ملفات وتقارير

مراقبون: هذه أهداف زيارة نتنياهو للمسجد الإبراهيمي بالخليل

قال مراقبون فلسطينيون إن "زيارة نتنياهو تتعلق بالدعاية الانتخابية الإسرائيلية بشكل أساسي"- جيتي
قال مراقبون فلسطينيون إن "زيارة نتنياهو تتعلق بالدعاية الانتخابية الإسرائيلية بشكل أساسي"- جيتي

يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو استعداداته لخوض انتخابات الكنيست المقررة الشهر الجاري، ويسعى لتعزيز جبهة حزبه اليميني "الليكود" عبر توطيد علاقاته مع الجمعيات والمنظمات الاستيطانية المختلفة، والتأكيد على استمرار البناء الاستيطاني بالضفة.


ومهد نتنياهو زيارته لمدينة الخليل وتحديدا المسجد الإبراهيمي منذ أسابيع، لتحقيق أهداف عدة أوضحها مراقبون فلسطينيون بأنها "تتعلق بالدعاية الانتخابية بشكل أساسي، والإمعان أيضا في التوسع الاستيطاني".


ويرى الناشط في لجنة الدفاع عن مدينة الخليل هشام الشرباتي أن "رسالة نتنياهو عبر زيارته هذه هي للمستوطنين المتطرفين، بأنه يسعى إلى تدعيم الجهد الاستعماري في قلب المدينة، حيث يضع حجر أساس لمبنى استيطاني جديد ويعقد لقاءات مع غلاة الاستيطان في المدينة".


ويؤكد الشرباتي في حديث لـ"عربي21" أن "نتنياهو يمارس مختلف أنواع الانتهاكات لتعزيز حضوره الانتخابي"، مشيرا إلى أنه "قام قبل أيام بقصف ثلاث دول في ليلة واحدة، واليوم يسعى لتدشين مبنى استيطاني جديد، ضمن سعيه الدائم لزيادة قوة حزبه وتعزيز تحالفه مع قوى اليمين المتطرف؛ وذلك كون مستوطني الخليل هم في أقصى يمين الخريطة السياسية".


ويضيف أن "نتنياهو يسعى لاسترضاء هؤلاء المستوطنين سواء بالتصويت للحزب، أو كسب أصواتهم ومواقفهم في أي تحالف سياسي مع قوى اليمين خلال المرحلة المقبلة".

 

اقرأ أيضا: نتنياهو يقتحم المسجد الإبراهيمي: سنبقى بالخليل للأبد (شاهد)


ويبين أن الاحتلال ومنذ الانتهاء من صلاة الظهر قام بإغلاق كل الحواجز المؤدية إلى المسجد الإبراهيمي، مع تواجد وانتشار مكثف للجنود داخل المنطقة المغلقة في شارع الشهداء، كما يعتلي بعضهم الأسطح في المكان مع وجود قوات راجلة على الأرض.


ويلفت الشرباتي إلى أن الفلسطينيين الذين يسكنون هذه المنطقة يحظر عليهم الدخول إليها إلا عبر الحواجز العسكرية، وتم إبلاغهم بأنه يحظر التجول خلال الزيارة لمدة أربع أو خمس ساعات، لافتا إلى أن الاحتلال استنفر في المدينة وقام باستدعاء أحد النشطاء في حملة "ارفعوا الإغلاق عن مدينة الخليل" وأبقى على احتجازه في مركز "عتصيون" للتحقيق معه.


ويتابع: "الاحتلال يحاول منع أي تواجد للفلسطينيين في المدينة خلال هذه الزيارة التي تعزز مفهوم الاستيطان في الخليل، التي أثخنها الاستيطان وما زالت تعاني جراء سياسات العزل والإغلاق".


بدوره، يؤكد مدير المسجد الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو اسنينة أن "الاحتلال ما زال جاثما فيه ولا يسمح لأي وافد أو زائر أو مصلٍ بالوصول إليه، إلا من خلال بوابات لولبية نصبت على مداخله وجميع الطرق المؤدية إليه".


ويوضح لـ"عربي21" أن "نتنياهو يزور المسجد لتحقيق عدة أهداف أولها الدعاية الانتخابية والثورة السياسية التي يريد أن يحدثها قبل الانتخابات كي يكسب اليمين المتطرف إلى جانبه، حيث يهدف إلى استمالة كل الأصوات التي من الممكن أن تؤيد سياساته".


ويشير إلى أن "الهدف التالي هو تأكيده على شرعية الاستيطان في الخليل والذي ينهش منازل الفلسطينيين وأراضيهم ومقدساتهم، بينما يريد كذلك أن ينفذ اعتداء صارخا على المقدسات الإسلامية بعد تدنيس المسجد"، على حد تعبيره.


