هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي، إن "رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي اضطر لأن يرفع صوته في التحذير من مخاطر أمنية محدقة لإسرائيل في ظل المعلومات الأمنية المتوفرة لديه، التي تفيد بأن إسرائيل في حال هاجمت المرة القادمة بنى تحتية إيرانية، فإن الأخيرة سترد بقوة، وهذا قد يحصل في ظل أن إسرائيل ليس لديها حكومة مستقرة، ولا كابينت ملائم، والجيش لا يملك خطة سنوية منظمة، ولم يصدر بعد موازنته السنوية".
وأضاف
بن كاسبيت في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أن "هذه التطورات جعلت كوخافي يواجه كل هذه المخاطر وحده، ودون
مساعدة أحد من المستوى السياسي، ولذلك فقد تحدث بعد صمت طويل، محذرا من تدهور مفاجئ
للوضع في إسرائيل من اندلاع حرب شاملة قد تكون متعددة الجبهات، لأن الهدوء
القائم مضلل، وهي تواجه عددا كبيرا من الأعداء".
وأوضح
أن "تحذير كوخافي يمكن الفهم منه أن أي احتكاك محتمل قد يندلع فجأة، وبسرعة إلى
مواجهة شاملة، مع العلم ان التقديرات التي كانت سائدة حتى قبل هذه اللحظة، لم تكن
تتحدث عن ارتباط الجبهات بعضها ببعض، بحيث لا يعني اندلاع مواجهة مع حماس في غزة، أن
تنتقل إلى جبهة أخرى في الوقت ذاته على الجبهة الشمالية، والعكس صحيح".
وأشار إلى أنه "من الأهمية أن يختلف هذا التقدير اليوم، فالجيش الإسرائيلي سيكون ملزما
من الآن فصاعدا للاستعداد بالسرعة المطلوبة لإمكانية اندلاع مواجهة في الجبهة
الشمالية، وقد تنتقل فورا لمواجهة في نظيرتها الجنوبية، ومن يعلم فقد تندلع مواجهة
في جبهات أخرى ليس فقط من حزب الله، وإنما من خلال انضمام سوريا وإيران، ومن يعلم
فقد ينضم لواء تنظيم الدولة في سيناء كي ينفذ هجمات بحرية من الغرب".
وأكد
أن "كل ذلك تطلب إشعال الأضواء الحمراء في مقر وزارة الحرب في تل أبيب، مع أن
إسرائيل تواجه عددا من التحديات الأمنية، وعددا كبيرا من الأعداء منذ تأسيسها،
ولذلك فإن الوضع الأمني فيها بقي متوترا وهشا، مما يستوجب السؤال حول الدوافع
الحقيقية التي جعلت كوخافي يعرب عن قلقه الزائد هذه المرة، لعله يرى نفسه وحيدا في
مواجهة كل هذه التطورات المتلاحقة".
وأضاف
أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منشغل في قضاياه الداخلية، ويقاتل على
مصيره في ضوء الاتهامات الجنائية ضده، وباقي المنظومة السياسية والحزبية لديها الانشغالات ذاتها، كما أن الكابينت الأمني والسياسي يعيش حالة شلل، وحتى حين يجتمع فإنه
يشهد حالة من تسريب المحاضر بطريقة صبيانية، وخبرة أعضائه الاستراتيجية متواضعة
ومحدودة".
وأشار إلى أن "كوخافي يرى أن معظم قراراته العملياتية التي اتخذها انطلقت من أسباب ودوافع
ميدانية بحتة، بعيدا عن أية ضغوط سياسية، لكنه قد يخشى أن يحصل ذلك مع كثرة الضغوط
عليه من الحلبة السياسية والحزبية المحيطة به، مع عدم تناسي المعطيات الخارجية مثل
الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وتزايد القدرات الإيرانية، فضلا عن التفاعلات الحاصلة
في قطاع غزة، وقدرة حزب الله على إدخال كل إسرائيل للملاجئ".