ملفات وتقارير

من يستهدف "العسكري" بالسودان بإعلانه عن "محاولة انقلابية"؟

المجلس العسكري في السودان أعلن الأربعاء إحباط محاولة انقلاب هي الرابعة خلال وقت قصير- جيتي
المجلس العسكري في السودان أعلن الأربعاء إحباط محاولة انقلاب هي الرابعة خلال وقت قصير- جيتي

يثير إعلان المجلس العسكري في السودان إحباطه محاولة انقلابية الأربعاء، مخاوف لدى قوى معارضة في البلاد، من أن يكون هذا الإعلان مقدمة لتبرير إجراءات اقصائية ضد قوى بعينها، لا سيما الإسلاميين.


وبعد ساعات من إعلان المجلس العسكري الحاكم في البلاد عن إحباطه ما قال إنها "محاولة انقلابية"، شنت قوات الأمن السودانية الخميس، حملة اعتقالات طالت قيادات عسكرية وسياسية في البلاد طالت قيادات في التيار الإسلامي بينهم القيادي في حركة الإصلاح الآن الإسلامية أسامة توفيق.
وطالت الاعتقالات القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني كمال عبد اللطيف، والأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، ووزير الخارجية الأسبق علي كرتي، حسب وسائل إعلام سودانية.

وفي وقت سابق، نفت الحركة الإسلامية في السودان أي علاقة لها بما أعلنه المجلس العسكري بشأن "المحاولة الانقلابية"، وفق بيان أصدرته في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء.

وقالت في بيانها: "نسب اليوم في بيان صادر من المجلس العسكري اتهام لبعض من قادتها بالمشاركة في محاولة انقلابية، الأمر الذي لا يتفق ورؤية الحركة لأهمية الاستقرار والوفاق في هذه المرحلة".

وأضافت: "تنفي الحركة أي مشاركة أو نية لها لعمل من هذه الشاكلة وتدعو الجهات التي أصدرت هذا الاتهام لتمليك كل المعلومات والبراهين والأدلة للرأي العام حتى تتضح الحقيقة للجميع".

المحلل السياسي السوداني شرف محمد الحسن، لم يستبعد أن يكون تكرار الإعلان عن محاولات الانقلاب في السودان "مقدمة" لاتخاذ إجراءات ضد أطراف سودانية معارضة، خاصة مع الإعلان عن أربع محاولات انقلاب خلال وقت قصير، كان آخرها الأربعاء.


ورأى في حديث لـ"عربي21" أن الإعلان عن محاولة الانقلاب في هذا الوقت تحديدا ربما كان الهدف منه حث قوى الحرية والتغيير على الإسراع في ترتيب أوراقها مع جميع الأطراف المنضوية والمتحالفة معها، بهدف الخروج باتفاق يلبي طموحات المجلس العسكري.


في المقابل قال الحسن: "ربما يستخدم المجلس محاولات الانقلاب لفرض حظر على أطراف أخرى خارج الاتفاق السياسي، لا سيما الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني، خاصة وأنها اتهمت بتدبير المحاولة مع أطراف أخرى داخل الجيش، ولذلك فإن هذا الإعلان سيتخذه المجلس مبررا لممارسة مزيد من التضييق على الإسلاميين ورموز النظام السابق على حد سواء".

 

اقرأ أيضا: معلومات خاصة لـ"عربي21" عن "المحاولة الانقلابية" بالسودان

ومتحدثا عن شكل تلك الممارسات قال الحسن: إن لم يمارس المجلس تصفية سياسية للإسلاميين بمحاكمات واعتقالات كما جرى في مصر، فإنه سيحاول بكل الوسائل اقصائهم عن المشهد السياسي للحيلولة دون تصدرهم المشهد في المرحلة القادمة".


بدروه قال المحلل السياسي السوداني محمود جحا، إن حالة الفراغ السياسي الحاصلة الآن في السودان، تجعل معادلة الحكم تعاني اختلالا واضحا، ما يدفع المجلس العسكري للبحث عن تأييد سياسي أكبر لموقفه.


ورأى جحا في حديث لـ"عربي21"أن المجلس العسكري يتأثر بحالة النقصان السياسي الحاصل في البلاد، ذلك أن العناصر التي تقود الثورة، لا تمثل المشهد السياسي، وغير متحدة بشكل كامل، ما أحدث فراغا سياسيا شجع بعض الطامحين للقيام بانقلابات متتالية بهدف السيطرة على المشهد.


واعتبر أن الإعلان عن محاولة انقلاب، هو نوع من المناورة والتكتيك التي يمارسها المجلس لتحصيل المزيد من المكاسب السياسية، كونه يتعرض لضغوط داخلية واقليمية ودولية، شديدة ولا يعمل بشكل مريح، وهذا ما جعله يسعى باستمرار للاتكاء على تأييد سياسي قوى، ما يدفعه لإبرام تحالفات تساعد في تجاوز المرحلة.

وكان الجيش السوداني أعلن الأربعاء أنه أحبط "محاولة انقلاب" كانت تهدف إلى "إجهاض ثورة الشعب المجيدة وعودة نظام المؤتمر الوطني البائد للحكم وقطع الطريق أمام الحل السياسي المرتقب الذي يرمي إلى تأسيس الدولة المدنية التي يحلم بها الشعب السوداني".

وذكر أن المحاولة الانقلابية "شارك فيها الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد رئيس الأركان المشتركة وعدد من ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني برتب رفيعة بجانب قيادات من الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني البائد".

 

وكانت مصادر موثوقة كشفت لـ"عربي21" معلومات جديدة بشأن ضباط الجيش والسياسيين المعتقلين على ذمة التخطيط لمحاولة إنقلابية في السودان فجر اليوم الأربعاء.

وأوضحت أن حملة الاعتقالات حتى اللحظة، شملت 14 عسكريا برتبة لواء و40 عميد و 70 ضابط من الرتب الأدنى، إضافة إلى 15 ضابطا في جهاز الأمن والمخابرات الوطني.

 

اقرأ أيضا: اعتقالات متواصلة بالسودان تطال سياسيين وإعلاميين

وأكدت المصادر أعتقال الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول للرئيس المعزول عمر البشير، وجرى اقتياده من منزله في جنوب الخرطوم نهار الأربعاء.

ومن السياسيين، اعتقل كمال عبد اللطيف وهو أحد كبار قادة حزب البشير "المؤتمر الوطني" إضافة إلى كونه وزيرا سابقا، وانضم بذلك إلى البروفسور الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية المتحالفة مع نظام البشير، والقيادي في حزب المؤتمر الوطني علي كرتي.

وقالت وسائل إعلام سودانية إن المجلس العسكري وقوات الدعم السريع أعتقلت رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن هاشم محمد عبد المطلب، بعد تسجيلهم لعريضة تطالب رئيس المجلس العسكري بأن يوقف استفزاز قوات الدعم السريع للجيش السودان، وسحبها من العاصمة القومية.

التعليقات (0)