هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تمكن رجل مشلول من المشي مرة أخرى بفضل التقنيات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي، وكان الشاب الفرنسي "Thibault" أصيب بالشلل قبل أربع سنوات بعد سقوطه 50 قدمًا من سطح ملهى ليلي.
ووفقا لخبر نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية وترجمته "عربي21"، تمكن الشاب من المشي بواسطة نظام روبوتي رباعي الأطراف، يتم التحكم فيه عبر إشارات من دماغه.
ونجح الشاب في السير لمسافة 10 أمتار دفعة واحدة وأجرى سلسلة من حركات الذراع المعقدة باستخدام الآلة المستقبلية.
وعلى الرغم من أن الهياكل الخارجية المدعومة بالطاقة كانت عنصرًا رئيسيًا في أفلام الخيال العلمي في هوليوود لعقود من الزمن، مثل فيلم الرجل الحديدي، فإن هذا هو أول مثال في العالم الحقيقي على نموذج يستخدم لمساعدة الأشخاص المصابين بإصابات شديدة تمنعهم من المشي أو تعيق حركتهم.
ويقول العلماء من جامعة جرينوبل الفرنسية والمسؤولين عن المشروع إن النظام الروبوتي "exosuit" يعد بتعزيز الاستقلالية ونوعية الحياة بشكل كبير لـ 20 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي المؤلمة الذين ينتهي بهم الأمر للجلوس على كرسي متحرك.
ومع ذلك، يقولون إن التحسينات الرئيسية لا تزال مطلوبة قبل أن يتم استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم غرس أجهزة استشعار، يحتوي كل منها على شبكة مكونة من 64 قطب كهربائي، على جانبي رأس الشاب بين الدماغ والجلد حيث يمكن أن تمتد القشرة الحسية، بحيث تكون هذه الشرائح قادرة على التواصل لاسلكيا مع جهاز كمبيوتر، مما يجعلها أكثر أمانًا وعمليًا من واجهات آلة الدماغ السلكية التي جربت في الماضي.
وقامت خوارزمية الكمبيوتر على مدار عامين بتدريب نفسها على فهم موجات دماغ ""Thibault أثناء محاولته نقل صورة رمزية حول لعبة فيديو على الشاشة، وفي النهاية، أصبح نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا بما يكفي للسماح للمريض بتجربة الزي الميكانيكي "الهيكل الخارجي" الذي يحتوي على 14 مفاصل.
مع تسخير السقف المنزلق للأمان وللمساعدة في تحقيق التوازن، سار المريض صعودًا وهبوطًا في مختبر بجامعة جرينوبل الفرنسية.
وقال الشاب الفرنسي: "شعرت أنني كنت أول رجل مشى على سطح القمر، فانا لم أتحرك لمدة عامين ونسيت ما كان عليه الوضع قبل اصابتي بالشلل، ونسيت أنني كنت أطول من الكثير من الناس في الغرفة وكان الأمر رائعًا للغاية آنذاك".
وذكرت الصحيفة بأنه حتى الآن ركزت معظم الأبحاث حول تحسين تنقل الأشخاص المصابين بالشلل، بالاعتماد على التحفيز الكهربائي للعضلات، باستخدام واجهات الدماغ الآلية.
أما النموذج الجديد "exosuit" يأخذ نهجا مختلفا جذريا، ومع ذلك تجاوز الجسم تماما.
وخلال تجارب المشي تمكن الشاب الفرنسي الذي أمضى عامين يتماثل للشفاء من المستشفى بعد سقوطه، من تنشيط الجهاز باستخدام دماغه سبع مرات من أصل عشر مرات.
وبعد ستة عشر شهراً من غرس أجهزة الاستشعار، كان قادرًا أيضًا على إكمال المهام ذات الأبعاد الثمانية بيديه وذراعيه بمعدل نجاح مماثل.
وقال المريض إن تحريك ذراع الهيكل الخارجي "EXO" باستخدام دماغه كان أصعب بكثير بسبب البراعة الأكبر المطلوبة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يشعر بالتعب الذهني باستخدام exosuit ، أجاب Thibault: "إنها مثل كل رياضة - عندما تبدأ الأمر صعبًا وفي البداية كنت متعباً للغاية، ولكن كلما تدربت أكثر، كلما كانت ممارستي أسرع".
وختمت الصحيفة خبرها بالقول، في حين أنه ليس من الممكن استخدام الهيكل الخارجي في المنزل بشكله الحالي، إلا أن الشاب أعرب عن أمله في أن يتمكن من نقل الذراع إلى المنزل في المستقبل القريب للمساعدة في المهام اليومية مثل الأكل.