هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الغطاء الذي يوفره قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للرئيس الفلسطيني محمود عباس يظهرهم رهائن بين يديه، لأننا أمام ظاهرة جديدة من نوعها في الحلبة السياسية والأمنية الإسرائيلية مفادها أن كبار الجنرالات في الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد وجهاز الأمن العام-الشاباك، ينصبون أنفسهم للدفاع عن عباس وسلطته، مما يمكن وصفه فشلا أمنيا واستخباريا، وتعاميا عن الحقائق الخطيرة على أرض الواقع".
ووجه نداف هعتسني الكاتب اليميني في
مقاله في صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" انتقاداته إلى الجنرال درور
شالوم رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، لأنه "أعلن
إشادته برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، رغم أن الكثير من الإسرائيليين يرون
فيه شخصية محرضة على العنف، لكن أبو مازن، بنظر هذا الجنرال هو حجر الزاوية الجوهري
في الهدوء الذي تحياه إسرائيل منذ عام 2006".
وأضاف أن "الجنرال شالوم حين
يوجه التحية إلى محمود عباس، فهو يعني أنه ليس محرضا على تنفيذ الهجمات ضدنا، ولا
يبذل الجهود لنزع الشرعية عن إسرائيل، ولا يكف عن اتهامها بتنفيذ جرائم حرب، مع
العلم أنه في الوقت الذي يحظى فيه عباس بالإشادة من كبار ضباط أجهزة الأمن
الإسرائيلية، فإن السلطة الفلسطينية التي يقودها أقدمت على محو ما يتعلق
بالاتفاقات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من مناهجها الدراسية".
وأشار هعتسني، خبير شؤون الاستيطان
والأديان، وهو كاتب رأي دائم وذو نزعة يمينية، أن "هذه المناهج الدراسية هي
التي أعلنت اعترافا بحق قيام إسرائيل في الوجود، وهو ما يعني أن عباس بخطوته هذه يطلب منه أن يسلم المفاتيح لإسرائيل على الطاولة، ويغادر المشهد السياسي".
وأوضح هعتسني أن "الجنرال شالوم
في إشادته لعباس وسلطته، حظي بتوجيه التحية من بعض أقطاب الساسة الإسرائيليين، لاسيما
يوسي بيلين أحد الذين ورطونا في كارثة اتفاق أوسلو، وكأن هناك انسجام في الأفكار
بين بعض الجنرالات وبعض الساسة الإسرائيليين، مع أنهم يعترفون بأن تطلعاتهم اصطدمت
بالواقع المعاش مع الفلسطينيين، وتبخرت إلى غير رجعة، لكنهم في الوقت ذاته
يتجاهلون الحقائق القائمة".
وأكد الكاتب أن "الأمر لا يقتصر
على الجنرال شالوم، بل إن رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك نداف أرغمان أعلن هذا
الأسبوع دعمه لإعادة أموال المقاصة إلى السلطة الفلسطينية من خلال اجتماع الكابينت
المصغر الأخير، الذي قرر إنهاء أزمة أموال الضرائب مع السلطة الفلسطينية".
واستدرك بالقول بأن "وزراء
إسرائيليين حذروا أن هذه الخطوة خطيرة وخاطئة، وطلبوا تفسيرات لها، فيما اختار
شالوم وأرغمان الدفاع عن السلطة الفلسطينية".
وختم بالقول بأن "الغريب أن معظم
كبار ضباط الجيش والشاباك والموساد في الماضي والحاضر، إن لم يكونوا كلهم، يتجندون
للدفاع عن الأجهزة الأمنية التابعة لمحمود عباس في الضفة الغربية، ويواصلون
تأييدهم لضخ الأموال لهذه السلطة عبر الحسابات البنكية".