لماذا يفقد حفتر دعم روسيا وفرنسا؟

نشر موقع "نيوز. ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تأييد أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمقترحات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، المتمثلة في توسيع ولاية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ليبيا.
 
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الأمين العام يعتقد أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يجب أن تكون قادرة على توفير أقصى قدر من المساعدة للأطراف المتحاربة للحفاظ على الهدنة. وفي الأثناء، يستمر النزاع بين طرابلس، حيث تقع حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بقيادة فايز السراج، وطبرق حيث تقع السلطة في أيدي القائد العسكري خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي الذي يسيطر عليه. وتجدر الإشارة إلى أن نتائج هذا الصراع تعتمد على موقف القوى الخارجية.
 
وأكد الموقع أن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أن ردود الفعل إزاء المقترحات المقدمة كانت إيجابية. وأضاف نيبينزيا قائلا: "لست متأكدا من أننا في المستقبل القريب سنكون قادرين على حل هذه المشكلة تماما، ولكن بالطبع ستتم الاستجابة لمقترحات غسان سلامة وستُؤخذ بعين الاعتبار".

وأشار الموقع إلى أن روسيا، على غرار فرنسا، تعتبر من الدول الرئيسية التي تؤثر على التسوية في ليبيا. ويبدو أن باريس مثل موسكو، دعمت لوقت طويل خليفة حفتر. لكن في الآونة الأخيرة، نأت موسكو بنفسها بعيدا عن زعيم الجيش الوطني الليبي. وفي التاسع من أيلول/ سبتمبر، من المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي بنظيره الروسي سيرغي شويغو. وخلال المحادثات، سيناقش الطرفان مسألة السيطرة على إمدادات الأسلحة في الأراضي الليبية. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهمية التعاون بين روسيا وفرنسا في التغلب على الأزمة الليبية.

اقرأ أيضا:  صحيفة فرنسية: كل الأدلة تدين باريس في ليبيا

وأضاف الموقع أن بعض وسائل الإعلام ذكرت أن حفتر قام بزيارة موسكو قبل قمة مجموعة السبع بفترة وجيزة. وفي الحقيقة، قد يكون ذلك مجرد دعاية متعمدة، يستخدمها القائد العسكري الليبي من أجل تقديم صورة جيدة عنه أمام الرأي العام، وخلق وهم الدعم من قبل عديد الدول.
 
بالنسبة للكرملين، لم يعد خليفة حفتر هو المرشح الأفضل في ليبيا، وذلك نتيجة تردده في التفاوض وهزائمه المتعددة في المجال العسكري. وحسب الخبير الروسي ورئيس مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية المبتكرة كيريل سيمينوف "لقد تغيرت طريقة تعامل فرنسا مع المشكلة الليبية".
 
ونقل الموقع عن سيمينوف قوله إنه "تتخذ كل من روسيا وفرنسا مواقف أكثر حذرا من ذي قبل فيما يتعلق بالمسألة الليبية، حتى أن مواقفهما تقترب من الحياد بين طرابلس وطبرق. وخلال الأيام الأولى لهجوم حفتر على العاصمة الليبية، كان هناك دعم ملموس له من قبل موسكو وباريس". وأوضح الخبير أنه "مع انتقال المبادرة إلى حكومة الوحدة الوطنية، أدرك كلا البلدين أن الآمال الموضوعة على قائد الجيش الليبي لا يمكن التعلق بها. كما أنه من الخاطئ مواصلة الرهان على خليفة حفتر".
 
وفي الختام، أشار الموقع إلى أنه من المتوقع أن تنضم إيطاليا لكل من روسيا وفرنسا، لتحاول الدول الثلاث العودة إلى شكل مؤتمر الحوار الوطني. وفي الوقت نفسه، لم تعد طرابلس مهتمة بالمفاوضات مع حفتر، أو أي حل دبلوماسي للنزاع. ومن جهته، يعتقد حفتر أن الحوار السلمي ووقف الأعمال القتالية يمكن أن يدفنوه كشخصية سياسية. كما يأمل حفتر في الحصول على المزيد من الدعم من مصر والسعودية، خاصة أن كلاهما يعتبران أن خسارة حفتر تعني تلقائيا فقدان كل نفوذهما في ليبيا.