صحافة دولية

الغارديان: هكذا غير كوربين وماكدونيل حزب العمال للأفضل

فيشر: هناك الكثير من النقد ولكن كوربين وماكدونيل غيرا حزب العمال للأفضل- جيتي
فيشر: هناك الكثير من النقد ولكن كوربين وماكدونيل غيرا حزب العمال للأفضل- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمسؤول السابق في حزب العمال أندرو فيشر، يقول فيه إنه رأى بشكل مباشر كيف أصبح حزب العمال حزبا جماعيا، وجلب الآلاف من الشباب الموهوبين الذين سيشكلون مستقبله.

 

ويبدأ فيشر مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "في الأيام والأسابيع القادمة، يجب على حزب العمال واليسار التفكر في أسباب خسارتنا وفي إخفاقاتنا والتحديات التي يجب أن نواجهها للتجديد والفرص التي يجب أن نقتنصها". 

 

ويرى الكاتب أن "الأسباب المبسطة والوحيدة للهزيمة فليست صحيحة -مثل جيرمي كوربين أو بريكسيت أو الإعلام- والذين يروجون لهذه الأسباب يهمهم تسجيل أهداف سياسية وليس إعادة البناء". 

 

ويجد فيشر أنه "في الوقت الذي يجب فيه علينا أن نركز على المستقبل، ونتعلم الدروس الصحيحة من الهزيمة، إلا أنه من المهم أيضا أن نتذكر الدور الملهم الذي أداه كوربين وجون ماكدونيل -ليس فقط في قمة الحزب لكن قبل عام 2015، ومثل العديد من الناشطين العماليين، والنقابيين وناشطي السلام، كان كوربين وماكدونيل دائما مصدر إلهام لي- من خلال عملهما الجاد والمبادئ السياسية الثابتة، فلسنوات طويلة كانا موجودين على خطوط الإضرابات العمالية وفي المظاهرات والنقاشات السياسية، منذ أن كان اليسار المنظم لا يزيد على عدة أشخاص يجتمعون في غرفة فوق حانة".

 

ويشير الكاتب إلى أنه "عندما كانا في الصفوف الأخيرة، فإنهما قاتلا ليس من أجل منصب داخل الحزب، لكن لأجل ما يؤمنان به؛ لأنهما يبغضان الظلم، ولأنهما استشعرا أن مسؤوليتهما، بصفتهما عضوين في البرلمان، هي توفير منصة للمهمشين، ولم يقلقهما أن ذلك سيتسبب لهما بالرفض من قيادة الحزب أو الهجوم من الصحافة، وكانا هناك متضامنين كما تطلبت منهما مبادئهما السياسية". 

 

ويلفت فيشر إلى أن "هذا هو السبب الذي جعل كوربين يفوز في سباق زعامة الحزب التاريخية عام 2015؛ لأن مئات الآلاف من أعضاء الحزب يحترمون نزاهته، وكل أولئك النقابيين وناشطي السلام والناشطين الذين خاضوا الحملات معه في وجه المتنفذين وتم نبذهم، أصبحوا متفائلين عندما رأوا أن واحدا منهم يمكن أن يقود حزب العمال". 

 

ويستدرك الكاتب بأنه "دون الأدوات للإمساك بالسلطة، فإن اليسار العمالي لم يكن جاهزا للأمر، ناهيك عن العمل في بيئة معادية جدا وتحاول التخلص منا، فلم يكن لدينا عدد كاف من أعضاء البرلمان الذين يمكن الاعتماد عليهم، ولم يكن لدينا عدد كاف من البيروقراطيين (ولا أستخدم المصطلح بشكل سلبي) قادرين على إدارة منظمة بحجم وبتعقيد حزب العمال، أو حتى مكتب زعيم الحزب".

