هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "السياسة التي تتبعها حكومة اليمين الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، لا سيما من خلال وزير الحرب نفتالي بينيت، مدعاة لأن نسأله أين اختفت الأيديولوجية التي كانت تدفعه لإصدار تهديداته ضد حماس، واتهامه لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة بالخضوع أمامها بدفع الأموال القطرية إليها، وهل جاء قراره بتقليص أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية كي ينسى مصوتو اليمين ضعف وزيرهم أمام حماس في قطاع غزة".
وأضاف
بن كاسبيت، المحلل السياسي الإسرائيلي، في مقاله بموقع "المونيتور"، وترجمته "عربي21"، أن "بينيت قام خلال السنوات
الماضية بجهود دؤوبة كي يحدد سياسته "الصقرية" تجاه قطاع غزة، سواء حين
كان وزيرا للاقتصاد ثم للتعليم، واعتاد أن يلقي خطابات، ويكتب تغريدات، كلها تسلط
الضوء على غزة".
وأوضح
أن "من أهم شعارات بينيت في السابق أن "ليبرمان خضع لحماس"، من
خلال سماحه لها بأن تتقوى بالمزيد من القدرات العسكرية، والتحذير بأنها بعد ثلاث
سنوات ستتحول لنموذج جديد من حزب الله في الجبهة الجنوبية هذه المرة، لكنها ستكون
أكثر خطورة، وهي تقترب من جدران مدينة عسقلان، واتهم من يخضع لحماس بالموافقة على
إدخال الأموال إلى غزة بأنه سيجلب على إسرائيل الحرب".
وأضاف: "دعا
بينيت إلى ضرورة أن تخاف حماس إن هاجمتنا، لا أن تربح من تهديداتها ضدنا،
وضغط على نتنياهو للقيام بأي تحرك ضد حماس، وطالبه بتغيير وزير حربه آنذاك،
ليبرمان، إن كان عاجزا عن القيام بذلك، لكن نتنياهو بعد عام من استقالة ليبرمان،
قرر تعيين بينيت بدلا منه وزيرا للحرب".
وكشف
كاسبيت أن "بينيت شارك قبل أيام في مداولات المجلس الوزاري المصغر حول إبرام
تسوية مع حماس، وهو مشروع يقدم لحماس عددا لا ينتهي من الامتيازات، بما فيها
استمرار ضخ الأموال القطرية، وزيادة كميات الكهرباء، وتوسيع مساحة الصيد، وتصاريح
العمل داخل إسرائيل، لكن بينيت ذاته لم ينبس ببنت شفة، فاتفاق التسوية المتبلور
يتم بتنسيق كامل معه".
وأشار إلى أن "هذا السلوك دفع ليبرمان لإعادة تذكير بينيت بما حذره منه حول الخضوع
لحماس، وأعاد عليه الكلمات ذاتها بالقول: "كل من يتجاهل قوة حماس اليوم، فسوف
يتلقى حزب الله جديدا في غزة"، ويبدو أن من حق ليبرمان أن يعيد على مسامع
بينيت هذه المفردات التي طالما أسمعه إياها، وكانت السبب الرئيسي لاستقالته من
وزارة الحرب".
وأكد
أن "من الواضح أن بينيت ليس لديه أي توجه حالي للاستقالة، فهو يحب منصبه،
وتناسى الأيديولوجية التي يرددها دائما بشأن توفر خطة لسحق قوة حماس، وبنيتها
العسكرية، دون الدخول إلى غزة بريا".
وأشار إلى أنه "في الوقت ذاته، وفي اجتماع الكابينت المصغر ذاته، بحث الوزراء بوجود بينيت الخطة التي دعا إليها لتقليص المزيد من أموال المقاصة بقيمة 150 مليون شيكل
من السلطة الفلسطينية، بزعم أنها تواصل دفع المستحقات المالية لعائلات الشهداء والأسرى
الفلسطينيين، وكل ذلك يعني أننا أمام استراتيجية تقودها الحكومة الإسرائيلية
باتجاه إضعاف أبو مازن والسلطة التي يقودها مقابل تقوية حماس".
وختم
بالقول إن "هذه التسوية مع حماس لا تلقى رضا المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي
حذر كبار ضباطها في اجتماع الكابينت ذاته، بحضور بينيت، أن استمرار خصم أموال
المقاصة عن السلطة سيلقي بظلاله السلبية على الاستقرار الأمني في الضفة الغربية،
وتهز أركان سلطة أبو مازن، لكن هذه التحذيرات لا تجد لها آذانا صاغية في المستوى
السياسي الإسرائيلي، لا سيما نتنياهو-بينيت".