سياسة دولية

"صفقة جديدة".. سيناريو آخر غير الحرب ردا على اغتيال سليماني

مقتل سليماني يضع فائدة محتملة أخرى على طاولة المفاوضات- وكالة تسنيم
مقتل سليماني يضع فائدة محتملة أخرى على طاولة المفاوضات- وكالة تسنيم

تناول معهد واشنطن للدراسات قراءة تحليلية لسيناريوهات ما بعد اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، مرجحا فيها أن يُمهد الاغتيال الطريق لإبرام صفقة جديدة بين واشنطن وطهران.

ونوه، روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي للمعهد، في مقالته إلى أن الذهاب نحو "حرب عالمية غير متكافئة" سواء بضرب أهداف أمريكية ضعيفة في مختلف العالم أو باستهداف "إسرائيل" عبر "حزب الله" سيدل على أن قرار اغتيال سليماني كان بمثابة "أحد أكثر القرارات العبثية والقصيرة النظر وغير المسؤولة التي يكون قد اتخذها رئيس أمريكي على الإطلاق".

واستبعد الكاتب "مجازفة القيادة الإيرانية بخطر اندلاع حرب شاملة جراء مقتل أحد جنرالاتها، حتى ولو كان ذلك القيادي يتمتع بقدر من الرمزية والقوة مثل سليماني".

واستند في تحليله إلى أن "القيادة الإيرانية عادة ما تكون دقيقة ومحتسبة لخطواتها"، مستشهدا بحادثة إسقاط الطراد الأمريكي "يو أس أس فينسنس" طائرة مدنية إيرانية في عام 1988، ما أسفر عن مقتل 290 شخصا (...)، وتقبل النظام الإيراني آنذاك للحادثة "غير المقصودة" على مضض مخافة من دعم واشنطن لصدام حسين في الحرب العراقية-الإيرانية.

 

اقرأ أيضا: FP: كيف أثبت اغتيال سليماني خطورة سياسة ترامب تجاه إيران؟

ورجح أن يترتب على اغتيال سليماني "رفض إيران اللجوء إلى الخيارات المروعة عبر "الحرب الشاملة"، وأن تنتظر الفرصة الملائمة وتستأنف في النهاية تكتيكاتها في المنطقة الرمادية ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها تحت القيادة الجديدة لفيلق القدس.

ووضع ساتلوف فرضية أخرى يمكن أن تقود إليها حادثة الاغتيال، وهي أن "يستغل المسؤولون الأمريكيون هذه اللحظة للطلب من طرف ثالث موثوق به - كالعمانيين أو السويسريين- لاختبار استعداد قادة طهران للتوصل إلى اتفاق أفضل وأوسع نطاقا من الاتفاق النووي الضيق الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018".

وأضاف أن هذا يتناسب مع ما يهدف إليه البيت الأبيض منذ فترة طويلة من حملة "الضغط الأقصى" على إيران.

ويتابع بالقول: "التفاوض مع الشيطان الأكبر، قد يصبح هو الخيار الذي بدت طهران وكأنها ترفضه في سعيها إلى بسط نفوذها من اليمن إلى بغداد، بديلا جذابا لإمكانية المواجهة المباشرة".

ويقر الكاتب بأن "التحدي الذي تواجهه واشنطن هو أمر معقد وحساس، أي: التخطيط لقرارها لمواجهة أي إجراء انتقامي إيراني بقوة ساحقة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سيناريوهات الهلاك التي كان يُهدف من عملية الردع الحيلولة دون وقوعها، وفي الوقت نفسه إعطاء إيران مخرجا دبلوماسيا للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد".

ويرى أن "مقتل سليماني يضع فائدة محتملة أخرى على طاولة المفاوضات إلى جانب رفع العقوبات الاقتصادية على إيران (...) تتمثل في التزام الولايات المتحدة بعدم استخدام القوة العسكرية لتهديد آخرين من كبار القادة أو بقاء النظام بحد ذاته".

ومن جانب طهران "سيكون الثمن هو التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا من الاتفاق النووي لعام 2015، أي اتفاق لا يصحح فقط العيوب والقيود الزمنية لذلك الاتفاق، بل يوسع أيضا الأجندة لتشمل فرض قيود قابلة للتحقق على كل من برنامج الصواريخ الإيراني والتدريب عليه وتمويله وتسليح الوكلاء والجماعات الإرهابية والمليشيات الشيعية في دول المنطقة" بحسب ما قاله ساتلوف.

ويرى الكاتب أن "طهران قد تستنتج أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض هو أفضل من المواجهة المفتوحة (...) فبالنسبة لنظام يريد أن يتحمل وكلاؤه البعيدون وطأة الهجمات المضادة التي يشنها خصومه، فإن مقتل سليماني ربما شكل ضربة موجعة جدا وقعت على مقربة من الجمهورية الإسلامية".

التعليقات (0)