هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، مساء الخميس: "نحن كسلطة فشلنا بأماكن كثيرة، وعلينا الاستماع لكلمة الثورة".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الحريري، خلال مشاركته في مداخلة له على شاشة (MTV) التلفزيونية المحلية.
وتابع: "قمت بالتسوية لكي تعود المؤسسات ويسير البلد، لكنّنا لم نلبِّ مطالب الناس، وأنا سمعت مطالبهم التي نزلوا بها إلى الشارع منذ الدقيقة الأولى".
وأضاف الحريري قائلا: "فشلنا نعم، لكنني لم أذهب إلى التسوية عن عبث، بل ليمشي البلد وحتى تعود المؤسسات"، مؤكّدا أن "التفاؤل ضروري في هذه المرحلة".
ولفت إلى أن "الناس نزلت للشارع وجميعنا سمعناهم، ولا يوجد أي حزب لم يسمع، لكن المشكلة اليوم أننا يجب أن نتقدم ويحصل شيء في البلد، وأن تكون هناك حكومة".
وتابع قائلا: "الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هو بحكومة أخصائيين، وذلك لا يعني أنهم لن يفهموا بالأمور السياسية، بل أن يكون لديهم قرار مستقل ليقوموا بواجبهم في الحكومة".
وأشار الحريري إلى أن "كل ما كان يحصل في الحكومة كان يفسرّه البعض في السياسة، وكل بحسب أهوائه السياسية"، مشددا على "أننا فشلنا في حلّ مشكلة النفايات، وكان الخلاف على التكنولوجيا التي يجب أن تستخدم مثلا".
واستطرد قائلا: "يوم غد (الجمعة) سأستقبل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب"، مضيفا: "لست أنا من يشكّل الحكومة، لكنني لست مرتاحا؛ لأنني أخاف على البلد".
على الصعيد ذاته، حصل تدافع بين الجيش اللبناني وعدد من متظاهرين (40 شخصا)، عند أوتوستراد البالما (يربط طرابلس ببيروت)، في مدينة طرابلس (شمالي لبنان)، مساء الخميس، عند محاولة فتح الطريق.
وسجل سقوط عدد من الإصابات جراء التدافع الذي حصل، إلّا أنّ الطريق لا تزال مقفلة.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر" عن "نقل إصابتين اثنتين إلى أحدى المستشفيات نتيجة الإشكال الذي وقع في البالما".
وحصلت الاحتجاجات نتيجة تكليف حسان دياب رئيسا للحكومة، لا سيما أن المحتجين يعتبرون بأنه مدعوم من حزب الله.
ومساء الخميس، كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، دياب الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي سابقا، بتشكيل الحكومة الجديدة بعد اكتمال الاستشارات النيابية.
ونال دياب 69 صوتا، بينما حصل نواف سلام على 13 صوتا، وحليمة قعقور صوت واحد (من أصل 128 صوتا)، فيما امتنع البعض عن تسمية أي مرشح.
ورغم أن دياب شخصية أكاديمية، ولا ينتمي لأي تكتل سياسي، إلا أنه حصل في الاستشارات النيابية على دعم كتلة حزب الله وجميع الكتل المتحالفة معها، فيما لم يحصل على دعم الكتل السنية.
ومنذ استقالة حكومة الحريري، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، يطالب المحتجون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975 – 1990).
ويرفض "حزب الله" تشكيل حكومة تكنوقراط، وكان يدعو إلى تشكيل حكومة "تكنوسياسية" تجمع بين اختصاصيين وسياسيين برئاسة الحريري، إلا أن الأخير رفض هذا الطرح.