هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
روى شاب فلسطيني، رحلة هجرته من قطاع غزة، إلى بلجيكا، عبورا بعدد من الدول، اختار فيها السير على قدميه من اليونان إلى بلجيكا.
وفي حواره مع قناة الجزيرة مباشر، أشار الشاب الفلسطيني عمر عبد الباقي (30 عاما)، إلى أنه فضل السير على قدميه، على أن يركب مراكب الموت في البحر.
وتحدث الشاب الفلسطيني، عن تفاصيل رحلته من معبر رفح مرورا بمصر ووصولا إلى تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا وكوسوفو والجبل الأسود والبوسنة والهرسك وكرواتيا سولوفينيا وإيطاليا، وصولا إلى محطته الأخيرة بلجيكا.
وأوضح أنه تنقل بين غابات وثلوج أوروبا مشيا على الأقدام، خلال أربعة أشهر كانت مدة الرحلة، عاش فيها كافة تفاصيل الألم والعذاب والمغامرة.
وبالتفاصيل، حصل عبد الباقي، على تذكرة سفر إلى تركيا، بعدما فشل في الحصول على فيزا لدخول دولة البوسنة والهرسك من السفارة بالقاهرة.
وقال: "وصلت تركيا مع مجموعة من الأصدقاء، بدأت أفكر في الطريق الأنسب للهجرة والوصول إلى أوروبا، كان لدينا خياران للهجرة إما عن طريق البر أو البحر، قمت باختيار طريق البر، حتى أتجنب المعاناة السيئة التي يعاني منها المهاجرون في اليونان، والبُعد عن إجراءات التبصيم هناك"، مشيرا إلى أنه تلقى نبأ وفاة والده بعد خروجه من تركيا متوجها إلى اليونان.
اقرأ أيضا: إسرائيل تكشف عن خطتها لتسهيل الهجرة من غزة (تفاصيل)
ولفت إلى أنه كان يشك قدمه بالدبوس، كي يعرف أنها لا تزال على قيد الحياة، بعد ساعات طويلة مشيا في ثلوج أوروبا، وأقدامه كانت تغوص في الثلوج لمسافة 80 سنتيمترا.
وأثناء رحلته الطويلة، قضى الشاب الفلسطيني أياما صعبة في التنقل ما بين كوسوفو والجبل الأسود، لافتا إلى أنه مشى في رحلته في تلك المنطقة يوما ونصف اليوم تقريبا، لم يشاهد سوى الثعالب والدببة والغزلان والخنازير البرية والثلوج والأشجار السوداء.
وأضاف: "كان طعامنا خلال رحلة التنقل في الغابات، التونة، وعسل النحل"، وفي البوسنة "كنا نمشي ونحن نيام ولمدة ستة أيام، وكانت تمر علينا أيام صعبة في البوسنة، وخاصة مناطق الأرياف. كان التحدي الأكبر هو مواجهه الكلاب البوسنية، فقد كانت شرسة".
وأشار إلى أن زوجته وضعت ابنه الثالث، في طريقه داخل البوسنة، وكان من الصعب التواصل مع أهله إلا بعد يومين لعدم توفر الإنترنت في طريق الجبال والثلوج، منوها إلى أن معاملة رجال الشرطة مع المهاجرين، كانت توحي بالعداء، وتعرضوا للضرب.
وتابع: "كان الهدف الوصول إلى سراييفو، ومنها إلى كرواتيا. ذهبنا إلى أحد الفنادق على الحدود البوسنية وهي أشبه بمشرحة تضم جرحى نتيجة الاعتداءات من الشرطة الكرواتية المعروفة بالقسوة".
وأضاف: "كنا نواجه أشجارا من الشوك والأمطار والضباب، حتى نتمكن من الوصول إلى مدينة ميلانو الإيطالية.. وأمضيت ثلاثة أيام في الطريق من "تريستا" الإيطالية إلى بلجيكا، حتى نجحت في النهاية بالوصول إليها في منتصف نيسان/ أبريل 2019".