كاتب إسرائيلي يدعو لضرب الجيش التركي من أجل حماية "الأكراد"

شن كاتب يميني إسرائيلي، هجوما لاذعا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي "خان" الأكراد، منوها إلى أن الأكراد بحاجة للسلاح والمساعدة العسكرية، و"لا بأس" في ضرب "إسرائيل" للجيش التركي.

وأوضح الكاتب آرييه إلداد في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أنه شعر بالذهول نتيجة "خيانة الرئيس الأمريكي ترامب المكشوفة للأكراد"، مضيفا: "بعد أن صرح أنه مل القتال في حروب غبية لا تحقق أي منفعة للولايات المتحدة، ترك الأكراد لمصيرهم، ففي لحظة الاختبار خانوهم".

وذكر أن "قصة غرامنا (إسرائيل) مع الأكراد طويلة؛ فمنذ بداية الستينيات بعثنا ببعثات عسكرية، ومستشارين وسلاح، بل ومستشفى ميداني، لمساعدة الملا مصطفى البارزاني في كردستان".

وكشف أن "أحد قادة الجيش الإسرائيلي، العميد تسوري سجي، خطط وقاد معركة كبرى، هزمت فيها ألوية عراقية على أيدي الأكراد الذين كانوا أدنى قوة من العراقيين في العتاد والقوى البشرية".

ونوه إلى أنه في أيلول/سبتمبر 2017، جري استفتاء شعبي في الإقليم الكردي بالعراق، حيث أيد 92 في المئة إعلان الاستقلال، ولكن حكومة العراق فرضت حصارا جويا على الإقليم، وأغلقت المعابر البرية إليه، في حين لا يوجد مخرج بحري"، لافتا أن "المساعدة الاسرائيلية للأكراد في حينه كانت لفظية فقط".

وبعد "هزيمة" تنظيم الدولة على يد الأكراد بمساعدة أمريكية في أساسها عبر الجو، شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "ضعف ترامب، وقرر أن الوقت نضج لتصفية الحساب مع الأكراد"، بحسب الكاتب الإسرائيلي الذي نوه أن "ترامب خان الأكراد بلا تردد".

إقرأ أيضا: "نبع السلام" تتقدم ميدانيا.. وعلى المشارف الغربية لمنبج

وأعتبر أن ما قام به ترامب "ليس فقط إفلاسا أخلاقيا؛ فللأخلاق أهمية قليلة في اعتبارات القوى العظمى"، لافتا أن "ترامب لا يريد تبذير المال والجنود على "الحروب القبلية" التي لا تعني أمريكا، كما أنه أمتنع أيضا عن لجم عسكري لإيران في هجماتها الخطيرة ضد السعودية؛ وهو الهجوم الذي أثار قلقا كبيرا لدى الجيش الإسرائيلي وفي مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخاصة بسبب السلاح الدقيق الذي استخدمته إيران لشل نصف إنتاج النفط السعودي".

وأضاف: "هكذا يسعى ترامب إلى إخراج قواته من أفغانستان والعراق وحتى من أوروبا، فهو لا يريد أن يكون "شرطي العالم"، ولكنه ينسى أنه لا يوجد في هذا العالم فراغ، ففي المكان الذي يخرج منه، ستدخل روسيا".

وبين أن من "المحتمل أن نشهد المعركة الثالثة للانعزالية الأمريكية، تلك التي أعاقت دخول واشنطن في الحرب العالمية الأولى والثانية وأوقعت مصيبة على العالم"،

وبشأن ردود الفعل على عملة "نبع السلام" التركية، قال إلداد: "باستثناء تحذيرات هزيلة، الغرب يكتف اليدين"، مشيدا بتصريح نتنياهو "الحازم" والذي شجب فيه العملية التركية، وعبر عن استعداد "إسرائيل" لتقديم "المساعدة الإنسانية للأكراد".

ومع هذا التصريح، "يتبقى الآن أن نتبين، إذا كانت هناك أفعال خلف هذه التصريحات، فالمساعدة الإنسانية لا تكفي، والأكراد بحاجة إلى السلاح والمساعدة الجوية، وإذا في الطريق اضطرت إسرائيل إلى ضرب الجيش التركي، فلا بأس".

وتابع الكاتب الإسرائيلي: "لقد حان الوقت للتأشير لتركيا، أننا مللنا دعمهم العلني لحماس ومحاولاتهم السيطرة على أجزاء هامة من القدس"، مضيفا أن "الظروف معقدة، يجب وقف إيران وتركيا".

وأكد أن "إسرائيل لا يمكنها أن تجلس مكتوفة الأيدي في ضوء التهديد الجديد المتمثل بالصواريخ الجوالة الإيرانية التي تطلق من غرب العراق، ولا يمكنها أن تسمح لنفسها بتثبيت عسكري لوجود تركي في سوريا".

 واستعان إلداد، بالجملة الشهيرة للمؤرخ العسكري الروسي الجنرال كارل فون كلاوزفيتز، التي أكد فيها أن "الحرب هي استمرار للسياسة بشكل آخر"، منوها أنه "يمكن لنا ونحن نوجد في هذه النقطة التاريخية، أن تكون هناك حاجة لأن يكون المرء كرديا".