ملفات وتقارير

هل تستعد السعودية لمغادرة اليمن عبر طاولة الحوار؟

هل تجلس السعودية قريبا إلى طاولة واحدة مع الحوثيين؟ - واس
هل تجلس السعودية قريبا إلى طاولة واحدة مع الحوثيين؟ - واس

لم تكد الحكومة السعودية ترعى اتفاقا يمنيا بين حكومة الرئيس اليمني، عبدربه هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، الثلاثاء، حتى أعلن مسؤول حكومي سعودي عن وجود محادثات سعودية حوثية.

ويبدو أن السعودية بدأت في مرحلة "إطفاء النيران" في اليمن، عبر محادثات تشمل الأطراف الثلاثة في اليمن (الحكومة، الحوثيين، الجنوبيين) كلا على حدة.

وفيما يرى مراقبون أن السعودية اقتنعت أخيرا بأن الحل في اليمن ليس عسكريا، يرى آخرون أن تصريحات المسؤول السعودي ليست إلا محاولات لتخفيف الضغوط الدولية عليها بشأن ضرورة إنهاء الحرب التي طالت في اليمن.

وقال المسؤول السعودي للصحافيين: "نملك قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ عام 2016. نحن نواصل هذه الاتصالات لدعم السلام في اليمن".

والثلاثاء، وقع كل من الحكومة اليمنية وممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي على ما يعرف بـ"اتفاق الرياض" المتعلق بالأوضاع في اليمن.

وحضر مراسم التوقيع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إضافة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

في هذا الإطار، رأى المستشار الإعلامي في سفارة اليمن بالرياض، أنيس منصور، أن اتفاق الرياض "ناقص ومذل" ويفقد الكثير من الشرعية، ويساوي بين الانقلابيين والشرعية.

واعتبر منصور في حديث لـ"عربي21" أن الاتفاق لا يعني الشعب اليمني، وهو اتفاق "سعودي إماراتي" على تقسيم اليمن، وتقاسم المصالح، ويمهد لانفصال الجنوب.

واعتبر أن الاتفاق "جعل من الانقلابات طريقا إلى السلطة ومكافأة لمن يعتمد على قوة السلاح والغلبة ويستمد مشروعيته من دعم دول الخارج وليس من الشعب عبر الوسائل الديمقراطية المشروعة المتعارف عليها عالمياً".

ولفت إلى أن قبول حكومة هادي بالاتفاق انتحار سياسي، بناء على نصوص الاتفاق التي تلغي دور وزارة الدفاع ورئيس الجمهورية.

وأكد أن الاتفاق تعزيز لمشاريع أبوظبي، ويؤسس لمرحلة صراع قادمة أشد دموية ويجعل اليمن ساحة لحرب دولية جديدة.

وحول الحوار السعودي الحوثي المعلن، قال منصور إن التصريحات السعودية تأتي في إطار التكتيك الإعلامي فقط، في ظل ضغوطات دولية لإنهاء الحرب.

وفي كلمته بعد توقيع الاتفاق، شدد ابن سلمان على أن المملكة ستواصل السعي، من أجل الوصول إلى تطلعات الشعب اليمني، والوصول لحل سياسي.

 

اقرأ أيضا: هادي يستقبل الزبيدي وابن بريك قبل مغادرتهما لأبو ظبي

ووصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن اليمن مارتن غريفيث الاتفاق بأنه "خطوة مهمة" في إطار جهود السلام"، مضيفا في تغريدة على موقع تويتر أن "الاستماع إلى المعنيين في الجنوب أمر مهم بالنسبة للجهود السياسية الرامية لتحقيق السلام في هذا البلد".

الكاتب والمحلل السياسي اليمني عادل دشيلة‏، رأى أن المملكة تريد الحفاظ على مصالحها وأمنها القومي، وتسعى لتنفيذ الاتفاق من أجل ذلك، رغم أنه اتفاق غير قابل للتنفيذ.

وتابع لـ"عربي21" بأن الإمارات والسعودية لديها في اليمن مشروع منذ العام 1994 لفصل اليمن، وإن الأخيرة إذا نجحت في تنفيذ أهدافها الاستراتيجية في الجنوب، فمعنى ذلك أنها مستعدة في المستقبل لعقد اتفاق مع الحوثيين ربما في الأشهر القادمة.

ولفت إلى أن هنالك توجها واضحا لتمكين المجلس الانتقالي من حكم المناطق الجنوبية، وتمكين الحوثي من حكم المناطق الشمالية، وربما نشهد لاحقا اتفاقا سياسيا حوثيا جنوبيا بإشراف سعودي.

وأكد أن السعودية تريد الخروج من اليمن، ولكن عسكريا، على أن تبقى لها هناك أذرع من خلال العلاقات الشخصية مع القبائل، والأحزاب، والشخصيات المتمردة.

وتابع بأن التحالف العربي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، لا يريد أن يحسم ولو أراد لحسم منذ وقت، وإن الحرب الحقيقية في اليمن ليست ضد الحوثيين، وإنما لتنفيذ أهداف بعضها سري وبعضها الآخر معلن.

 

اقرأ أيضا: مدير مكتب هادي يعلّق على الاتفاق مع "المجلس الجنوبي"

وأضاف: "لا نريد تكرار السيناريو اللبناني في القرن الماضي ولا نريد اتفاقا مثل اتفاق الطائف بدعم سعودي".

وتابع: "فشلنا في الجمهورية اليمنية على مدى خمسة عقود بتنفيذ أي مصالحات سياسية وكل الاتفاقات تبعتها حروب، فاتفاق 1994 تبعته حرب، واتفاق 2014 دخل بعده الحوثيون إلى صنعاء".

ولفت إلى أن الحل يكمن في التخلص من الطبقة السياسية الحاكمة، عبر ثورة سياسية لاجتثاث كل من هم في السلطة، والإتيان بطبقة حاكمة جديدة تدير البلاد".

التعليقات (0)