكتب المنسق الإسرائيلي بوزارة الحرب: "لا أظن أن اللاعبين الأساسيين، لاسيما حماس، في عجلة من أمرها لإبرام هذه
التهدئة، والأسباب واضحة، أهمها أن إسرائيل عشية حملة انتخابية، ولا تبدو مهيأة لاتخاذ
قرارات استراتيجية حاسمة، مع أن كثيرين في إسرائيل معنيون بإبراز أن تقدما ما يحصل
مع حماس، سواء لاعتبارات سياسية داخلية، أو أمنية خارجية".
وأكد
ميليشتاين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بمركز ديان، أن "تحقق مثل تلك التسوية بعيدة المدى مع
حماس تتطلب تحقيق ثلاثة شروط أساسية، تعتبر كلمات مفتاحية لأي هدوء بعيد المدى،
أولها تعهد حماس بوقف التعاظم العسكري، بما في ذلك عدم نقل عملياتها إلى الضفة
الغربية، وثانيها فرض سيطرة الحركة المحكمة على باقي المجموعات المسلحة في القطاع،
وثالثها إيجاد تسوية لموضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة".
وأضاف
أنه "بعد انتهاء جولة المواجهة الأخيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر، فقد بات واضحا أن من يقود حالة
التصعيد التدريجي في القطاع اليوم هي حماس، وليس أحدا سواها، خاصة من خلال
البالونات الحارقة والمشتعلة، رغبة منها بإبداء عدم رضاها عن مستوى التسهيلات
الإنسانية التي تقدمها إسرائيل إلى القطاع، ولكن في حال أرادت الحكومة الإسرائيلية
الحالية أو المستقبلية إبرام تسوية مع حماس، فيجب الطلب منها إنجاز الشروط الثلاثة".
وأكد
أن "الشرط الأقسى فيها جميعا هو مدى رغبة وقدرة حماس على فرض سيطرتها على تلك
المجموعات المسلحة الصغيرة، وهو ما امتنعت عنه حماس حتى الآن منذ سنوات طويلة، الأمر
الذي يتطلب من إسرائيل العمل على حشر حماس في الزاوية؛ لإجبارها على الضغط على تلك
المجموعات، ووقف إطلاق صواريخها المتفاوتة بين حين وآخر".
وختم
بالقول إنه "طالما أن تلك الشروط لم تتحقق مع حماس، فمن المهم على إسرائيل أن
تبدي حذرا إزاء أي حديث أو تلميح بأننا نقترب من تسوية مع حماس، والاقتصار على
تهدئة مؤقتة وتفاهمات تكتيكية، وليس هدنة استراتيجية قد تجلب تغييرا عميقا في
الساحة الغزية".