هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا لمراسلتها لويز كالاهان، تتحدث فيه عن مقابلة مع زوجة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأولى رندا البنا.
وجاءت المقابلة تحت عنوان "طفلتنا أصبحت الآن في الأربعينيات، والأمير لا يزال يمنعني من الاقتراب منها"، أما العنوان الفرعي فجاء فيه "الزوجة الأولى لأمير دبي تقول إنها طردت من البلاد حين انتهى زواجها في سبعينيات القرن الماضي، ولم تر ابنتها من حينها".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رندا اللبنانية عاشت "حياة مثيرة بكل المعايير، بدأت بالزواج من أمير من أغنى الأسر الحاكمة في الشرق الأوسط، وحفلت تلك الحياة بالطائرات الخاصة والشمبانيا والحفلات في ملهى ترامب الليلي في لندن، ثم الطلاق والعودة مفلسة إلى بيروت، وقد فصلت بالقوة عن طفلتها الصغيرة، ثم جاء الاختطاف، وإجبارها على الزواج من أحد قادة المليشيات المسلحة المقاتلة في الحرب الأهلية اللبنانية".
وتلفت كالاهان إلى أنه بعد أن بلغت الرابعة والستين من عمرها، فإن رندا تقص للمرة الأولى حكايتها مع حاكم دبي، وتكشف عن أنها أمضت عدة عقود وهي تحاول التواصل مع ابنتها منال، التي أصبحت اليوم في الأربعينيات من العمر، وقد تزوجت نائب رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور.
وتنقل الصحيفة عن البنا، قولها: "الشيخ محمد ليس رجلا سهلا، إنه ليس كذلك، إنه عنيد جدا"، وتضيف: "اتخذت قراري، ولا أستطيع أن أرى منال الآن.. لا أعرف شكلها، فمن غير المسموح لي أن أراها، لأنني أنا التي اخترت أن أغادر، لذلك هذا هو عقابي، ألا أرها"، وتتابع قائلة: "هذا ليس عدلا، وهذا كله لأنني اتخذت قرار الرحيل، وأن أكون حرة، تتساءلين لماذا أردت حريتي، انظري ماذا كلفتني".
وتقول البنا للصحيفة إنها تعرضت لاعتداء كاد أن يودي بحياتها قبل أيام من نيتها السفر بشكل سري إلى دبي لحضور حفل زفاف منال، وهي لا تزال حتى اليوم تحمل آثاراً واضحة لذلك الاعتداء.
ويورد التقرير نقلا عن رندا، قولها إنها حين التقت الأمير في عام 1972، لم تكن لديها فكرة عنه وأين بلده، وكانت في السادسة عشرة من العمر، ومنسجمة في الرقص في حفل خطوبة إحدى صديقاتها، حين تقدم منها رجل ليخبرها أن ابن حاكم دبي يرغب بالتحدث إليها، ولم تتأثر رندا بالعرض، فابنة السياسي اللبناني، لم تكن قد سمعت بدبي، وشعرت أن اسم الأمير طويل جداً بحيث يصعب تذكره، وكان جوابها: "إذا كان يريد التحدث معي، يمكنه أن يأتي إلي"، مشيرة إلى أن الأمير جاء فعلاً، وجرى بينهما حديث قصير، وبعد يومين كان في بيت والديها بصحبة حاشية كبيرة وطلب يدها للزواج.
وتنوه الكاتبة إلى أن كشف رندا عن هذه التفاصيل يأتي بعد هروب الأميرة هيا الحسين، الزوجة السادسة للشيخ محمد، وانتشار أخبار خلافهما على حضانة أولادهما، ووصول الأمر إلى القضاء البريطاني، مشيرة إلى أن رندا حافظت، كما تقول، على أسرار عائلة آل مكتوم لعدة عقود؛ أملا في أن يؤدي صمتها إلى رؤية ابنتها، لكن اليوم صحتها في تراجع، وهي في غاية القلق من تعرضها هي أو أحد ابنائها من زواجها الثاني للانتقام بسبب كشف ما جرى.
وتقول الصحيفة إن البنا أمضت نحو عشر سنوات وهي تجمع ذكرياتها، التي تأمل أن تنشرها، إلا أن أكثر ما ترغب به هو معرفة ابنتها بأنها تحبها، وأنها لم تكن تريد تركها طوال تلك السنين.
ويشير التقرير إلى أنهما عاشا بعض الوقت في لندن قبل الانتقال إلى دبي، حيث لم تعجب الفتاة المنفتحة نقص وسائل الراحة ولا بالثقافة البدوية، التي كان زوجها متعلقاً بها بشدة، وتقول إنه كتب لها قصائد باللغة العربية الفصحى، لكن لم تفهم أياً منها.
وتقول كالاهان إن رندا تكشف أن عائلة زوجها "أصرت" على أن تغير اسمها الذي اعتبروه أوروبيا جداً إلى هيفا، وتقول: "أزعجته جرأتي في الحديث، لم أكن أستطيع كتم شيء في داخلي، ولم أكن أفكر بأنه عندما تتحدثين مع فرد من العائلة الحاكمة يجب أن تراقبي نفسك".
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم ذلك كانا عاشقين، وكان عمرها 18 عاماً وسعيدة حين وضعت ابنتها، لكن سرعان ما سقط كل شيء خلال زيارة قصيرة إلى عائلتها في بيروت، عقب ولادة منال بفترة قصيرة، حيث علمت بأمر قام به الشيخ خلال فترة حملها، وقد أنكر هو صحة ذلك، لكن رندا طلبت الطلاق، وانتهى الأمر بعودتها إلى بيروت ومنعها من اصطحاب ابنتها ذات الخمسة أشهر.
