هآرتس: إسرائيل غاضبة من قرار فرنسي مناهض للصهيونية

قال الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، إن الحكومة الإسرائيلية غاضبة، بعد قرار البرلمان الفرنسي مطلع الشهر الجاري، حول اعتبار مناهضة الصهيونية، صورة جديدة للاسامية.

وأضاف برئيل أنه حسب التعريق الفرنسي الجديد، فإن جزءا كبيرا من يهود العالم، والعرب، والإسرائيليين، واليساريين، هم لاساميون.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى ماقاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مؤخرا، حين أبدى الأخير معارضته للخطوة بشدة، وصرح أنها خطوة "أدت للقتل"، معتبرا أن تصريحات ماكرون هذه "أغضبت الحكومة الإسرائيلية، وكانت بمثابة ضربة وجهت لبطن الصهيونية الجديدة، المتطرفة والعدائية، كونها مناهضة للصهيونية". وأضاف: "بناء على قرار الجمعية الفرنسية فإن ماكرون لاسامي".

وأضاف: "في الشهر الماضي أمرت محكمة العدل العليا للاتحاد الأوروبي جميع دول الاتحاد بتطبيق القرار الذي اتخذ في 2015، والقاضي بوسم منتجات المستوطنات بصورة واضحة، وهذا بشكل صريح قرار مناهض للصهيونية، ولذلك فإن جميع الدول الأوروبية التي طبقت القرار، هي لاسامية".

 

اقرأ أيضا: حاخام يهاجم الصهيونية ويستنكر قرار "معاداة السامية" بفرنسا

 

وتابع: "بناء على هذا التعريف، فإن القانون الدولي حتى الذي نص على أن المستوطنات هي غير شرعية هو لاسامي. وهكذا ايضا معظم زعماء دول العالم وجزء كبير من يهود العالم ودول عربية والعرب في إسرائيل واليسار اللين واليسار المتطرف والكثيرين من أعضاء الكونغرس الأمريكي وسياسيون إسرائيليون أظهروا معارضتهم للقرار الأمريكي بضم هضبة الجولان أو استمرار الاحتلال".

وشدد برئيل على أنه "لا يوجد خلاف حول كون إسرائيل درة تاج الحلم الصهيوني، وهي تجسيد للايديولوجيا الموجهة نحو منح اليهود فضاء خاصا ليعيشوا حياتهم فيه".

وتابع: "الاعتراف الدولي بإسرائيل منحها الشرعية في أن تكون وطن قومي ليهود العالم، لكن في نفس الوقت، ألزمها بالتصرف حسب قواعد المجتمع الدولي، ولكن عندما تتبنى إسرائيل قوانين عنصرية وتخرق المواثيق الدولية المتعلقة بالاحتلال، وتسمح بنقل سكان من الدولة المحتلة إلى المناطق التي تم احتلالها، وتحرض ضد أقلية قومية تعيش في المناطق، فإن شرعيتها تتآكل، وأيضا الفكرة التأسيسية لها، وهي الصهيونية، طفرة شيطانية تسحق قيمها".

وختم بالقول: "هذه الطفرة تغذي المسخ اللاسامي الذي لا يعرف التمييز بين اليهودية والصهيونية والإسرائيلية،  وبصورة متناقضة، فإن تشخيص ماكرون بأن مناهضة الصهيونية هي لاسامية، يساعد اللاسامية. وحسب معادلته فإن دعم الصهيونية حتى عندما تكون مشوهة وعندما تتسبب بمأساة شعب آخر وعندما تحظى بتفسير عنصري من حكومة إسرائيل، يكون الاختبار الأعلى للإنسانية، بالضبط مثل محاربة اللاسامية".