توقعات بفشل بينت وهآرتس تكشف كواليس تعيينه وزير حرب إسرائيل
غزة- عربي21- أحمد صقر11-Nov-1901:32 AM
0
شارك
بشكل مفاجئ غير بينت الأسبوع الماضي من مواقفه المتشددة ودعا عقب إطلاق الصواريخ من غزة إلى احتواء الأحداث- جيتي
أكدت صحيفة إسرائيلية،
أن احتمالات نجاح وزير الحرب الجديد، نفتالي بينت، "ليست عالية"، حيث جاء
تعيينه من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في ظل تحديدات أمنية فورية تعصف بـ"إسرائيل".
وذكرت صحيفة
"يديعوت أحرنوت" العبرية، في خبرها الرئيسي الذي أعده معلقها العسكري يوسي
يهوشع، أنه من "المشكوك فيه جدا، أن يكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عرض في
لقائه مع نفتالي بينت يوم الجمعة، عموم التحديات الأمنية التي تقف أمامها إسرائيل في
المدى الزمني الفوري".
ونوهت إلى أن
"بينت ليس عضوا في الكابينت، ومنذ أن غادره قبل نصف سنة، طرأت تغييرات استراتيجية
جعلت وضع إسرائيل أسوأ"، مؤكدة أنه بالإضافة إلى المعلومات العامة العلنية، هناك
بضعة مواضيع حساسة أخرى في المدى الزمني الفوري".
وأضافت:
"من المتوقع لبينت أن يُلقى به في الماء بسرعة أكبر مما يتصور، فيتخذ قرارات ذات
مغزى دون أن يكون له الوقت الكافي للولوج المرتب والاطلاع على التفاصيل".
وأشارت الصحيفة
إلى أن "بينت دخل منصبه في فترة حساسة على نحو خاص، فكل الجبهات تعتمل؛ إيران
تهدد بالركض نحو النووي، واشنطن تغادر رويدا رويدا الشرق الأوسط، حزب الله يسمح لنفسه
بإطلاق صاروخ مضاد للطائرات نحو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي وهناك غزة".
وفي الخلفية
من كل ذلك "يوجد قرار ثقيل الوزن حول الخطة متعددة السنوات "تنوفا"
التي وضعها رئيس الأركان أفيف كوخافي، والذي يعمل بالتنسيق مع نتنياهو" بحسب
"يديعوت" التي أوضحت أن "بينت سيكون ملزما بدراسة الخطة بسرعة، والعمل
على إقرارها في الحكومة، وهذا يتطلب أن يقاتل بينت في سبيل علاوة ميزانية كبيرة".
وتابعت:
"يدرك بينت أنه ملزم بأن يترك أثرا ما في زمن محدود، وهو لن يرغب في أن يذكر كعمير
بيرتس في حرب لبنان الثانية بل كموشيه آرنس (خدم كوزير للحرب ثلاث مرات)، ولكن أمام
هذه التحديات الأمنية من جهة والاضطرابات السياسية من جهة أخرى، فإن احتمالات النجاح
ليست عالية".
وأشارت إلى أن
"لدى بينت سكرتير عسكري ممتاز، وهو العميد عوفر فينتر، صديقه الطيب الذي ينال
ثقة عظيمة من جانب رئيس الوزراء، فهو يعود الآن لوظيفة كاملة مع بينت، وعليه تلقى مسؤولية
جسيمة بإدخاله بسرعة إلى المنصب، ومن جهة أخرى أن يدير بحكمة العلاقة بين الرئيس القديم
والجديد (بين نتنياهو وبينت)".
ورأت الصحيفة
أن بينت "قرأ الخريطة في حرب 2014 على نحو أصح من أكثر حتى من وزير الحرب في حينه
يعلون، ورئيس الأركان غانتس ورئيس شعبة الاستخبارات كوخافي، وأعرب عن مواقف صقرية بالنسبة
للشكل الذي يتوجب عمله مع حماس في غزة".
ومع ذلك
"بشكل مفاجئ غير بينت الأسبوع الماضي من موقفه، ودعا عقب إطلاق الصواريخ من غزة
نحو "سديروت" إلى احتواء الأحداث،
وفجأة اختفى الانتقاد على سياسة التجلد التي يتخذها نتنياهو".
