هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قضت محكمة سودانية الاثنين بإعدام 29 عضوا بجهاز المخابرات العامة شنقا فيما يتصل بقتل مُعلم أثناء احتجازه في شباط/ فبراير خلال الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
ورحب التجمع الذي قاد الاحتجاجات بالحكم، وهو الأول الذي يشمل أحكاما تتعلق بالحملة على المظاهرات في الشهور التي سبقت وأعقبت الإطاحة بالبشير في نيسان/ أبريل.
يُنظر لمحاكمة أعضاء أجهزة المخابرات باعتبارها اختبارا يحدد إلى أي مدى ستتحرك الحكومة الانتقالية في السودان لمحو إرث البشير وتحدي الأجهزة الأمنية.
وقال سعد، شقيق المُعلم القتيل أحمد الخير للصحفيين بعد صدور الحكم "إن هذا اليوم انتصار للعدالة ونصر لكل السودانيين وللثورة".
وأصدرت المحكمة أحكاما بالسجن على 13 متهما وبرأت أربعة آخرين في حكمها الذي قد يواجه عدة مراحل من الاستئناف.
وضمت قائمة المحكوم عليهم بالإعدام 27 عميل مخابرات من كسلا عاصمة ولاية كسلا بشرق السودان.
وقال محام إن فردي المخابرات الآخرين اللذين حُكم عليهما بالإعدام ينتميان لبلدة خشم القربة بولاية كسلا التي قُتل فيها المُعلم.
وكان مقتل الخير سببا في حشد المحتجين خلال المظاهرات التي استمرت 16 أسبوعا على حكم البشير.
وقالت أسرة الخير إن المسؤولين الأمنيين زعموا في البداية أنه توفي مسموما، لكن تحقيقا رسميا خلُص بعد أيام إلى أنه توفي متأثرا بإصابات ناجمة عن تعرضه للضرب.
وتجمع المئات أمام المحكمة في أم درمان حيث صدر الحكم الاثنين، ولوح البعض بالعلم السوداني أو رفعوا صورا للخير.
واحتفل المحتشدون بعد صدور الحكم. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع في محاولة لإخلاء المنطقة وإعادة فتح الطرق. وقالت لجنة أطباء على صلة بالاحتجاجات المناهضة للبشير إن امرأة مريضة بالربو توفيت بعد استنشاقها الغاز المسيل للدموع.
وقال تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير، إن الحكم "يعيد الثقة في القضاء السوداني".
وأضاف التجمع، في تغريدة على تويتر، "بهذا الحكم تكون الثورة قد أوفت دينها للشهداء مرةً أولى تتبعها مرات بقدر عدد الشهداء، وحتما ستطال يد العدالة من جعلوا من التعذيب وسحل المخالفين نظامًا وعقيدة، ووفروا له الحماية والصولجان، وليس فقط المنفذين والباطشين الصغار".
وتجمع المهنيين السودانيين عضو مهم في تحالف قوى الحرية والتغيير الذي أبرم في أغسطس آب اتفاقا مع الجيش لتقاسم السلطة لمدة ثلاث سنوات.
ولاقى المئات حتفهم في حملات أمنية على المحتجين المناهضين للبشير كما قُتل عشرات آخرون عندما تدخلت قوات الأمن لفض اعتصام في حزيران/ يونيو.
اقرأ أيضا: هل يسلم المجلس السيادي البشير للجنائية الدولية؟
بدوره أكد جهاز المخابرات العامة بالسودان، فجر الثلاثاء، أنه سيواصل عبر الأطر القانونيةـ دفاعه عن منسوبيه المدانين في قضية مقتل الناشط المعلم، أحمد الخير.
وأوضح الجهاز أنه ظل يتابع إجراءات محاكمة عدد من منسوبيه في قضية الأستاذ أحمد الخير منذ الوهلة الأولى من التقاضي وصولا لنطق المحكمة الموقره بالحكم، حسب وكالة الأنباء السودانية.
وأكد الجهازاحترامه للمحكمة و لأحكامها التي صدرت بحق عدد من منسوبيه.
وشدد جهاز المخبارات العامة على أنه سيواصل دفاعه عنهم "عبر الاطر القانونية فيما هو متاح له من إجراءات في مختلف مستويات التقاضي وفقًا للقانون".
وأضاف "وبجانب ذلك سنتواصل مع اؤلياء دم الشهيد، ومع أسر المحكومين وصولا لما هو أبرك وأفضل عند الله سبحانه وتعالى، وفي إطار ما يتعارف عليه مجتمعنا السوداني من قيم و تقاليد سمحه دون أن يكون لكل ذلك تأثيرا على مجريات العدالة" .