هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نددت شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" الثلاثاء بقرار واشنطن وقف تنفيذ الحظر المفروض على تعامل الشركات الأمريكية معها، وقالت إن الخطوة لا تغير حقيقة تعرّضها لـ"معاملة جائرة".
وعلقت وزارة التجارة الأمريكية للمرة الثانية ولمدة 90 يوما تنفيذ إجراءات صارمة تمنع بيع شركة "هواوي" مكونات وخدمات، وتحظر شراء تجهيزاتها.
كذلك أعلنت الوزارة أنها ستدرج 46 كيانا إضافيا في قائمة الشركات التابعة لـ"هواوي" والتي سيشملها الحظر في حال تم تطبيقه بشكل تام، ما يرفع عدد الكيانات المدرجة في القائمة إلى أكثر من مئة.
وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق من العام الحالي فرض الحظر على الشركة الصينية التي تتّهمها بالتعامل مع الاستخبارات الصينية، وهو ما تنفيه الشركة.
وردت هواوي في بيان جاء فيه أنه "من الواضح أن هذا القرار المتّخذ في هذا التوقيت بالذات مسيّس ولا علاقة له بالأمن القومي" الأمريكي، مضيفة أن الإجراءات الأمريكية "تنتهك المبادئ الأساسية للمنافسة في السوق الحرة".
اقرأ أيضا: اتهامات لهواوي بمساعدة دول إفريقية بالتجسس على معارضين
وتابع البيان بأن الإجراءات "لا تصب في مصلحة أي طرف، بما في ذلك الشركات الأمريكية"، وأضاف أن محاولات خنق هواوي "لن تساعد الولايات المتحدة في تحقيق الريادة في المجال التكنولوجي".
وتابعت الشركة الصينية بأن تمديد وقف تنفيذ الحظر "لا يغير حقيقة أن هواوي تعرّضت لمعاملة جائرة".
وتتيح الخطوة لهواوي مواصلة شراء مكونات أمريكية تستخدمها في صناعة هواتفها وشبكاتها، كما أنها تسمح للشركات الأمريكية بمواصلة شراء تجهيزات الشركة الصينية.
وهواوي هي ثاني أكبر شركة لبيع الهواتف الذكية في العالم، وتعتبر رائدة عالمياً في معدات الجيل الخامس، ولكن يعيقها الحصول على الأجهزة وبرامج الكمبيوتر الرئيسية ومن بينها رقائق الهواتف الذكية.
وأعلن وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس في بيان أنه "فيما نواصل حض المستهلكين على الابتعاد عن منتجات هواوي، نقر بأن هناك حاجة لمزيد من الوقت للحؤول دون حدوث أي خلل".
وكانت "هواوي" قد قدمت في وقت سابق من الشهر الحالي نظام تشغيل جديدا تجهز به هواتفها النقالة أطلقت عليه تسمية "هارمونيوس".
ويعتبر هذا النظام أساسيا لبقاء الشركة نظرا إلى أن تطبيق الحظر يمكن أن يحرمها من استخدام نظام التشغيل "أندرويد" التابع لـ"غوغل".
اقرأ أيضا: واشنطن تحظر رسميا توقيع عقود عامة مع هواوي
وتعتبر هواوي نقطة ارتكاز في حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية الأوسع مع الصين. ونشر ترامب، الأحد، تغريدة في حسابه على موقع التواصل تويتر، قائلاً فيها إن الولايات المتحدة "تبلي حسناً مع الصين، وتتحدث معها!"، وذلك بعد أن لمح المستشار الاقتصادي لاري كودلو إلى توصل الحكومتين إلى اتفاق.
وفي الوقت نفسه، ادعى وزير التجارة ويلبر روس في ظهور على قناة "فوكس بيزنس"، الاثنين، أن البائعين الصينيين تحملوا "كل أو جزءا من الضربة" بسبب رسوم ترامب الجمركية على البضائع الصينية الصنع.
ورغم أن التمديد يعد أمراً جيدا بالنسبة لشركة هواوي، فلا تزال الشركة تعارض إدراجها على القائمة السوداء، حيث إن الحكومة الأمريكية وسّعت الآن حظرها ليشمل هواوي و118 شركة تابعة لها.
وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترة طويلة بأن هواوي تشكل تهديداً على أمن البلاد القومي، حيث ادعت أن بإمكان بكين استخدام منتجات الشركة للتجسس على الدول الأخرى. وقد دفع هذا الادعاء الحكومة الأمريكية إلى حث حلفائها على تقييد أو حظر استخدام معدات هواوي في شبكات الجيل الخامس الخاصة بهم – جهود من شأنها إلحاق الضرر بجهود هواوي في خطتها لأن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في الجيل التالي من التكنولوجيا اللاسلكية.
وكانت قد صعدت واشنطن معركتها مع شركة هواوي في شهر مايو/أيار بعد أن وضعت الشركة على القائمة السوداء التجارية، ومنعت الشركات الأمريكية من بيع برامج الشركة ومنتجاتها دون ترخيص.
وقد تسببت هذه القيود في خلق حالة من عدم اليقين في ما يتعلق بعلاقات الشركة مع شركائها، من بينها غوغل ومشغلو الهواتف المحمولة الذين يبيعون هواتفها الذكية.