هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يكن في حسبان
المستشار السياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
سيفشل في تشكيل حكومة ائتلافيه، وسيذهب الكنيست إلى انتخابات مبكرة في أيلول/
سبتمبر المقبل، وربما تتأخر الحكومة إلى تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك عندما أطلق موعد
عرض "صفقة القرن".
وكان المستشار جاريد
كوشنر قال لمجموعة من السفراء، إن عليهم التحلي بذهن منفتح تجاه مقترح ترامب
للسلام في الشرق الأوسط، أو ما يعرف بـ"صفقة القرن".
وقال كوشنر إن
"الصفقة" ستعلن بعد انتهاء شهر رمضان، بعدما تشكل إسرائيل حكومة
ائتلافية في أعقاب فوز رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالانتخابات، الأمر الذي لم
يحدث.
ويُجري كوشنر والمبعوث
الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات والممثل الخاص لشؤون إيران برايان هوك، جولة في
المغرب ومن ثم الأردن وإسرائيل خلال الأسبوع الجاري، تمهيدا لورشة البحرين التي
وصفها مراقبون بالخطوة الأولى على طريق إعلان صفقة القرن.
وفي حين رأى مراقبون
أن غياب الحكومة الإسرائيلية سيؤثر على موعد إعلان صفقة القرن، رأى آخرون أنها لن
تؤثر على الموعد.
المحلل والكاتب
السياسي لبيب قمحاوي قال لـ"عربي21" إنه لا يعتقد أن الحكومة ستؤثر على
إعلان الصفقة لكون الشق السياسي منها انتهى تقريبا بحسب وصفه.
وتابع بأن الأمريكيين
والإسرائيليين قد حسموا القضايا الأساسية بما فيها القدس، وملف اللاجئين، وحق
العودة، والدولة الفلسطينية المستقلة.
وأشار إلى أن ما تبقى
هو المدخل الاقتصادي لهذه الصفقة والقبول له يعني القبول بالصفقة، وهذا الشق برأي
قمحاوي لا يتطلب الجانب الإسرائيلي، بل يتطلب موافقة عربية وسيكون الحسم بهذا
الشأن من خلال ورشة البحرين وما قد يتبعها.
وأكد أننا الآن ننظر
إلى الشق العربي من صفقة القرن من خلال المدخل الاقتصادي، ولا ضرورة في هذا الشق
لوجود حكومة إسرائيلية.
ولفت إلى أن الأمل
الآن هو أن يرفض العرب جملة وتفصيلا الشق السياسي من الصفقة، وعليه يصبح الشق
الاقتصادي غير ذي قيمة، أما القبول بها فيعني أن العرب بصدد القبول بشيء لا يستطيع
الفلسطينيون القبول به بحال من الأحوال.
اقرأ أيضا: ملك الأردن يستقبل كوشنر ويجدد تأكيده على "حل الدولتين"
وعن غياب الفلسطينيين
عن ورشة البحرين بالتزامن مع فشل نتنياهو بتشكيل حكومة ائتلافية، قال قمحاوي إن
الأمريكيين الآن يعملون بالقطعة، إن من يوافق فأمره محلول، أمام من لم يوافق
فستتعامل معه لاحقا بالأساليب الممكنة.
وبعد فشل نتنياهو في
تشكيل الحكومة الجديدة ضمن المهلة المحددة، وغياب التوافق على البرنامج المستقبلي
للحكومة بينه وبين وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان، صادق الكنيست الإسرائيلي،
مساء الإثنين، على مشروع قانون لحل نفسه بالقراءة التمهيدية، استعدادا للإعلان عن
انتخابات جديدة.
من جهة أخرى، أشار الخبير
بالشأن الإسرائيلي، نظير مجلي، لـ"عربي21" إلى أن الإدارة الأمريكية
متخبطة وتبحث عن اتجاه تذهب فيه، وفي إسرائيل يفضلون أن تكون الصفقة بعد تشكيل
الحكومة وليس قبلها.
وتابع مجلي بأن ذلك
سيدخل نتنياهو في مواجهات وتناقضات مع الحكومة وأعضاء حزبه والجمهور، وهنالك حلفاء
له لا يريدون الصفقة ويرون أنها ستقدم الكثير للفلسطينيين.
وأكد أن الأمريكيين لم
يقرروا بعد موعد الصفقة، وإن إسرائيل ستقترح تأجيل الصفقة، وكلا الطرفين يريدان لورشة
المنامة أن تكون مكرسة لبناء مسارات جيدة على أسس اقتصادية أولا ثم سياسية، وهو
الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون.
وأشار إلى بعض العرب
المتحمسين للصفقة يعرفون أنها ضعيفة الحظوظ، طالما أن الفلسطينيين غير موافقين.
ولفت إلى أن القوى
العربية الموالية للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة تشعر بالحرج لأنها تعرف
أن إدارة ترامب لا تستجيب للحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.
وأشار إلى أن إعلان
الصفقة قد يضيف صراعا جديدا إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والعربي الإسرائيلي،
وهو الصراع العربي العربي.
اقرأ أيضا: وزير إسرائيلي سابق يدعو لإلغاء مؤتمر البحرين الاقتصادي
ولفت إلى أن من واجب
العرب الضغط على أمريكا لإقناع إسرائيل بالقبول بتسوية صلبها دولة فلسطينية عاصمة
القدس، وحل واقعي لقضية اللاجئين.
وأكد أن الوحيد القادر
على ممارسة الضغوط على إسرائيل هي الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أنها جربت سابقا
الضغط على الفلسطينيين في الأربعينيات والخميسينات ولم تفلح.
يذكر أن عضو اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو سيف قال الاثنين، إن رئيس السلطة
محمود عباس، سيطالب المشاركين في قمم مكة بمقاطعة ورشة البحرين.
وأضاف أبو يوسف، أن
عباس "سيلقي خطابا أمام القمتين العربية والإسلامية في المملكة العربية
السعودية، يطالب المشاركين فيهما بعدم المشاركة في ورشة العمل الاقتصادية التي
تنظمها الإدارة الأمريكية في البحرين الشهر القادم ضمن صفقة العار الهادفة إلى
تصفية القضية الفلسطينية".