ونبهت
"يديعوت" إلى أن "دعوة بينت إلى عدم التوسع في القصف بغزة، كان بعد
أن تلقى العرض من نتنياهو بتعيينه وزيرا للحرب، وبات يفهم بينت أن ما يرى من تل أبيب
لا يرى من رعنانا".
"كواليس التعيين"
من جهتها تناولت صحيفة هآترس الكواليس التي رافقت تعيين بينيت وزيرا
للحرب. مؤكدة أن تعيينه كان لاعتبارات سياسية
وليست أمنية.
وأوضحت الصحيفة العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن
"الوزير بينت تصرف مؤخرا مثل لاعب كرة قدم قبل لحظة على إغلاق باب التنقلات بين
الفرق؛ فمن جهة، انتشرت الأسبوع الماضي شائعة عن مفاوضات أولية أجرتها قائمته وقائمة
أييلت شاكيد بشأن الانضمام لحكومة أقلية برئاسة حزب "أزرق-أبيض" بزعامة بني
غانتس".
ومن جهة أخرى، "استغل بينت الشائعة لرفع ثمنه في المفاوضات التي كانت
مهمة له بشأن الانضمام لحزب الليكود"، بحسب الصحيفة التي نوت أن "هذا الضغط
أثمر، واقتنع نتنياهو بأن بينت يمكن أن ينضم إلى غانتس، وسلمه وزارة الحرب، علما بأن
نتنياهو رفض بشدة قبل عام منح بينت هذا المنصب، عقب استقالة أفيغدور ليبرمان".
ونوهت إلى أن "بينت الذي يحلم بوزارة الحرب من زمن، وأراد البقاء في
عالم السياسة، فهم أن احتمالات اجتيازه بسلام حملة انتخابية ثالثة - التي يتوقع أن
تجري في آذار القادم - ضئيلة جدا"، موضحة أن بينت كان على استعداد من أجل تولي
وزارة الحرب، أن "يغير إطارا سياسيا رابعا خلال سنة، ولو بثمن تعزيز علاقته مع
نتنياهو، بعد كل الدم الفاسد الذي مر بينهما مؤخرا".
ورأت "هآرتس" أن "نتنياهو وبينت قاما ببلورة صفقة هزلية، حتى
بالمفاهيم المتطرفة لسياسة إسرائيل، لأن التعيين
هو لفترة الحكومة الانتقالية برئاسة نتنياهو، الذي سحب منه تفويض تشكيل الائتلاف القادم"،
مشيرة إلى أن "الأسوأ من ذلك، أن بينت وافق على أنه في حالة شكل نتنياهو الحكومة،
سيعين شخصا آخر لوزارة الحرب".
واعتبرت أن "هذا استخفاف بمنصب وزير الحرب، بالذات في هذه الفترة التي
يعلن فيها نتنياهو في كل مناسبة بأن الأخطار الأمنية زادت لدرجة كبيرة، خاصة من جهة
إيران"، متسائلة: "إذا كان حقا توجد مشاكل تحدق بنا، فلماذا يضع نتنياهو
في وزارة الحرب، شخصا تصادم معه مؤخرا بشكل دائم، واستخف بقدرته علنا، ورفض تعيينه في
هذا المنصب في السابق؟".
وبحسب الصحيفة: "يصعب التحرر من الانطباع، أن الاعتبار الوحيد الذي شغل
نتنياهو كان يتعلق بزيادة احتمالات بقائه هو نفسه حيا، بواسطة تقليص الإمكانية التي
هي ضعيفة أصلا لتشكيل حكومة أقلية برئاسة أزرق-أبيض"، منوهة إلى أن "نتنياهو
يقوم بإبعاد بينت عن أحضان غانتس كي يقود إسرائيل إلى انتخابات ثالثة".
وفي إشارة للسخرية من بينت، ذكرت الصحيفة أن الفترة المقبلة قبل الانتخابات
الثالثة المتوقعة، أو حتى قبل تشكيل حكومة إسرائيلية "ثابتة"، يمكن لبينت
أن "يعلق صورته في المستقبل، في المدخل الذي يؤدي لمكتب وزير الحرب بجوار من سبقه
في هذا المنصب".