هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية ما يواجهه النظام العراق الطائفي من خطر في ظل تصاعد الاحتجاجات بفعل العنف
المستخدم ضد المتظاهرين، واصفة العنف بأنه "وصل إلى ذروته".
وقال
مراسلها مارتن شولوف، المختص بشؤون الشرق الأوسط: "إن العنف الذي تبناه الأمن
العراقي في التعامل مع المتظاهرين أشعل المزيد من الغضب عبر البلاد بين النخبة
السياسية والمتظاهرين الغاضبين".
وحول
أسباب اندلاع الاحتجاجات أوضح شولوف أنه "منذ العام 2003 اتسمت الحكومات
العراقية بالنزعة الطائفية بينما حول الوزراء مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات يعود
ولاؤها الأول لجماعات سياسية محددة أكثر من الدولة نفسها".
وأردف
قائلا: "كنتيجة لذلك شاع الفساد والمحسوبية في كل مؤسسات القطاع العام التي
نهبت ثروة البلاد من النفط، وتركت العراقيين يعانون الفقر ولا يجدون أي فرص عمل".
اقرأ أيضا: تواصل الاحتجاجات في العراق وحداد يعم عدة محافظات (صور)
ويؤكد أن الاحتجاجات بدأها شباب محرومون وسرعان
ما انضمت إليهم طوائف أخرى من المجتمع اندلعت بهدف "التصدي لنهب القطاع العام"
وينقل
شولوف عن أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والمختص بشؤون العراق
البروفيسور توبي دودج قوله إنه "عندما تأسس النظام السياسي في العراق بعد
2003 تضمن في داخله بذور الفساد والطائفية والقمع، لكن هذا النظام بدأ في التهاوي
الآن وكنتيجة لذلك فقد تزايد العنف في البلاد".
ويضيف
دودج أن "الأسس التي أقيم عليها النظام العراقي هي تقسيم المجتمع على أساس
طائفي بشكل متواز مع توزيع الغنائم على النخبة السياسية وأصبح ذلك علنيا بشكل
تدريجي، وهو ما نزع عن النظام شرعيته، فقد توقف العراقيون عن النظر إلى هؤلاء
الساسة على أنهم أبطال وبدأ يراهم كانتهازيين فكان على النخبة السياسية أن تعتمد
على المليشيات والعنف لقمع المظاهرات المعادية لهم والبقاء في السلطة، نحن نرى أن
هذا الأمر وصل إلى ذروته اليوم".