هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب سياسي إسرائيلي إن "التقديرات الإسرائيلية السائدة تفيد بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يقرر بعد المغادرة النهائية للشرق الأوسط، في حين أن الرد الإيراني على اغتيال قاسم سليماني، الذي لم يأت عنيفا بصورة واضحة، قد يرجئ أي خطط أمريكية لإخلاء قواتها من المنطقة".
وأضاف بن كاسبيت بمقاله على موقع المونيتور، وترجمته "عربي21"، أن "البيان المسرب لقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ويليام سيلي، حول الانسحاب الأمريكي من هناك، تلقفته الأوساط الأمنية الإسرائيلية بصورة متسارعة، حتى إن النسخة المترجمة للعبرية من التصريح وجدت طريقها بصورة غير متوقعة لمجموعات الواتس أب التي يشترك فيها كبار الخبراء العسكريين، والضباط السابقون في الجيش، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية".
وأوضح أن "محتوى الكتاب المسرب يتضمن أن الأمريكيين يستعدون للانسحاب من العراق، ما ساهم في إطلاق صفارات الإنذار الداخلية في المنظومات الأمنية الإسرائيلية، خاصة بمقر وزارة الحرب "الكرياه" في تل أبيب، لأنه كفيل باستعادة سيناريو الرعب الذي تخشاه إسرائيل، ويتمثل بقرار سريع للرئيس ترامب بإخلاء قواته العسكرية من العراق وسوريا، تحضيرا للانتخابات الرئاسية الأمريكية".
وأشار إلى أن "ذلك قد يجعل إسرائيل تواجه وحدها التحديات الماثلة في المنطقة، خاصة بعد إعلان إيران أنها قد تعيد النظر في مدى التزامها بالاتفاق النووي، في وقت حرج بالنسبة لإسرائيل، وليس هناك من سيناريو أسوأ للأمن القومي الإسرائيلي، رغم أنه بعد ساعات قليلة تبين أن الكتاب المسرب واجه نفيا أمريكيا على لسان وزير الدفاع مارك أسبيرن وعدد آخر من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأمريكيين".
وأضاف أن "هذا النفي الأمريكي لم يهدئ من روع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية؛ لأنه من المقلق أن ينتقل الأداء الخاص بترامب للمنظومة العسكرية الأمريكية، وحتى الآن لم يعرف كيف تم تسريب هذا الكتاب، ولماذا كتب من الأساس، بمعنى أكثر وضوحا لم يعد معروفا طبيعة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وبتنا في إسرائيل نستيقظ كل صباح على حالة جديدة من عدم اليقين".
وأكد أن "القناعة السائدة اليوم في المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن ترامب لم يقرر بعد هل سيبقى في العراق أم ينسحب منه، فهو ليس معنيا بنقل التوابيت السوداء المحملة بجثامين الجنود الأمريكيين بالطائرات إلى واشنطن في عام الانتخابات؛ لأنه كان سعيدا بالانسحاب من سوريا كما تعهد بذلك قبل زمن طويل، مع أن الجيش الأمريكي يحاول إعادة انتشاره في المنطقة تحضيرا للانسحاب".
وأوضح أنه "بغض النظر عن طبيعة تسريب الكتاب الخاص بالانسحاب الأمريكي من العراق، فإن إسرائيل مطالبة بالتنبه جيدا لأي سيناريو سيئ بالنسبة لها قد يحدث، في ضوء أن هذه السيناريوهات آخذة في التزايد والتعاظم؛ لأن التوجه الأمريكي بمغادرة الشرق الأوسط عشية عام الانتخابات سيترك إسرائيل تواجه التهديدات وحدها في ظل توقيت حرج وخطير".
وختم بالقول إن "ذلك يجعلنا نتوقع أن تمارس إسرائيل ضغوطا كبيرة على ترامب في الأسابيع القادمة، ولكن في حال لم ينجح نتنياهو عبر العناصر الإنجيلية بإقناعه بالعدول عن فكرة الانسحاب في هذه المرحلة، فإن إسرائيل سوف تضطر للقيام بجملة خطوات واسعة لتحضير نفسها للخيار الأسوأ".