سياسة دولية

تحذير إسرائيلي: التوتر بباب الرحمة بالأقصى يدهور علاقاتنا بالأردن

مناحيم: استمرار التوتر اليومي في باب الرحمة من شأنه أن يخدم الأردن في إظهار نفسه حاميا للمسجد الأقصى- جيتي
مناحيم: استمرار التوتر اليومي في باب الرحمة من شأنه أن يخدم الأردن في إظهار نفسه حاميا للمسجد الأقصى- جيتي

قال ضابط إسرائيلي أن "باب الرحمة في الحرم القدسي ما زال مصدرا للتوتر بين إسرائيل من جهة، والفلسطينيين والأردنيين من جهة أخرى؛ لأنه بعد مرور عام كامل على سيطرة الوقف الإسلامي في الحرم القدسي عليه، تحول إلى مصدر احتكاك بين الجانبين، ومن المتوقع أن تذهب إسرائيل لفرض سيادتها من جديد على هذه البوابة، مع أن هذا التطور يحصل في وقت تمر فيه العلاقات الإسرائيلية مع الأردن بأزمة عميقة". 


وأضاف يوني بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، في مقاله بموقع نيوز ون، وترجمته "عربي21"، أن "التوتر الحاصل في باب الرحمة يتزامن مع رفض الأردن تمديد استئجار المناطق الزراعية الحدودية لإسرائيل، والتصريحات الأردنية المنددة بالتوجهات الإسرائيلية لضم غور الأردن، وتزايد الدعوات في البرلمان الأردني لإلغاء اتفاق السلام وصفقة الغاز مع إسرائيل".


وأشار بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إلى أن "ما يشهده باب الرحمة يأتي في الوقت الذي يبدي فيه الملك الأردني عبد الله الثاني قلقه من التوجهات الإسرائيلية بضم الغور، ونشر مسودات خطط لليمين الإسرائيلي لإسقاط نظامه؛ لإقامة وطن بديل للفلسطينيين، ما يجعل أي مفاوضات إسرائيلية أردنية سرية حول ترتيبات جديدة لباب الرحمة تصل لطريق مسدود". 

 

وأكد أن "بوابة الرحمة في الجانب الشرقي للحرم القدسي تحول لزاوية صراع يومي بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين الذين يقتحمون الحرم يوميا، وتم افتتاحه بصورة أحادية الجانب من قبل الوقف الأردني في فبراير 2018، بعد أن كان مغلقا بقرار قضائي إسرائيلي منذ 16 عاما، حيث أقام الوقف الإسلامي التابع للأردن مسجدا في باب الرحمة يؤمه المسلمون يوميا، ويسعى لترميمه". 

 

وزعم أن "هذا التوجه للوقف الإسلامي في القدس قد يتسبب بإشكاليات جديدة مع إسرائيل، بسبب ما تقول إنه إضرار متوقع بمعالم أثرية يهودية، ما يجعل كل التسويات المقترحة بين الجانبين لإيجاد حلول متوافق عليها وصلت لطريق مسدود، حتى بعد وصول مبعوثين سياسيين إسرائيليين من تل أبيب إلى عمان، لكن ما حملوه من مقترحات رفضها الأردن". 

 

وأوضح أن "اتفاق وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل منح الملك الأردني مكانة خاصة لرعاية الأماكن المقدسة في القدس، فيما فشلت الشرطة الإسرائيلية بإعادة الوضع لما كان عليه سابقا، حيث يصر الوقف الإسلامي على فتح المسجد يوميا لأداء الصلاة فيه، فيما يتحدث الفلسطينيون حول نيّة إسرائيل إقامة كنيس يهودي بدلا من المسجد". 

 

وأكد أن "الشرطة الإسرائيلية دأبت على اعتقال عشرات الفلسطينيين في إطار السيطرة على هذه المنطقة الحساسة؛ لأن الوقف الإسلامي يرى في باب الرحمة جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ويبدي تخوفه من أن إسرائيل تريد السيطرة عليه؛ تمهيدا لتقسيمه زمانيا ومكانيا، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وتقسيم الصلاة فيه بين المسلمين واليهود".

 

وختم بالقول إن "استمرار التوتر اليومي في باب الرحمة من شأنه أن يخدم الأردن في إظهار نفسه حاميا للمسجد الأقصى، وتشويه صورة إسرائيل في الساحة الدولية، بتعميم رواية أن الأقصى في خطر، ما قد يظهر إسرائيل في موقف ضعيف".

 

التعليقات (0)