وينقل التقرير عن البنا، قولها: "حينها خسرت عائلتي، لم أرد أن أتحدث مع أي منهم، خسرته، وخسرت بيتي، وخسرت ابنتي، وخسرت كرامتي وكبريائي، وخسرت كل شيء، ودفعت ثمن الحب".
وتلفت الكاتبة إلى أن تلك الضربة لم تكن الوحيدة في حياتها، فعند نقطة تفتيش في بيروت التي دخلت مرحلة الحرب الأهلية، اختطفت رندا، وأجبرها خاطفها، وهو أحد قادة المليشيات على الزواج منه، وكانت حياتها معه "عاصفة، ويتخللها الكثير من العنف، وأنجبت له طفلين، وكان دائما يهددها بالقتل، وأطلق ذات مرة النار على ساقها؛ لأنها "وضعت قدميها على الطاولة"، فيما قص شعرها الطويل ذات مرة لأن رجلاً آخر أبدى إعجابه به، وكلما طلبت الطلاق كان يقول لها إن "الطريقة الوحيدة لتتركه هي داخل التابوت".
وتقول الصحيفة إنه عندما انتهت الحرب الأهلية انتقمت لنفسها، وأخبرت السلطات عن وجود أسلحة عند زوجها، فداهموا المكان وألقوا القبض عليه، وسمح لها ولطفليها بخروج آمن إلى إيطاليا، حيث تعيش حتى اليوم، وبعدها ببضع سنوات تم اغتيال الزوج.
ويورد التقرير نقلا عن رندا، قولها إن الشيخ محمد ساعدها على دفع أتعاب المحامي لطلاقها من رجل المليشيا، وعندما أصبحت حرة كررت محاولاتها لمشاهدة منال، وناشدت الشيخ ليسمح لها، لكنه كان دائما يعد، ولا يحقق الوعود، "وعود فقط، وحياة مرت، حياة بكاملها"، وقالت إن الشيخ محمد بن راشد أعطاها صورة منال وهي طفلة تحبو، وهي الصورة الوحيدة التي تملكها، وبعدها بسنوات أدركت أنها لم تكن صورة منال على الإطلاق، وإنما صورة أحد اطفاله الآخرين، وتقول: "أحببت صورة لم تكن لطفلتي، عرفتها وحضنتها".
وتذكر كالاهان أن البنا سافرت في عام 2000 إلى دبي، واتصلت بالشيخ، وطلبت رؤية ابنتها، فأعطاها الشيخ عنوانا وطلب منها أن تأتي مرتدية أجمل ملابسها، وكان المكان احتفالا بعرض جوي إماراتي يحضره آلاف من الناس، "سألته أين هي؟ فأجاب بأنها في الداخل، حاولي أن تتعرفي عليها، أريد أن أرى غريزة الأم"، فبحثت رندا في القاعة بين مئات النساء عن ابنتها لكنها فهمت أنها لم تكن موجودة، وفي اليوم الثاني غادرت دبي.
وتنقل الصحيفة عن البنا، قولها إنها منعت بعدها من دخول الإمارات، "هل تعلمين سبب المنع؟ لأنني خطرة على الأمن، أنا أم ابنته، تخيلي"، وحاولت بعدها دخول الإمارات بشكل سري عام 2005 ضمن حاشية أميرة سعودية صديقة لها لحضور زفاف منال، لكن قبل أيام من موعد سفرها هوجمت من رجل يحمل مضرب بيسبول، وأسفر الهجوم عن جرح طويل احتاج إلى 27 قطبة، وكسر أربعة من أضلاعها، وحين استيقظت كان الشيخ محمد إلى جانبها ليعبر عن تعاطفه، ويقدم استعداده ليدفع مصاريف علاجها، وكانت خائفة جدا، و"سألته ما الذي فعلته، فأجاب هل أنت مجنونة؟ أنت من عائلتي، لا يمكن أبداً أن أؤذيك".
وبحسب التقرير، فإن الأطباء اضطروا إلى إدخال قفص معدني مع ثمانية براغي داخل جذعها، وكان عليها استعمال الكرسي المتحرك طوال أربع سنوات.
وتقول الكاتبة إنه في الوقت الذي كانت فيه قصة البنا تدور، هربت ابنة الشيخ البالغة 20 عاما من بيته الكبير في مقاطعة ساري، وألقي القبض عليها، وأعيدت إلى دبي، ولم يسمع الكثير عنها إلا عندما حاولت شقيقتها لطيفة الهروب في آذار/ مارس 2018 بمساعدة مدربتها الفنلندية على متن سفينة، وألقي القبض عليها قبل أن تصل ساحل الهند.
وتورد الصحيفة نقلا عن البنا، قولها إنها بكت عندما قرأت قصة لطيفة، "لقد فعل الشيء ذاته لي.. عندما ظهرت قصة لطيفة أرسلت إليه رسالة هاتفية وقلت له أنت أب وهي قطعة منك ولا يمكنك عمل هذا لها"، ولم يرد أبدا، وشكر ديفيد هيغ، الذي يمثل لطيفة، البنا الأسبوع الماضي، قائلا: "ستشعر لطيفة بالفرح عندما تسمع أن الكثيرين من أفراد عائلتها يتحدثون عنها ويطالبون بحريتها".
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول البنا: "ماذا فعلت لتتم معاقبتي بهذه الطريقة.. لو سمحوا لي برؤية ابنتي لعوضوني عن كل شيء، وكل ما أريده هو أحضنها بين ذراعي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)