هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال محرر الشؤون العربية في
الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، إن "الملك الأردني عبد الله الثاني يحاول
تعزيز شعبيته داخل المملكة من خلال جباية ثمن من إسرائيل، وقد تجلى ذلك في تقديم
الإسرائيلي الذي تسلل الشهر الماضي إلى الأردن للمحاكمة، ما شكل وصول توتر علاقات
الجانبين إلى الذروة، وتنامي روح العداء بين عمان وتل أبيب".
وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف،
ترجمته "عربي21"، أن "محاكمة الإسرائيلي بتهمتي التسلل بطريقة غير
مشروعة، وحيازة مخدرات، حظيت بتغطية إعلامية واسعة، وقبلها بأيام أجرى الجيش
الأردني مناورة عسكرية واسعة، بمشاركة قوات جوية ودبابات وسلاح المشاة والهندسة،
بإشراف الملك وابنه ولي العهد، لمحاكاة مواجهة اجتياح جيش معاد عبر الجسور،
والأردنيون يفهمون جميعا من المقصود بالجيش المعادي".
وأكد أن "الملك قام بجولة تفقدية في
المناطق الأردنية التي تمت استعادتها من الإسرائيليين عقب عدم تجديد استئجارهما، ما اعتبر رسالة ملكية للأردنيين بأننا استعدنا سيادتنا على هذه المناطق الأردنية،
إلى أن جاءت مقابلة الملك مع نيويورك تايمز، وفيها كشف أن العلاقات مع إسرائيل
وصلت المرحلة الأسوأ في تاريخها، ثم جاء وزير الإعلام السابق سميح المعايطة ليرفض
الظهور مع ضيف إسرائيلي على قناة العربية".
وأشار إلى أن "هذه الأحداث تشير إلى تغير ما في
علاقة عمان وتل أبيب، والقصر يدرك أن هذه الإشارات تمنحه مزيدا من الشعبية
والجماهيرية بين الأردنيين، خاصة بعد أن استعاد الأسيرين الأردنيين هبة اللبدي
وعبد الرحمن مرعي، وما زالت إسرائيل تحتجز 17 أسيرا أردنيا، والشارع الأردني يطالب
باستعادتهم، وإطلاق سراحهم، ثم استعاد الأردن جثمان الأسير الفلسطيني سامي أبو
دياك كي يدفن في المملكة".
وتساءل الكاتب: "ما الذي يحدث بين البلدين
منذ عامين حين خرجت إلى السطح قضية حارس أمن السفارة الإسرائيلية في عمان، حيث
تعيش علاقات الملك مع بنيامين نتنياهو تراجعا متسارعا، والقصر يتهم إسرائيل
بالتعامل مع المملكة بطريقة مستهترة، حين يعلن نتنياهو قبل الانتخابات بأسبوع واحد
فقط أنه ينوي ضم غور الأردن، رغم أن المملكة ليس بيدها أوراق للضغط على إسرائيل".
وأوضح أن "الملك يجد نفسه محشورا بين غضب
الشارع الأردني من جهة، وبين إسرائيل التي تمعن في تعقيد العلاقة معه من جهة أخرى،
خاصة أن وضع حكومته بات صعبا فعليا، فالموازنة تعاني، ومصادر الدخل تتراجع، ودول
الخليج التي كانت على الدوام مصدر دعم للأردن خفضت من هذه المساعدات في السنوات
الأخيرة، وملايين اللاجئين العرب توافدوا إلى المملكة".
وختم بالقول إن "التحالف الأردني مع
إسرائيل يبقى ضمان أمان للمملكة، رغم ما يسببه ذلك من غضب في الرأي العام الأردني،
وفيما تنظر عمان إلى إسرائيل على أنها قلعة مرتفعة، فإن تل أبيب تنظر إلى الأردن
على أنه طفل صغير في ملابس أمه، وكلا الطرفين ينتظر تغييرا، فالإسرائيليون
ينتظرون أن يتوقف الملك عن توجيه الاتهامات لهم بمشاكل بلاده، والأردنيون يصلون من
أجل أن يغادر نتنياهو إلى بيته".