هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي، إن "الانتخابات الفلسطينية المقبلة شكلت فرصة لأن تسجل حماس جملة مفاجآت في مواقفها منها، حين لم تضع عقبات أمام إنجازها، رغم أنها ترمي لتحقيق أهداف ينبغي أن تقلق إسرائيل".
وأضاف
بنحاس عنبري المستشرق الإسرائيلي في مقاله على المعهد المقدسي للشؤون العامة،
ترجمته "عربي21"، أن "القيادة الفلسطينية
في رام الله تبدي انشغالها الكبير في مسألة الانتخابات الفلسطينية بعد استجابة
حماس لمبادرة الرئيس محمود عباس بالإعلان عنها، ورضاها عن النظام المتبع في
إجرائها، لكن القلق الذي يساور السلطة الفلسطينية هو إمكانية أن تمنى بخسارة فادحة
من هذه الانتخابات".
وأكد
عنبري، وهو صحفي إسرائيلي مخضرم، ومحلل للشؤون العربية والشرق الأوسط، وألف عدة كتب
تهتم بالقضية الفلسطينية، أن "الأجواء السائدة في رام الله تشير إلى شكوك من
إمكانية إجراء الانتخابات من الأساس، خشية أن تقوم حماس بالتحضر لمفاجأة جديدة".
وأوضح
أن "مسألة الانتخابات الفلسطينية تشهد صعودا وهبوطا وقتما يكون هناك تركيز إعلامي
عليها، في حين أن لب القضية الفلسطينية تم تناسيه، أو إغفاله، فضلا عن وجود ضغط أوروبي
حقيقي على عباس بضرورة إجراء الانتخابات".
وأشار إلى أن "الاتحاد الاوروبي يمول المنظمات غير الحكومية في الضفة الغربية، وهذه
المنظمات ترفع تقاريرها إليه بأن عباس بات يمارس دور الطاغية الدكتاتور،
ويطالبونها بالضغط عليه لإجراء الانتخابات، لكن "المقاطعة" تحبط دعواتها
هذه، ومن أجل التخلص من استمرار الضغوط الأوروبية، فإن عباس أعلن عن الدعوة للانتخابات
من خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة، مع أنه فعليا لا يريد إجراءها".
وذكر أن "عباس اعتمد على حماس في الحيلولة دون إجراء الانتخابات، من خلال وضعها
شروطا من شأنها إحباط إجرائها، وهو ما لم يحصل فعلا، فيما توجه عباس إلى
الأوروبيين لممارسة ضغوطهم على إسرائيل لتمكين المقدسيين من المشاركة في
الانتخابات، انطلاقا من تقديره بأن إسرائيل سترفض، وفي هذه الحالة قد يمنح عباس
فرصة التملص من إجراء الانتخابات، مما يجعله يحصل على دعاية إعلامية مجانية".
ينتقل
الكاتب للحديث عن مواقف حماس ذاتها، بالقول بأن "الحركة في الضفة الغربية تبدو
مترددة في المشاركة في هذه الانتخابات انطلاقا من عدة أسباب، أهمها أن انتخابات 2006
كشفت عن كوادرها الذين ما إن أنهوا الجولة الانتخابية، حتى اعتقلتهم إسرائيل، وحلت
السلطة الفلسطينية المجلس التشريعي، كما أن حماس في الضفة تخشى من دفع أثمان
سلطتها في غزة، حيث تتمتع هناك بسيطرة مطلقة".
وأضاف
أن "حماس تعتقد أن الوضع في الضفة الغربية أكثر تعقيدا، فالجيش الإسرائيلي
يوجد بقوة، والمستوطنات منتشرة، ورجال الأمن الفلسطيني يلاحقونها، لذلك جاءت
توصية الحركة لعناصرها هناك بالتخفي، وعدم مقاومة اعتقالاتهم من إسرائيل والسلطة
الفلسطينية اللتين تواصلان ملاحقاتهما لهم، بزعم أنها تنوي إقامة خلايا مسلحة هناك
لتنفيذ هجمات مسلحة ضد إسرائيل".
وختم
بالقول بأن "حماس لم تشارك في الانتخابات البلدية التي شهدتها الضفة الغربية
في 2018، وفيها فازت فتح على نفسها، رغم أن معدلات التصويت لم تتجاوز آنذاك العشرين
بالمائة، وهكذا يمكن القول في النهاية بأن حماس فاجأت الجميع بقبولها للانتخابات دون شروط مسبقة، ومع ذلك فإن الطريق لإجرائها ما زالت بعيدة، إن أقيمت أصلا".