هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف قائد سابق للجيش الإسرائيلي أن "التحديات الأهم التي تواجه المجتمع الإسرائيلي تكمن في الفجوات القائمة بين مختلف مكونات الدولة، والخلافات الاثنية بين السفارديم والاشكنازيم، مما يجعل منها تهديدات خطيرة تحيط بإسرائيل، والأكثر خطورة عدم توحدنا حول هدف واحد، لأنه حين يحصل انقسام في الدولة حول مفاهيم سلطة القانون والديمقراطية وواجبات المواطن، فإنه سيعمل على تفكيك المجتمع الإسرائيلي".
تفكك المجتمع الإسرائيلي
وأضاف
غابي أشكنازي القائد الأسبق للجيش الإسرائيلي، في حوار مطول مع صحيفة معاريف،
ترجمته "عربي21" أن "كل هذه
التهديدات تشكل خطرا على المشروع الصهيوني، مما يجعل منه التحدي الأساسي أمامه،
خاصة لدى استخدام الساسة الإسرائيليين مصطلحات ومفردات تقسيمية انفصالية حزبية،
تجعل من الصعب على الإسرائيليين الاستمرار في العيش هنا معا".
وأشار
أشكنازي، رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أنني "واجهت خلال
قيادتي للمنطقة الشمالية ظاهرة خطيرة تتمثل بتنازل الجنود عن إجازاتهم من الجيش، وعدم
رغبتهم بالعودة للبيت، لأنهم ببساطة ليس لديهم ما يأكلونه هناك، لم أصدق ما أرى
وأسمع، مما يجعلهم يبقون في قواعد الجيش دون مغادرة، ولذلك قررت العمل على جسر
الفجوات بين مختلف مكونات الجيش، وهذه الفجوات موجودة في باقي مكونات الدولة".
وأوضح
أشكنازي، العضو الثالث في تحالف أزرق-أبيض، أنني "حين تم تعييني قائدا للجيش
خلفا للجنرال دان حالوتس بعد انتهاء حرب لبنان الثانية 2006، كان الجيش في وضع فقد
ثقة الجمهور به، ولم يعد لديه ذلك الأمان الذاتي، والجنود لم يعودوا يؤمنهم
بأنفسهم وقدراتهم، فكان لابد من إعادة ترميم قدراته وثقته بنفسه، وجاهزيته وخططه
العملياتية، ومهنيته العسكرية، وتدريب الجنود وتعبئة المخازن".
وأشار
أنني "بعد أسابيع قليلة فقط من جلوسي في مقعد قائد الجيش، جاءني رئيس الاستخبارات
العسكرية عاموس يادلين ورجال الموساد، ووضعوا القنبلة على الطاولة، والمسدس جاهزا
للإطلاق، ومعهم الصور الجوية التي تثبت وجود مفاعل نووي سوري، بناه الأسد تحت نواظرنا،
دون أن نشعر به، كان أمامنا جملة تحديات في هذا القرار".
إسقاط الأسد
يشرح
أشكنازي هذه التحديات قائلا إن "أولها كيف ندمر المفاعل النووي دون الوصول
لحرب مع سوريا ، وثانيها في حال تدهورت الأمور إلى حرب فكيف يمكن الانتصار فيها، وثالثها
الحفاظ على سرية هذا العمل، ولذلك قليلون فقط من قيادة الجيش من علم به، ورابعها أن
نمنح الأسد هامشا لإنكار ما حصل، كي يصبح لديه فرصة لضبط النفس، والاستمرار وكأن
شيئا لم يكن".
ويكشف
النقاب أن "إسرائيل كان لديها أمل بأن تقوم الولايات المتحدة بهذه المهمة،
لكن رئيس الحكومة في حينه إيهود أولمرت قبل شهرين من تنفيذ العملية عاد من واشنطن
التقى بالرئيس جورج بوش الابن، وفهم منه أن إسرائيل ستقوم بذلك لوحدها، لقد كنا
قبل أسابيع فقط من تشغيل المفاعل السوري، وبذلنا جهودا حثيثة لا يمكن الحديث عنها
لمنع الأسد من الرد علينا بالحرب ردا على هذه العملية".
عمر سليمان
ينتقل
أشكنازي للحديث عن مصر، بالحديث عن "لقائه أواخر 2010 مع الرجل الثاني في
النظام المصري الجنرال عمر سليمان، الذي زار إسرائيل، وجلسنا سوياً جلسة مؤثرة،
لأن من أراد معرفة ما الذي يحصل في مصر فعليه بعمر سليمان، الرجل القوي في نظام مبارك".
