هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واصلت أسواق المال العالمية الهبوط، لليوم الثاني على التوالي، بعد صدور بيانات أمريكية ضعيفة، وعودة شبح الركود، إلى جانب تزايد المخاوف بشأن الحرب التجارية.
وانخفضت الأسهم الأوروبية عند الفتح اليوم الخميس بعد يوم من تسجيل أسوأ أداء يومي منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعدما تلقت الولايات المتحدة ضوءا أخضر للمضي قدما في فرض رسوم جمركية على سلع أوروبية لكن الأسواق تجنبت خسائر أكبر بعدما جرى تقليص قائمة السلع.
"عقوبات أمريكية"
وقالت الولايات المتحدة إنها ستفرض رسوما جمركية بنسبة 10 بالمئة على طائرات إيرباص أوروبية الصنع و25 بالمئة على النبيذ الفرنسي والويسكي الإيرلندي وغيره والجبن من أنحاء القارة كعقاب على الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي على نحو غير قانوني لشركات صناعة الطائرات.
لكن سهم إيرباص قفز 3.5 بالمئة ليتعافى من تراجع بنسبة اثنين بالمئة أمس الأربعاء بعدما استثنت القائمة الأمريكية الجديدة بعض مكونات طائرات إيرباص.
وزاد المؤشر ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 0.3 بالمئة حيث تلقى دعما من شركات صناعة المنتجات الفاخرة التي لم تُدرج أيضا في القائمة الأمريكية الأصلية للرسوم الجمركية.
اقرأ أيضا: عقوبات أمريكية ضد أوروبا على خلفية نزاع تجاري منذ 15 عاما
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.04 بالمئة.
ويترقب المستثمرون المسوح المتعلقة بقطاع الخدمات في أوروبا والولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم.
وبورصة فرانكفورت مغلقة اليوم الخميس لعطلة عامة بمناسبة يوم الوحدة الألمانية.
وعانت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية من أشد خسائرها ليوم واحد في نحو ستة أسابيع، أمس الأربعاء، وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 494.22 نقطة بما يعادل 1.86 بالمئة إلى 26078.82 نقطة، ونزل المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 52.59 نقطة أو 1.79 بالمئة إلى 2887.66 نقطة، وانخفض المؤشر ناسداك المجمع 123.44 نقطة أو 1.56 بالمئة إلى 7785.25 نقطة.
"خسائر يابانية"
وتلقت الأسهم اليابانية ضربة اليوم الخميس، إذ تراجع المؤشر نيكي القياسي اثنين بالمئة بعد تقرير عن الوظائف في القطاع الخاص في الولايات المتحدة أعطى برهانا جديدا على أن الحرب التجارية مع الصين تؤثر سلبا على الاقتصاد.
ومما فاقم قلق المستثمرين، فتحت واشنطن جبهة جديدة في حربها التجارية مع أوروبا، ما دفع نيكي للانخفاض اثنين بالمئة إلى 21341.74 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ التاسع من سبتمبر أيلول. وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.7 بالمئة إلى 1568.87 نقطة، وهو أيضا أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أسابيع.
اقرأ أيضا: صدمة التصنيع الأمريكي تهز أسواق العالم.. "الأسهم تتهاوى"
وأمس الأربعاء، أظهرت بيانات أن التوظيف في القطاع الخاص بالولايات المتحدة تراجع في سبتمبر أيلول، وهو مؤشر جديد يبعث على القلق بعد تقرير يوم الثلاثاء أفاد بأن نشاط المصانع في الولايات المتحدة انكمش في سبتمبر أيلول بأكبر وتيرة في أكثر من عشر سنوات.
وبينما أنهت جميع المؤشرات الفرعية للقطاعات في بورصة طوكيو البالغ عددها 33 التداولات على انخفاض، قادت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية خسائر اليوم، إذ نزل قطاع التعدين 3.7 بالمئة وهبط مؤشر شركات تصنيع معدات النقل 2.5 بالمئة في ظل قلق المستثمرين من ركود أمريكي محتمل.
ومن بين مُصنعي السيارات، نزل سهم تويوتا موتور 2.5 بالمئة، فيما هوى سهم سوزوكي موتور أربعة بالمئة، وتراجع سهم نيسان موتور 2.6 بالمئة.
"النفط يستقر"
وفي أسواق النفط، استقرت العقود الآجلة للنفط إلى حد كبير اليوم الخميس، متخلية عن مكاسب حققتها في وقت سابق من الجلسة، في الوقت الذي طغت فيه المخاوف بشأن تدهور آفاق الاقتصاد العالمي والتي أضرت بشدة بالأسعار في الجلسة السابقة على آمال متواضعة بإنهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وبحلول الساعة 0657 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ثلاثة سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 57.66 دولار للبرميل، بعد أن هبطت اثنين بالمئة في الجلسة السابقة.
في غضون ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسعة سنتات أو 0.2 بالمئة إلى 52.73 دولار للبرميل بعد أن نزلت 1.8 بالمئة أمس الأربعاء.
وبلغت المؤشرات القياسية للأسهم العالمية أدنى مستوياتها في شهر يوم الأربعاء في الوقت الذي غذت فيه مؤشرات على تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي وأرباح ضعيفة في أوروبا المخاوف من أن الاقتصاد العالمي قد ينزلق صوب الركود.
وقال بنك إيه.إن.زد في مذكرة إن السوق تركز "اهتمامها بوضوح" على الأثر المحتمل لضعف النمو الاقتصادي على طلب النفط، مع تراجع المسائل المتعلقة بالإمدادات لتحتل مكانة أقل أهمية في الوقت الحالي.
كما تضررت الثقة أيضا في الجلسة السابقة جراء ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية 3.1 مليون برميل الأسبوع الماضي وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية وهو ما تجاوز بكثير توقعات المحللين بزيادتها 1.6 مليون برميل.
والعقود الآجلة لبرنت حاليا أقل من المستويات المسجلة قبل هجوم 14 سبتمبر أيلول على منشأتي نفط سعوديتين والذي تسبب في توقف ما يزيد عن نصف إنتاج المملكة لفترة وجيزة.