هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصلت ردود الفعل الدولية والإقليمية الرافضة والمتحفظة، على بدء تركيا عمليتها العسكرية "نبع السلام"، والتي دخلت يومها الثاني وفق المخطط العسكري المرسوم لها بحسب المسؤولين الأتراك.
ولا تبدو أنقرة مكترثة كثيرا بحجم التداعيات والتصريحات التي ترتبت على العملية، بقدر اكتراثها وتركيز اهتمامها على مجريات الخطط العسكرية وتقدم القوات ومجريات الأرض، باستثناء توضيحات صدرت على لسان الرئيس التركي، كشف فيها أسباب الغضب والحدة التي جاءت بتغريدات الرئيس الأمريكي وأسبابها .
وفي هذا الصدد قال الرئيس التركي لصحفيين أثناء عودته إلى بلاده بعد زيارة إلى صربيا، فجر الخميس، إن ترامب "مضطر للتغريد بهذه التصريحات لتخفيف الضغوط التي يتعرض لها"، وذلك في إشارة إلى "وعيد" الرئيس الأمريكي بتدمير الاقتصاد التركي، إن هي أنقرة "تجاوزت الحدود" في عمليتها.
وأضاف أردوغان، في تصريحات ترجمتها "عربي21"، أن ترامب اتخذ القرار الصحيح بشأن المنطقة الآمنة، لافتا إلى أنه شارك القرار التركي بالتحرك شرقي الفرات في مكالمة جمعتهما الأحد الماضي.
وتابع بأن ترامب يواجه ضغوطا من داخل إدارته، فضلا عن عدم التزام البيروقراطية العسكرية والأمنية في الولايات المتحدة بقراراته.
ولفت الرئيس التركي إلى وجود سياسيين وإعلاميين يمارسون ضغوطا على ترامب، وأن الأخير يخفف منها من خلال رسائل على تويتر.
وفي السياق كشفت مستشارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الأخير ونظيره الأمريكي دونالد ترامب تفاهما على طبيعة وأهداف عملية "نبع السلام" في الشمال السوري.
ففي حديث لقناة "سي أن أن" الأمريكية، قالت "غلنار ايبت" إن الزعيمين تفاهما بالتحديد حول ماهية العملية وحدودها وأهدافها.
اقرا أيضا : أنقرة: أردوغان وترامب تفاهما على طبيعة وأهداف "نبع السلام"
على الصعيد العربي كان لافتا حدة المواقف التي صدرت من بعض الدول العربية، والتي وصفت العملية التركية بـ"الغزو والعدوان والاحتلال"، فيما تداعت الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ السبت المقبل لبحث العملية ومستجداتها.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن الاجتماع يأتي تلبية لدعوة مصرية في هذا الخصوص، والتي لاقت تأييدا من عدة دول عربية.
وأكد زكي أن "العملية العسكرية التركية تمثل اعتداء غير مقبول على سيادة دولة عربية عضو بالجامعة، استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".
وانضمت الأردن والكويت إلى الدول التي أصدرت بيانات تدين عملية "نبع السلام" التركية ، وقال وزير الخارجية وشؤون المغتريين الأردني، أيمن الصفدي، في تغريدة عبر "تويتر"، إن الأردن يطلب من تركيا وقف هجومها على سوريا "فورا"، وحل جميع القضايا عبر الحوار في إطار القانون الدولي.
وتابع: "نرفض أي انتقاص من سيادة سوريا وندين كل عدوان يهدد وحدتها"، أما الكويت فسجلت موقفا أقل حدة من الأردن ودول عربية أخرى، إذ لم تصف "نبع السلام" بـ"العدوان" أو "الاحتلال"، إلا أنها طالبت بوقف العملية.
اقرأ أيضا : اشتعال جبهة رأس العين وأنباء عن سيطرة جيش تركيا على قريتين
وفي السياق بحث أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، علاقات البلدين، والتطورات الإقليمية، لا سيما في سوريا.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية الخميس، أن الجانبين استعرضا في اتصال جمعهما، مساء الأربعاء، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، "وسبل دعمها وتعزيزها".
ورفض وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو، الأربعاء، بشدّة انتقادات دول خليجية للعمليّة العسكريّة التركيّة في شمال سوريا، مُتّهما تلك الدول "بقتل وتجويع الكثير من المدنيّين" في اليمن.
ونقلت وكالة الأناضول التركيّة عن تشاوش أوغلو قوله: "لقد قتلتم وجَوّعتم الكثير من المدنيّين في اليمن، بأيّ حقّ تُعارضون الآن هذه العمليّة"، وذلك في ردّ واضح منه على انتقادات السعوديّة والإمارات.
وكانت وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إدانة السعودية لما وُصف بـ "العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا".
بدورها دعت وزارة الخارجية الإيرانية ،اليوم الخميس، تركيا إلى وقف هجومها العسكري على سوريا فورا وسحب قواتها من هناك.
وفي بيان بموقعها الرسمي أبدت الوزارة قلقها بشأن الوضع الإنساني والمخاطر المحدقة بالمدنيين في منطقة الصراع.
وجاء في البيان "وزارة الشؤون الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية... تؤكد (على ضرورة) الوقف الفوري للهجمات وخروج الجيش التركي من الأراضي السورية".
إسرائيليا ورغم انشغال الاحتلال الإسرائيلي بما يسمى "عيد الغفران"، فإن الساحة السياسية شهدت العديد من ردود الفعل والتعليقات على عملية "نبع السلام" التركية في شمال سوريا.
واعتبر عضو الكنيست "تسفي هاوزر"، عن حزب "أزرق أبيض"، أن "إسرائيل، بصفتها دولة قومية لأقلية إثنية في الشرق الأوسط، لا تستطيع إغماض عينيها عن معاناة الكرد في المنطقة"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
وزعم هاوزر أن "قتل الأكراد وترحيلهم، سيؤدي إلى موجة من اللاجئين، وتغيير التركيبة السكانية، وتكثيف عدم الاستقرار، حتى من منظور إسرائيل"، مطالبا حكومة الاحتلال "باستيعاب القواعد الجديدة للعبة في المنطقة، في ما يتعلق بجميع التحديات".
أما وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة عضو الكنيست المتطرفة، أيليت شاكيد، فقد كتبت على صفحتها في موقع "فيسبوك" أن "ذاكرتنا القومية تلزمنا برفض العنف الموجه ضد شعب، كذلك العنف التركي الموجه ضد الشعب الكردي شمال سوريا".
اقرا أيضا : أنقرة ترفض انتقادات دول الخليج التي "قتلت المدنيين" باليمن
وزعمت أنه "من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة، إقامة دولة كردية في المنطقة، من أجل الأمن والاستقرار".
وحثت شاكيد الغرب على "الوقوف بجانب" الأكراد، وقالت: "هم أكبر شعب في العالم لا يمتلك دولة، شعب عريق، يرتبط تاريخيا بعلاقة خاصة مع اليهود، إنهم يستحقون دولة".
وأضافت: "الأكراد بشكل عام، وخاصة أولئك الذين يسكنون في تركيا وشمال سوريا، هم العامل الأكثر تقدما والأكثر غربية في المنطقة".
من جانبه، قال الوزير الأسبق جدعون ساعر، وهو من أقطاب حزب "الليكود"، إنه "يجب على إسرائيل أن تسمع صوتا واضحا ضد المس بالكرد في شمال سوريا وعرض تقديم المساعدة الإنسانية".