 

ويفيد فيشر بأنه "في الوقت القصير منذ تسلم كوربين زعامة الحزب، وتعيين ماكدونيل وزير مالية في حكومة الظل، فإنهما غيرا حزب العمال، وأصبح حزبا مستوعبا للملكية العامة ونظام ضرائب يعيد توزيع الثروة، والتحدث بثقة عن إنهاء إجراءات التقشف، والتعامل مع التغيرات المناخية، ورفع الأجور ومستوى المعيشة، والاستثمار في الخدمات العامة، وأوقف الحزب ترديد عبارة (المجتهدين والعاطلين عن العمل)، التي تقسم المجتمع، وبدأ الحديث عن التأمين الاجتماعي".

 

وينوه الكاتب إلى أن "الحزب أصبح منظمة جماهيرية، فتضاعفت عضويته ثلاثة أضعاف إلى أكثر من نصف مليون شخص، وفي عام 2017 كسب الحزب 40% من الأصوات، وكان ذلك أكبر زيادة يحققها منذ الحرب العالمية الثانية، وبرنامجه الانتخابي الذي حمل شعار لأجل الكثيرين وليس للقلة، الذي نسقته وأدرته لأوحد حزب العمال الذي كان قبل ذلك بعام فقط يمزق نفسه في انتخابات قيادة ثانية للحزب لم تكن ضرورية".

 

ويقول فيشر: "أنا حزين لأننا لم نستطع الوصول إلى الحكم، لقد كنا قريبين جدا في 2017، وكنت أعتقد أن بإمكاننا تحقيق ذلك هذه المرة، وسنعيش جميعا مع شعور الفشل، كنت أسمع ذلك في الصمت الذي ساد المكتب الساعة 10:01 مساء يوم الخميس، وسمعته في نبرة ماكدونيل في المقابلة مع أندرو نيل بعد ذلك بقليل".

 

ويجد الكاتب أنه "مع أن الكثيرين يشعرون باليأس، إلا أنني مقتنع بأن المستقبل أفضل، نظرت حولي في مقر حزب العمال في الساعات الأولى من صباح الجمعة، ومرة أخرى بعد ظهر الجمعة، عندما عدت بعد أن نمت قليلا، فوجدت أشخاصا واسيتهم، وكلهم رائعون وشباب موهوبون، وهم ليسوا فقط مستقبل حركتنا، لكنهم حاضرها الذي سيقوم انبعاث الحركة على كواهلهم".

 

ويقول فيشر: "يجدر بنا أن نفكر فيما تغير للأفضل منذ عام 2015، قبل تسلم جيرمي كوربين لزعامة الحزب كنت غالبا ما أكون أصغر شخص في اجتماعات حزب العمال التي كان يحضرها عدد قليل، ومع دخولي الأربعين من عمري، يطمئنني أن أقول إن الاجتماعات التي يحضرها أعداد أكبر فإن متوسط العمر للحضور يكون عادة أقل من عمري".

 

ويفيد الكاتب بأن "لدى اليسار الآن آلاف المنظمين الموهوبين وأصحاب السياسة وذوي الأفكار الخلاقة وبيروقراطيين يستطيعون إدارة الأمور، لقد جعل جيرمي وجون هذا حقيقة".

 

ويرى فيشر أن "هناك الكثير من الوقت لتحليل المشكلات البنيوية والأخطاء الشخصية والطريق للتعافي، وانتقاداتي القاسية التي شاركتها داخليا في أيلول/ سبتمبر تم تسريبها لـ(صندي تايمز)، فحقيقة أن من بين مجموعة الرفاق المقربة قام شخص بمشاركة المذكرة مع صحف ميردوخ، يحكي قصة عن اختلال وظيفي".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لكن الآن أريد القول شكرا لأكثر شخصيتين مبدئيتين عرفتهما، جيرمي كوربين وجون ماكدونيل، لقد تحملا هجمات غير مسبوقة، لكنهما كانا مصدر إلهام للكثيرين".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
يوسف
الخميس، 19-12-2019 10:10 ص
بالامكان اعتبار هذه المرحلة هي البداية الحقيقية لحزب قوي وذا مباديء محترمة وثابتة كل من هرول بعيدا سيعود باقتناع شخصي وتام مما يزيد الحزب قوة ...الميكياجات والزيف والكذب والباطل لا دوام له...