ملفات وتقارير

سياسيون: وفاة مرسي تستوجب اصطفاف المعارضة ضد السيسي

سياسيون ومحللون توقعوا أن تشكل وفاة مرسي منحى جديدا في علاقة المعارضة بالنظام المصري- جيتي
سياسيون ومحللون توقعوا أن تشكل وفاة مرسي منحى جديدا في علاقة المعارضة بالنظام المصري- جيتي

قال سياسيون ومحللون إن وفاة الرئيس محمد مرسي أثناء محاكمته، الاثنين، في ما يسمى بقضية التخابر، تضع أطياف المعارضة المصرية كافة أمام مسؤولياتها في الاصطفاف أمام نظام قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي.


وتوقع سياسيون ومحللون تحدثوا لـ"عربي21" أن تشكل وفاة الرئيس مرسي منحى جديدا في علاقة المعارضة بالنظام المصري من جهة، وبعلاقتها مع بعضها البعض من جهة أخرى.


إلا أن البعض استبعد أن تتغلب المعارضة المختلفة والمتباعدة في العديد من الأسس والمبادئ على خلافاتها المستعصية على الحل منذ سنوات، على الرغم من هول الحدث. 


مرسي لم يكن حجر عثرة

 
وفي هذا السياق، قال السياسي المصري والنائب السابق، أسامة سليمان: "لم يكن الرئيس حجر عثرة أمام المعارضة لكي تتوحد لإنقاذ ثورة المصريين، بل كان أحد أهم أيقوناتها وإن اختلف معه البعض لدوافع لا وقت للخوض فيها الآن، فهو كان ممثلا شرعيا للثورة وللشعب الذي أتى به أول رئيس مدني منتخب بإرادة شعبية حرة لا شبهة تزوير فيها، وتحمل أعباء المسؤولية صامدا طيلة 6 سنوات حتى لقي حتفه من أجل وطنه وشعبه، ويكفي أن آخر ما نطق به هو وطنه وشعبه عندما استشهد ببيت من الشعر، بلادي وإن جارت علي عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا علي كرام".

 

اقرأ أيضا: نائب بريطاني يدعو لتحقيق دولي مستقل بوفاة الدكتور مرسي

وأضاف لـ"عربي21": "لكن البعض وعلى رأسهم النظام الإنقلابي كان يروق له أن يضع الرئيس عقبة كي لا يحرك أي مياة راكدة، وانطلت الخديعة للأسف على الكثير، لكن الآن وأمام هذا المنعطف الجديد يجب أن يخرج الشعب والقوى الحية فيه والنخبة جميعا بهدف واحد وهو إسقاط الانقلاب والتخلص من حكم العسكر والعودة للشعب ليقرر وحده من يحكمه".


نقطة من أول السطر

 
من جهته؛ قال المحلل السياسي، ممدوح المنير، إنه "بكل تأكيد ستكون وفاة مرسي نقطة احتشاد وتوحد لكثير من فئات الشعب المصري ضد نظام السيسي، وخصوصا أن الشعب فعليا أصبح لديه كراهية شديدة للسيسي ونظامه بعد انكشاف زيف الوعود الكاذبة بالرخاء التي أطلقها خلال السنوات السابقة، حتى الشرائح التي كانت تؤيد السيسي انفض معظمها عنه عندما وجدوا أنه لا يقيم وزنا لأحد سوى رجال الجيش و الشرطة ولا قيمة للمواطن العادي حتى من المؤيدين له".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لكني أعتقد أن مشكلتنا الأساسية ستكون في المعارضة المصرية وليس في الشعب، لأن شعب رافض لحكم السيسي دون قيادة واعية تقوده ويثق بها، لن يغير الوضع وسيكون استشهاد الرئيس حالة عاطفية سرعان ما تهدأ، وواجب المعارضة أن تستثمر غضب الناس وسخطهم وتوجهه إلى الثورة على هذا النظام الفاشي المستبد، لكن للأسف نقطة ضعف الثورة المصرية في نخبتها و تيارات المعارضة بها".


معارضة مفككة

 
الكاتب الصحفي، عامر شماخ، قال بشأن قدرة المعارضة على تجاوز خلافاتها: "الساحة السياسية لا تسمح بمثل هذا الاصطفاف، صحيح هو حدث كبير لكن وقعه أليم على محبيه، وهم يقعون تحت ضغط النظام".

 

اقرأ أيضا: إيكونوميست: وفاة مرسي هي المقطع الأخير والحزين لثورة مصر

مضيفا: "إن ما تسميه المعارضة منعطفا (أي الوفاة)، ينضاف إلى منعطفات سابقة، وهي دون شك مسامير في نعش النظام الذي بات هشا وإن بدا مستقرا نسبيا بفضل الدبابة والمعونات الدولية غير المحدودة".


الأمل موجود

 
السياسي المصري المعارض، ومؤسس الجبهة الشعبية لمناهضة الأخونة السابق، محمد سعد خيرالله، قال لـ"عربي21": "المصريون متوحدون أصلا بالفعل قبل وفاة الرئيس الراحل مرسي، ولكن الإشكالية الكبرى تكمن في عدم وجود خارطة أو رؤية واضحة المعالم للسؤال الأهم والذي يتم طرحه من كافة أطياف المجتمع، عن وماذا بعد؟".


وأضاف: "وهو ما يجب أن يضع المعارضة بكافة تياراتها السياسية أمام المسؤوليات لطرح برنامج إنقاذ وخارطة "اقتصادية سياسية".


وتابع: "وتشمل كل ما يطمئن الناس من مصير يروج السيسي بأنه مجهول، وأن وجوده ذاته هو شرط الأمان لهذا الشعب"ّ.


وأعرب عن ثقته بوجود خطة قريبا لتوحيد تلك الجهود قائلا:  أعلم بأن هناك رؤية شاملة للخلاص الوطني قريبا من قبل المفكر السياسي أمين المهدي الذي يقوم على صياغة رؤية شاملة أشبه بخارطة طريق المعارضة".

التعليقات (1)
عابر سبيل
الثلاثاء، 18-06-2019 10:08 م
"لا تقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم" القائل: الرئيس الشهيد محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في مصر، والمنقلب عليه من طرف عصابة الطغمة الحاكمة برئاسة "العرص" عبد الفتاح السيسي في 3 تموز/ يوليو 2013، واستولى على السلطة من حينها. والويل كل الويل لمن يفتح الباب مشرعاً لِكلاب أعداء الأمة تنهش البلاد والعباد برعاية نظام آل نهيان، ونظام آل سعود، ونظام العسكر طبعاً في مصر. عليهم من الله ما يستحقون، آمين.