سياسة عربية

"العدالة والديمقراطية" يوجه رسالة إلى "قمة مكة".. ماذا قال؟

تم تدشين ملتقى العدالة والديمقراطية عام 2015 بمبادرة من المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين
تم تدشين ملتقى العدالة والديمقراطية عام 2015 بمبادرة من المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين

طالب ملتقى "العدالة والديمقراطية" (يضم قيادات من 20 حزبا وهيئة سياسية من دول عربية مختلفة) القادة العرب باتخاذ زمام المبادرة للتأثير في مجرى الأحداث، من خلال إعطاء صورة قوية للتضامن العربي، ورأب الصدع بين الأشقاء في دول الخليج، وهو ما يؤدي إلى إعادة الأطراف الأخرى لحساباتها، والوصول إلى إطفاء النار المستعرة".


جاء ذلك في رسالة للملتقى، الثلاثاء، وجهها إلى القمة العربية الطارئة التي ستُعقد الخميس في مدينة مكة، ووصلت "عربي21" نسخة منها.


وقال: "تنعقد القمة العربية ومنطقتنا تمر بظرف تاريخي حرج، وتشهد تصعيدا وتحشيدا نحو حرب شاملة ومدمّرة، وأزمة خليجية دخلت عامها الثاني دون وجود أفق أو مسارات لحلّها في المدى القريب، واستمرار الحرب في اليمن وتداعياتها الكارثية، وتحالفات واتفاقات سرية لتصفية القضية الفلسطينية".


وأشار ملتقى العدالة والديمقراطية إلى وجود ما وصفها بالمحاولات الحثيثة لإجهاض "حلم الشعوب بالحرية والاستقرار في العديد من دولنا العربية كالجزائر والسودان وليبيا ومصر وسوريا واليمن".


ونوه بأنه "يرجو للقمة العربية النجاح في تحريك مسار التضامن والتكامل العربي، والاستجابة المناسبة للتحديات التي تواجه الأمة، خاصة على صعيد الأمن القومي، والاستهدافات الإقليمية والدولية التي تستهدفها".


وشدّد الملتقى على أنه يعتبر "نشوب حرب شاملة في المنطقة تأكل الأخضر واليابس ستكون عواقبها سيئة على الجميع إذا اندلعت، إذ إن الجميع سيكون خاسرا في ظل حاضر يدمّر ومستقبل يحترق".


كما طالب المجتمع الدولي بـ"التدخل السريع لتجنيب المنطقة الدخول في ويلات حروب جديدة، في حين أنها لاتزال تعالج آثار وتداعيات ما تعيشه من حروب داخلية عقب ثورات الربيع العربي، وقد شهدت أوروبا عواقب سكوتها على الاستبداد وقمع حريات الشعوب بالمنطقة، وما أفرزه من هجرات واسعة بالملايين لأوروبا".


وشدّد على "ضرورة وقف التدخلات الغربية التي تحشد للحروب في المنطقة، عبر المزيد من صفقات السلاح في المنطقة إنعاشا لاقتصاده المتعثّر، مخالفة بذلك الاتفاقيات الدولية التي تنص على وقف سباق التسلح، والتي تسعى من خلاله للحرب بالواسطة بالآخرين وعلى أرض الآخرين".


وأهاب ملتقى العدالة والديمقراطية بالقادة العرب أن يكون لهم موقف واضح خلال القمة العربية التي ستعقد نهاية هذا الشهر بمكة المكرمة، من صفقة القرن المزعومة، التي من المتوقع الإعلان عنها نهاية الشهر الجاري".


وطالب قمة مكة بتوجيه "رسالة واضحة لا غموض فيها برفض صفقة القرن، والتأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية، لا سيما قضية القدس، وملف عودة اللاجئين، وقضية المستوطنات، وإدانة كل محاولات التطبيع مع العدو الإسرائيلي".


كما دعا الملتقى القادة العرب لبذل كل الجهود لإعطاء الشعب السوري حقوقه في الحرية وتقرير المصير، مطالبا بالإفراج عن "آلاف المعتقلين السياسيين والمخطوفين قسريا في مصر، ووقف الممارسات المخالفة لحقوق الإنسان، التي كانت محط إدانة مختلف هيئات حقوق الإنسان الدولية".


وحيّا الملتقى الشعب السوداني "في حراكه الثوري السلمي المطالب بالحرية والكرامة"، مطالبا القادة العرب بالسعي لتجنيب "السودان الشقيق أي سيناريوهات تدفع به لعدم الاستقرار أو الدخول في حرب أهلية بين أبناء البلد الواحد، والتوصل إلى اتفاق مع المجلس العسكري لتسليم السلطة لسلطة مدنية".


وبارك الملتقى الحراك الجزائري، داعيا "القادة العرب لبذل كل ما من شأنه تحقيق أهداف الحراك، واستكمال مشواره نحو الحرية والاستقرار للشعب الجزائري".


وناشد القادة العرب بذل كل ما من شأنه إعادة الاستقرار للشعب الليبي، والانتصار على الخارجين على الشرعية والقانون، والتعبير عن موقف واضح من التدخل الخارجي في ليبيا الذي يدعم الانقلاب على الحكومة المعترف بها دوليا".


واختتم بقوله:" تدركون -لا شك- بأننا في عالم لا يحترم إلا من يفرض الاحترام لنفسه، ولا يوجد ما يوقف شهوة التوسّع وبسط النفوذ على موارد وطننا العربي إلا بالاستماع الكامل لأحلام أبناء شعوبنا العربية وطموحاتهم المشروعة في الحرية والكرامة والإصلاح الشامل والتنمية والرفاه، ووقف الخلافات الداخلية".


من جهته، أوضح الأمين العام لملتقى العدالة والديمقراطية، عماد الحوت، لـ"عربي21"، أنه "تم تسليم نسختين من الرسالة لمكتب جامعة الدول العربية في بيروت نسخة للأمانة العامة للجامعة، وأخرى لرئاسة الدورة الحالية للجامعة، كما أُرسلت عبر السفارة السعودية نسخة للملك سلمان بن عبد العزيز، الرئيس الحالي للقمة".


يذكر أنه تم تدشين ملتقى العدالة والديمقراطية عام 2015، بمبادرة من المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، بهدف تطوير وتبادل التجارب في الفكر السياسي، والديمقراطية والحكم الرشيد، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم وحدة الأوطان واستقرارها ونهضتها، وقام المشاركون فيه بتسجيله كهيئة غير حكومية في مدينة جنيف بسويسرا.

1
التعليقات (1)
ابوعمر
الخميس، 30-05-2019 11:29 ص
ازعجتني كثيرا كلمة( القادة العرب)...وهل يعقل تسييد الرعاع وتزعيم الاوغاد وتقدير القتلة والمجرمين...القادة هم ما نراهم في دول البشر في اوروبا وامريكا وحتى الدولة الصهيونية...قادة بأرادة ورغبة شعوبهم..قادة ترضخ لشعوبها.وتنقاد لهم.وتخضع لهم..وهو العكس تماما عند الاعراب حيث ترضخ لهم الشعوب وتنقاد وتخضع بالرصاص الحي وعصابات الثكنات الارهابية...