هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد وفاة الرئيس محمد
مرسي، الاثنين، بقاعة محاكمته بإحدى القضايا التي يحاكم بها، يثار التساؤل: هل
تختلف حسابات السيسي السياسية بعد وفاة مرسي؟
وأعلن بيان صادر عن
جهات أمنية مصرية وفاة الرئيس مرسي أثناء حضوره لجلسة محاكمته بقضية التخابر، حيث
أُصيب بنوبة إغماء توفي على إثرها، وبينما أكد النائب العام المصري عدم وجود
إصابات ظاهرية حديثة بجثمان مرسي، ترفض السلطات تسليم جثمانه لأسرته ودفنه بمسقط
رأسه بقرية العدوة بمافظة الشرقية.
"عربي21"،
طرحت التساؤل السابق على عدد من السياسيين والباحثين، والمعارضين، الذين أكد بعضهم
أن سياسات السيسي لن تختلف كثيرا بوفاة الرئيس مرسي، بل إنه يراها إنجازا في حربه
على جماعة الإخوان المسلمين، فيما رأى البعض أن حساباته ستختل بوفاة مرسي واحتمال
تقارب المعارضة.
"سيزداد
خوفا"
وفي تعليقه قال مساعد
وزير الخارجية الأسبق السفير عبدالله الأشعل: "رحم الله مرسي، فقد ظلم حيا
وميتا، وعندالله يجتمع الخصوم"، معتبرا بحديثه لـ"عربي21"، أن وفاة
مرسي "مكسب كبير للسيسي وخسارة ثقيلة للإخوان".
ويرى الأشعل، أن
السيسي، "لن يغير من سياساته بل إنه قد يقدم على تنفيذ أحكام الإعدام في باقي
قيادات الجماعة، متوقعا ألا تخف قبضة السيسي الأمنية بوفاة مرسي، بل إنه سيكمل ما
بدأه، مرجعا ذلك إلى أن "السيسي سيزداد خوفا على وجوده".
من جانبه يعتقد الباحث
السياسي الدكتور كمال حبيب، أن "حسابات السيسي لن تختلف"، مشيرا إلى أنه
ووفقا لـ"العقلية الأمنية التي يحكم بها النظام الحالي فلا أعتقد أنها
ستتغير".
وفي حديثه
لـ"عربي21"، قال حبيب إن "رأس النظام، يعرف أنه ذهب إلى مدى في
التعامل الأمني لا يمكنه التراجع عنه؛ بل إنه يستدعي المزيد من الذهاب إلى ما هو
أبعد من ذلك، لأنه الوسيلة الوحيدة الممكنة التي تضمن له السيطرة على
الأمور".
ويعتقد الخبير في شؤون
الحركات الإسلامية، أن وفاة مرسي في السجن سوف تسلط الضوء أكثر على حالة السجون
المصرية، وهي حالة في منتهى السوء، كما أنها ستطرح مسألة استمرار من هم في السجن
من كبار السن وكثير منهم لديه أمراض ويقترب من السبعين وفوقها حتى ربما تصل
الثمانين وأوضاعهم كحالة المرشد العام محمد بديع مثلا".
إقرأ أيضا: دفن مرسي فجرا بالقاهرة.. ونجله أحمد يشرح التفاصيل
وحول احتمال تغير موقف
السيسي بهذا الملف، أضاف حبيب: "لست متفائلا على الإطلاق بتغيير جوهري وحقيقي
في التعاطي مع قضية الإخوان سواء على المستوى السياسي أو على مستوى تغيير جوهري
في ما يتصل مثلا بالإفراج الصحي عن من حالتهم متأخرة كحالة المرشد وغيره".
ويعتقد الباحث المصري،
أن "وفاة مرسي ستؤثر على توحد حالة الإخوان جميعا فقد كانت استعادة شرعية
مرسي، إحدى أسباب الخلاف داخل الجماعة وهذه الحالة لن تغير من سياسة السيسي في
تقديري".
