هذا ما لا تعرفه عن حيوانات "الكوالا"

نشرت مجلة "وايرد" في نسختها الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن بعض الخرافات اللصيقة بحيوان الكوالا، الذي بات يمثل محور اهتمام عالمي لأنه من بين الحيوانات التي تضررت من الحرائق في أستراليا.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك العديد من الأفكار الخاطئة عن هذه الحيوانات الاستثنائية التي يظن الكثيرون أنها لطيفة ورقيقة.

وتعد مدينة نيو ساوث ويلز، واحدة من المناطق الأكثر تضررا من الحرائق الهائلة التي شهدتها أستراليا خلال الأسابيع القليلة الماضية، التي تسببت في نفوق أكثر من ثمانية آلاف كوالا على الأقل، وذلك وفقا لتقديرات الصندوق العالمي للطبيعة هذا الأسبوع.

وذكرت المجلة أنه مع تقلص أعدادها، باتت حيوانات الكوالا حديث الكبار والصغار. وعند ذكر اسمها، أول ما يتبادر إلى الأذهان صورة مخلوق فروي صغير متعلق بجذع شجرة. ولكن تلك الرقة في مظهر الكوالا لا يجب أن تخدعنا.

وأضافت المجلة "في الواقع، هذه الأنواع تستحق الحماية، خاصةً بعد الأحداث الدرامية التي تعيشها أستراليا، ولكن هناك العديد من الخرافات حولها التي لابد من معرفتها".

الكوالا ليست دببة

بينت المجلة أن أحد أكثر المفاهيم الخاطئة حول الكوالا أنها نوع من الدببة، لذلك يطلق عليه اسم "الدب الصغير"، لكنها ليست جزءًا من عائلة الدببة على الإطلاق.

اقرأ أيضا: علماء: حرائق أستراليا قضت على نصف مليار حيوان (شاهد)

وأوضحت "تعد الكوالا الممثل الوحيد للشقبانيات المتسلقة اليوم. ووفقًا للتصنيف العلمي، يُطلق على هذا النوع اسم الدب الجرابي وهو جزء من عائلة الجرابيات. وعلى عكس الدببة، تضع الكوالا جروها داخل جيب الأمهات، لمدة سنة تقريبًا".

الكوالا حيوان مسالم إذا لم تُزعجه

حتى إذا كانت تنام ما بين 18 و22 ساعة في اليوم، فإن حيوانات الكوالا لا تتعامل دائمًا مع الحيوانات الأخرى بطريقة سلمية.

تعتبر الأسنان الحادة والقوية، وخاصة العضة القوية، ضرورية بالنسبة للكوالا حتى يتغذى على براعم الكينا وأوراقها، لكنها يمكن أن تستعملها أيضًا أثناء المواجهات غير المرغوب فيها.

يتجلى عدوان الكوالا في المقام الأول ضد الكلاب (لأنه يطارد الكوالا في بعض الأحيان ليفترسها)، ولكن حدثت حالات عدوان ضد الأنواع الأخرى، وضد البشر أيضا، عندما تشعر بتهديد لحياتها أو لجرائها.

في سنة 2014، تصدرت قصة الأسترالية ماري آن فورستر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم بعد أن أجبرت على تحرير نفسها من العضة عن طريق فتح فم الكوالا بيديها بعد أن كانت برفقة كلابها، وتسبب لها تلك العضة في جرح به 12 غرزة.

وأضافت المجلة أن عدوان الكوالا يظهر أيضا في المنافسة بين الذكور، وغالبًا ما تكون في شكل مصارعة تقوم فيها بعضّ بعضها على مستوى الظهر. يكون السبب الرئيسي لهذا العراك في معظم الأحيان السيطرة على المناطق والأشجار، وبشكل عام يكون الذكور أكثر عدوانية في الطبيعة من الإناث.

احتضان الأشجار ليس رومانسيًا

أوضحت ورقة علمية نشرت في سنة 2014 في مجلة "بيولوجي لاتر" أن السبب الذي يجعل الكوالا تقضي معظم اليوم في احتضان الأشجار هو حاجة فسيولوجية، ولا يعد ذلك حنانا ورقّة. يستخدم الكوالا الاتصال الجسدي مع الأشجار لتنشيط الجسم، خاصة في الأيام الحارة.

 وبما أن درجة حرارة الأشجار أقل من الجسم ببضع درجات، تلجأ لها الكوالا لتخفض من كمية العرق اللازمة للتنظيم الحراري إلى النصف، مما يوفر الكثير من الطاقة والماء.

وأشارت المجلة إلى أن عملية الأيض لدى الكوالا بطيئة كما أن نظامها الغذائي القائم على أوراق شجرة الكينا ليس مغذّيا لأنه يتطلب قدرا كبيرا من المضغ والهضم.

وتقول "إن وقوف الكوالا دون حراك واحتضان شجرة يهدف إلى عدم إهدار الطاقة دون داع، ودون قطع مسافات لتناول أوراق الشجر الأخرى".

وتعد قلة النشاط من أحد الأسباب التي تجعل المواقف العدوانية نادرة جدًا إلا عند الضرورة، حيث تخير حيوانات الكوالا الكسل والحاجة للحفاظ على الطاقة على كل شيء.

تبدو وكأنها قاتل نائم وليست دمية

إلى جانب القضايا السلوكية، يمكن لبعض التفاصيل التشريحية دحض كل الخرافات المنتشرة حول الكوالا. فعلى سبيل المثال، يمكن للكوالا البالغ أن يزن 14 كيلوغراما ويصل طوله إلى 85 سنتيمترا، لذلك لا يعتبر حيوانا أليفا مثاليا يمكن الاحتفاظ به في الفراش.

بالإضافة إلى الفك القوي، تمتلك الكوالا أيضًا أصابع ومخالب حادة يمكنها بسهولة اختراق جلد الإنسان. ولا تثير الآذان الدائرية الضخمة والشعرية قدرا كبيرا من الخوف، ولا الفراء السميك واللين، والنظرات، ولكن عند الحاجة، تعرف الكوالا كيف تدافع عن أنفسها.


ولا شراكة ولا احتضان

ذكرت المجلة أن الكوالا حيوانات انفرادية بالأساس، ولا تقبل رفقة الآخرين إلا في موسم التزاوج، حيث يوجد ذكر واحد وعدد قليل من الإناث.

وفي علاقة الكوالا بباقي الحيوانات، لا يسمح الموقف الخجول إلا باستثناء واحد، الخشونة في أوقات الحاجة. كما تكره الكوالا حملها بين الذراعين نظرا لأن عمودها الفقري هش للغاية ولا يمكن أن يتحمل الضغط أو الهزات العنيفة.