هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف تحقيق أجرته منظمة متخصصة؛ أن 88 في المئة على الأقل من الإعلانات المدفوعة لحزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون على فيسبوك "مضللة".
وتظهر هذه الإحصائيات قبل يوم واحد فقط من موعد الانتخابات المقررة الخميس، والتي توصف بأنها "مصيرية" لجيل كامل.
وفي المقابل، كشف التحقيق الذي أجرته منظمة "فيرست درافت" (First Draft)، وهي منظمة غير ربحية تلاحق الأخبار الكاذبة، أن هذه النسبة بلغت صفرا بالنسبة لحزب العمال (أي أن إعلاناته خالية من التضليل تقربيا)، في حين أن حزب الديمقراطيين الأحرار كان نصيبه من الإعلانات المضللة 16.5 في المئة، لا سيما ادعاءه بأنه الوحيد القادر على هزيمة العمال والمحافظين.
وبشكل عام، نشر حزب العمال العدد الأقل من الإعلانات المدفوعة، مقارنة بالمحافظين أو الديمقراطيين الأحرار.
وقامت المنظمة بتحليل كل الإعلانات الانتخابية على فيسبوك في الأيام الأربعة الأولى من الشهر الجاري، للاحزاب الثلاثة الرئيسية (العمال، المحافظين، الديمقراطيين الأحرار).
وتسعى المنظمة لكي يتم تغطية الإعلانات السياسية للأحزاب ضمن عملية تدقيق المعلومات التي تقوم جهات مستقلة لحساب فيسبوك، والتي تغطي حاليا فقط الأخبار والمنشورات.
وتوصلت المنظمة إلى أنه من بين 6749 إعلانا مدفوعا من حزب المحافظين خلال أربعة أيام، فإن خمسة آلاف منها تتضمن مزاعم بأن الحزب سيبني 40 مستشفى جديدا. لكن بالتدقيق يتبين أن هذه الأرقام "مضللة"؛ لأنه لا توجد ميزانية ولا يمكن إنجازها ضمن فترة خمس سنوات، هي عمر البرلمان القادم.
كما ترد مزاعم في أكثر من 500 إعلان بأن المحافظين سيوظفون 50 ألف ممرض وممرضة، لكن في الحقيقة أنه بين هذه الوظائف 18500 ممرض وممرضة يعملون حاليا بالفعل وتريد الحكومة إقناعهم بالبقاء في وظائفهم.
وتظهر في أكثر من أربعة آلاف إعلان للحزب؛ معلومات غير دقيقة عن خطط زعيم حزب العمال جيرمي كوربين للإنفاق، بينما يحوي أكثر من ألف إعلان معلومات مضللة عن عن الاستثمار الخدمة الصحية الوطنية (NHS) وضريبة الدخل.
من جانبه، علق رئيس مؤسسة "فل فاكت" (Full Fact)، ويل موي، على هذه الأرقام بالقول: "مرشحو هذه الانتخابات والحملات لدى جميع الأطراف؛ يسألون الناخبين للوثوق بهم. الأحزاب والسياسيون الجادون يجب ألا يقوموا بإعادة تدوير ادعاءات مفضوحة، أو استهداف أفراد بمعلومات خاطئة"، بحسب ما أوردته صحيفة "مترو" البريطانية".
اقر أيضا: أوبورن: لماذا تتحيز BBC للمحافظين في انتخابات 2019؟
و"فل فاكت" هي مؤسسة تعمل كطرف ثالث لصالح فيسبوك لمراقبة الأخبار الكاذبة على الموقع في بريطانيا، ولكنها لا تغطي الإعلانات السياسية للأحزاب، وهو الأمر الذي حاولت مؤسسة "فيرست درافت" لفت الانتباه إليه بهذا التحقيق.
وتواجه فيسبوك انتقادات لعدم اتخاذها إجراءات لمكافحة الإعلانات السياسية المضللة، حيث يردد مدير الشركة مارك زوكيربيرج بأنه لا يريد فرض رقابة على السياسيين.
لكن موي حذر من ترك الأمر للشركات الأمريكية "لحماية الانتخابات البريطانية". وأضاف: "قوانين الانتخابات لدينا منتهية الصلاحية منذ عقود، والبرلمان القادم يجب أن يتخذ إجراءات عاجلة لتأمين الشفافية التي نحتاجها لحماية الانتخابات القادمة".
حملة قذرة وانحياز إعلامي
وتصنف الحملة الانتخابية الحالية بأنها "الأقذر على الإطلاق"، نتيجة انتشار الأكاذيب، فيما تحظى حملة التضليل "بتغطية من أعلى مستوى".
وبحسب بي بي سي، فقد أنفقت الأحزاب البريطانية على حملات فيسبوك وإنستغرام مليوني جنيه إسترليني على الأقل، خلال الأيام الثلاثين الماضية، ويتوقع أن يكون هذا الرقم قد شهد ارتفاعا كبيرا في اليومين الأخيرين من الحملة الانتخابية.
اقرأ أيضا: دراسة: تغطية صحفية سلبية تجاه كوربين وإيجابية لجونسون
وعلاوة على الإعلانات المضللة التي يُتهم حزب المحافظين بإطلاقها وتستهدف حزب العمال وزعيمه جيرمي كوربين، كشف دراسة عن انحياز الإعلام لصالح زعيم المحافظين بوريس جونسون والذي يحظى بتغطية إيجابية في الإعلام، في حين يواجه كوربين تغطية سلبية للغاية.
كما وُجه حزب العمال إضافة إلى كتاب بارزين؛ اتهامات لبي بي سي بالانحياز لجونسون، وهو ما يثير تساؤلات عن الحياد الذي يجب أن تنتهجه المؤسسة التي يمولها دافعو الضرائب بشكل مباشر.
موقع مزور
وكانت صحيفة الإندبندنت قد كشف قبل أيام عن قيام حزب المحافظين بإطلاق موقع الكتروني مزور باسم مرشحة من حزب العمال، لبث أخبار مضللة.
ففي سياق "الخدع القذرة" للمحافظين، بحسب وصف المنتقدين، تم إطلاق موقع مزور باسم المرشحة العمالية مارغريت بيكيت، لبث دعاية ضد كوربين، ونشر عبارات مثل "أوقفوا جيرمي كوربين"، و"لا تصوتوا لحزب العمال".
لكن المحافظين لم يخفوا مسؤوليتهم عن الموقع المزور، فقد نشر المرشح المحافظ في الدائرة ذاتها، إد باركر، فيديو له وهو يقول: "بما أنها لم تنشئ موقعا خاصا بها، فقد فكرت بأن أقوم بإنشاء واحد لها".