ويضيف
أن "سليمان كشف له أن التخطيط كان في القاهرة بأن مبارك في حال تدهورت صحته، فإن
سليمان سيخلفه في مرحلة انتقالية على أن يتم انتخاب جمال الابن رئيسا لمصر، لكن الذي حصل أنه بعد شهر فقط من هذا
اللقاء مع أشكنازي، لم يعد سليمان في منصبه، ومبارك تمت الإطاحة به".
وأوضح
أن "هذه إشارة مهمة تتطلب من إسرائيل أن تكون مستعدة وحذرة لكل ما يحصل حولها،
وأكثر تواضعا في تقديراتها، هناك أحداث في المنطقة ليس لها مؤشرات استباقية، وقد
تحدث فجأة بدون مقدمات".
عند
الحديث عن الأسد في مرحلة ما بعد الثورة السورية، يقول أشكنازي أنني "بعكس كل
التقديرات الإسرائيلية التي توقعت سقوط الأسد، لكني قدرت أن الأمر سيستغرق زمنا، ومع
ذلك فقد وقفت بجانب الرأي القائل أنه يجب إسقاطه، لم أصدق أن داعش ستسيطر على أجزاء
واسعة من سوريا".
وأشار
أن "إسرائيل أخطأت استراتيجيا حين أفسحت المجال لقدوم إيران إلى سوريا، وكان
بإمكاننا أخذ دور بإسقاط الأسد بالتعاون مع الجيش السوري الحر والأكراد حتى نوفمبر
2015، حينها وصل الروس، وفي هذه اللحظة أغلقت نافذة الفرص أمام إسرائيل".
حماس
أشكنازي
يفرد حيزا واسعا من مقابلته مع معاريف للحديث عن حرب غزة التي قادها في 2008،
قائلا إن "نقاشا حيويا داخل المستوى السياسي الإسرائيلي سبق حرب غزة بالنسبة
لمستقبلها، بقيادة رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الحرب إيهود باراك ووزيرة
الخارجية تسيفي ليفني، وهذا النقاش تطلب إجراء تنسيق استراتيجي قبل أن نبدأ بإطلاق
النار".
ويضيف
أن "النقاش بدأ بطلب الكابينت من الجيش تدمير قوات حماس في غزة، وهذا طلب
مشروع وقابل للتنفيذ، لكن كان مطلوبا من المستوى العسكري أن أعرض الثمن الذي قد
تدفعه إسرائيل مقابل ذلك، كم يكلف، وماذا تعني التكلفة، وماذا سيحدث في اليوم
التالي داخل غزة، في هذه الحالة بدأنا نرى حماسة الوزراء تتراجع، وتقدير هدف الحرب
أخذ بالانخفاض والتقلص".
ويشير
إلى أنه "في النهاية تم التوصل إلى صيغة متوافق عليها بتغيير الواقع الأمني
في غزة، من خلال توجيه ضربة قوية لحماس، وإعادة الأمن، لأنه لم تكن هناك خطط جاهزة
للقضاء على حماس، هذا لا يعني أنه لا يمكن ذلك من خلال خطة معدة ومتكاملة".
أشكنازي
يكشف أن "الكابينت عرض فكرة إعادة احتلال مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة،
وزيادة الضغط على مدينة غزة، لكن لمن يذكر أنه حين أطلقت حماس الصواريخ على سديروت
بكثافة في ديسمبر 2018، كان هناك ضغط جماهيري وشعبي وإعلامي علينا، الكابينت اجتمع،
وتوقع الكثيرون أن تخرج عملية ضد حماس التي اختفت قيادتها تحت الأرض".
ويضيف
أنه "في نهاية الاجتماع وافق الكابينت على الخطة التي قدمتها، لكني طلبت منهم
تأجيلا، لأن قيادة حماس كلها اختفت، مع أن الجيش قبل عام من بدء عملية الرصاص
المصبوب بذل جهودا حثيثة لجمع معلومات أمنية عنهم، وأعددنا بنك أهداف، في يوم الجمعة
أصدرت قرارا بمنح الجنود إجازة عائلية، وكانت عملية تمويه مقصودة، وبدأنا نتصرف
كما لو أننا نعود لحياتنا الطبيعية".
ويختم
بالقول أنني "حينها بدأت أقرأ في الصحافة الإسرائيلية أن رئيس الأركان جبان،
وقيادة الجيش مترددة، ولا تدافع عن مستوطني الجنوب، وقد ساهمت هذه الانتقادات
بعملية التمويه على حماس، مساء الجمعة بدأت قيادة حماس تعود إلى أوضاعها الطبيعية،
وفي صباح السبت عادت غزة إلى طروفها التي سبقت الإخلاءات والتوتر، حينها بدأت الحرب،
وباقي القصة معروفة".