ويضيف: "هذه الزيارة تأتي في المقام الأول لاستفزاز مشاعر المسلمين في كل المعمورة وليس فلسطين وحدها، وأنها لا تأتي عبثا أو صدفة بل عن طريق تخطيط مرتقب، فالحرم مرت عليه أيام وليال وسنوات طويلة ومناسبات يهودية لماذا لم نر نتنياهو يزوره في حينها؟ إذا فالهدف سياسي بحت وممنهج ومدروس وهو تثبيت شرعية الاستيطان وعمل دعاية انتخابية".

 

اقرأ أيضا: توتر في الخليل المحتلة قبيل اقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي


ويؤكد أبو اسنينة أن "إدارة المسجد منذ أن علمت بأمر الزيارة أصدرت بيانات عدة تدعو فيها المصلين للتواجد المكثف في المسجد الإبراهيمي والصلاة فيه لتأكيد قدسيته وإسلاميته، كما دعت الخطباء والمدرسين والدعاة والأئمة إلى الصلاة داخله رغم تشديد الاحتلال من خناقه في محيطه ونصب الحواجز والتنكيل بالمواطنين في محاولة لإبعادهم عنه".


وشدد نتنياهو خلال كلمة له أثناء تواجده قرب مدخل المسجد الإبراهيمي على أن "إسرائيل ستبقى في الخليل للأبد"، مشيرا إلى نيته تكثيف الاستيطان فيها ودعم المستوطنين الذين يحتلون منازل فلسطينية ويقيمون بؤرا لهم هناك.


وكانت سبقت زيارة نتنياهو للمسجد زيارة الرئيس الإسرائيلي له مع عدد من المرافقين، كما أغلق الجنود ما يسمى بحاجز أبو الريش العسكري الذي يوصل الفلسطينيين للمسجد.


من جهته، يعتبر المحلل السياسي الفلسطيني بدران جابر أن "الزيارة تأتي ضمن الصراع الانتخابي مع القوى السياسية الأخرى، وخاصة بعد أن تبين أن نتنياهو لن يحظى بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا فذهب للبحث عما يحفز المستوطنين للتصويت لحزبه".


ويقول في حديث لـ"عربي21" بأن نتنياهو لجأ إلى مجموعة المتطرفين من المستوطنين ووجد فيها الفرصة الضائعة له ليركن إليهم في إصدار الوعود بضم الخليل وشرعنة الاستيطان، مبينا أنها امتداد لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم الاستيطان والاحتلال.

 

ويردف قائلا: "الزيارة تؤكد للمستوطنين أن نتنياهو متمسك بجوهر الحركة الصهيونية الاحتلالي، الذي يستهدف الاستيلاء على الأرض وتهويد الخليل كما حصل في القدس المحتلة، وهذا معناه أن ما بعد الزيارة سينعكس على واقع المدينة القاتم أصلا".


ويرى جابر أن الإجراءات الإسرائيلية المتمثلة في إقامة عشرات الحواجز العسكرية ومنع التجول وإغلاق المدارس ومنع التجمهر، لن تدفع الشارع الفلسطيني للاستسلام أمام الاحتلال الذي لا يريده حيا على أرضه، معتبرا أن هذه التظاهرة السياسية الانتخابية ليست أكثر من قفزة في الهواء يجب أن تأخذ صداها في الساحة العربية وبين المطبعين العرب ليردوا على فشله.


وكان شبان فلسطينيون قاموا بحرق صور نتنياهو في شوارع المدينة، تزامنا مع الزيارة ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة التي اعتقلت شابين خلال ذلك.

التعليقات (1)
محمد يعقوب
الأربعاء، 04-09-2019 05:53 م
لم نسمع أي تعليق من سلطة عباس وشركاه (على بابا والأربعين حرامى). لم يصدر عنهم أي إحتجاج أو تنديد أو أو. ربما كانت عصابة المقاطعة مشغولة بتوفير إحتياجات السفارات المائة المنتشرة في أنحاء المعمورة. أو ربما تكون السلطة مشغولة بصحة الرئيس لأنه عطس في ألأمس ويتبارى الجميع في كسب رضاه، بأن يكون ألأول الذى يطمئن على صحة سيادته!!! إنها سلطة عار، سلطة تنازلات،سلطة فساد، عرفت أن الوقت من ذهب، وأن القضية ذابت في صفقة القرن، وعلى كل واحد منهم هبش ما يستطيع من مال وأراضى وما إليه...