اختلال الحسابات
رئيس حزب غد الثورة عز
النجار، طرح التساؤل حول "انعكاسات وفاة الدكتور مرسي على الثورة المصرية
بمختلف مكوناتها وتبعيات ذلك وانعكاساته على السيسي وحساباته السياسية".
وفي رؤيته قال النجار،
لـ"عربي21"، إن "إحدى العقبتين المانعتين لتوحيد صف القوى الثورية
قد زالت ولم يتبق سوى العقبة الثانية، والتي كانت سببا لوصولنا لما نحن عليه
واستمراره".
وأوضح السياسي المصري،
أن "العقبة الأولى كانت انقسام المعسكر الثوري لفريقين رئيسيين أحدهما، مؤيد
لشرعية الدكتور مرسي، ومتمسك بعودته حتى ولو لم يقدم أي خطة ورؤية لتحقيق ذلك،
وفريق ثان رافض تماما لهذه الشرعية".
وأضاف: "قد كان
العمل جاريا بالفعل في الخفاء ليس لتجاوز نقاط الخلاف ولكن لصياغة اتفاق يُرضي
جميع الأطراف ويحفظ الحقوق ويرسم خطة وخارطة طريق لتحقيق المشتركات وما أكثرها،
وتنظيم المختلف فيه".
وأكد النجار، أن
"العقبة الأولى زالت بقتل الرئيس المنتخب، ولكن لا تزال العقبة الثانية قائمة
وهي أشد خطورة"، مشيرا إلى أن "نخبا مزيفة مندسة وأخرى فاشلة متصدرة
ومصرة على الاستمرار في القيادة رغم فشلها الواضح للجميع".
وقال: "هذان
النوعان من النخب هما سبب كل ما مررنا به من تخبط وفشل وانقسام وانكسار، وهم أيضا
سبب إفشال كل جهود توحيد الصف رغم تشدقهم المستمر بعبارات الاتحاد وإطلاق بعضهم
مبادرات (خزعبلية) للاصطفاف دعوا لها مكونات مزيفة مثلهم وأخرى من صميم الثورة
المضاده وأدواتها".
إقرأ أيضا: العرب من المحيط إلى الخليج ينعون مرسي ويؤكدون اغتياله
وأكد أنه "بزوال
العقبة الأولى؛ أعتقد أن العقبة الثانية ستعمل بكل طاقتها لزرع عقبات جديدة وإثارة
وتضخيم نقاط خلاف لمنع الاتحاد اللازم لاندلاع الثورة من جديد تمهيدا لاستكمالها
وتحقيق أهدافها".
ويعتقد رئيس حزب غد
الثورة، أنه "في القادم من الأيام سيكون هناك سباق محموم بين دعاة الاتحاد
الحقيقيين والمزيفين"، مضيفا أنه "حتما سيكون لذلك انعكاساته على
السيسي وحساباته السياسية؛ فهو لم يستكمل استعداداته إلى الآن لمواجهة الطوفان
القادم والذي لن يكون موجة ثورية عابرة".
وأكد أن السيسي،
"لم يستعد داخليا بتحصيناته التي سيواجه بها الطوفان المعروف بالعاصمة
الإدارية والتي لم تكتمل إلى الآن"، مبينا أنه "لم يستعد خارجيا فالوضع
في ليبيا لم يحسم لحليفه خليفة حفتر، وفي السودان لم يستقر لمجلسها العسكري
الأمر".
ويعتقد النجار، أن
السيسي، "سيكون حريصا على عدم تسخين وشحذ همة المعسكر الثوري بأعمال أو
قرارات استفزازية، وقد يلجأ لكسب الوقت باستخدام النخب المزيفة بدعم مبادراتهم
السياسية بأي شكل من الأشكال ما يتيح الفرصة لخداع الناس واستمرار
انقسامهم".