ملفات وتقارير

قراءة إسرائيلية لاهتمام لبنان في مجال الطاقة.. من المستفيد؟

سفينتان حربيتان إسرائليتان تنتهكان المياه الإقليمية اللبنانية- جيتي
سفينتان حربيتان إسرائليتان تنتهكان المياه الإقليمية اللبنانية- جيتي

رجح دبلوماسي إسرائيلي أن اهتمام وتقدم لبنان في مجال الطاقة والخطط والاتفاقيات في الشأن ذاته مع دول الجوار في المنطقة، يمكن أن يساهم في تسوية الخلاف على الحدود البحرية مع إسرائيل، أو على الأقل تحقيق تفاهمات سرية.

 

وأوضح السفير الإسرائيلي السابق لدى قبرص، ميخائيل هراري، أنه "في هذه الأيام سجل تطور هام في شرق حوض البحر المتوسط. ففي 11 نيسان/ أبريل الماضي، عقد في بيروت لقاء لبناني – قبرصي بمشاركة وزراء الخارجية والطاقة من الدولتين، اتفق فيه على تسريع الاتصالات بينهما في مجالات الطاقة".


ولفت إلى أنه "في هذا الإطار، اتفق على مفاوضات مكثفة لاتفاق توحيدي بين الدولتين"، معتبرا أن "اتفاق من هذا القبيل لتطوير حقول مشتركة، يرتب السلوك بالنسبة لحقوق الغاز والنفط المشتركة الواقعة على جانبي الحدود البحرية الاقتصادية للدولتين".


ونوه هراري في مقال نشر اليوم بصحيفة "هآرتس/ذي ماركر" العبرية، بأن مفاوضات بين لبنان وقبرص ستجري في محاولة لترسيم نقاط التوافق والخلاف بينهما، وستنتهي هذه المفاوضات حتى أيلول/ سبتمبر المقبل، وبالتوازي ستعقد في حزيران/ يونيو قمة ثلاثية لبنانية – قبرصية – يونانية، بحسب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.


وأضاف: "من الواضح أن الجانب اللبناني معني بالتقدم السريع في الموضوع، لأن لبنان يدرك أنه متأخر في تطوير إمكانيات الطاقة الكامنة، مقارنة بإسرائيل وقبرص، كما يخطط لبنان أن ينفذ في السنة القادمة تنقيبا على مقربة من حدوده البحرية مع قبرص".


ولفت السفير الإسرائيلي إلى أن "هذا التطور الهام يضاف إلى الاستعداد السياسي والطاقي في شرق حوض البحر المتوسط في السنوات الأخيرة"، منوها بأن "لبنان كما يبدو، يفهم ضرورة الضغط على الدواسة في سياق الطاقة، إذا كان يرغب بالفعل في أن يستغل الإمكانيات الاقتصادية الكامنة المتوفرة له، وإذا كانت الأطراف اللاعبة المختلفة مستعدة للتغلب على الخلافات بينهم في هذا الشأن".


ومن بين الأمور الهامة أن "قبرص عادت لتؤكد حيويتها ومركزيتها في المنطقة، فاتفاق قبرصي لبناني سيريح شركات الطاقة، ويدفع للأمام بالمداولات على التعاون الإقليمي المحتمل، الكفيل بأن يدفع بمكانة قبرص كمركز إقليمي للتصدير"، مضيفا: "التعاون اللبناني القبرصي عديم المشاكل السياسية المعقدة، من جانب لبنان".


ورأى أن عقد القمة الثلاثية سابقة الذكر في موعدها، "سيثبت جاذبية صيغة التحالفات الثلاثية التي رسخت في المنطقة في السنوات الأخيرة (تحالفات إسرائيل – قبرص – اليونان، ومصر – اليونان – قبرص)، ومن ناحية معينة، يبدو نوع من المنافسة بين جهات إضافية في المنطقة مثل الأردن والفلسطينيين؛ ممن يسعون للانضمام إلى "اللعبة الثلاثية" التي تنال الزخم وتثير الاهتمام".


أما من الناحية الإسرائيلية، فأكد هراري أن "هذه أنباء طيبة"، موضحا أن "التقدم في مجال الطاقة هو نهج لبناني بناء وسليم، وبقدر ما يتقدم لبنان في الخطط والاتفاقات مع دول مجاورة في المنطقة، بما في ذلك الانضمام إلى "لعبة الثلاثيات"، سيتعين عليه أن يتخذ خطا براغماتيا أكثر حيال إسرائيل".


ونبه بأن "منتدى الغاز الإقليمي، الذي انطلق في كانون الثاني/ يناير الماضي في القاهرة، ووجهت دعوة إلى لبنان، يمكن أن يشكل إطارا يشجع التعاون الإقليمي، وليس بالضرورة أن يكون مباشرا وثنائيا"، مضيفا: "يحتمل ألا يؤدي هذا بسرعة للتسوية الرسمية للخلاف بين إسرائيل ولبنان بالنسبة للحدود البحرية، ولكن يمكن الافتراض بأنه على الأقل ستتحقق تفاهمات غير مباشرة وسرية، والإطار الإقليمي ذاته كفيل بأن يساعد".


وكشف أنه "سبق أن جرى الحديث في إمكانية أن تساعد اليونان وقبرص في التوسط بين إسرائيل ولبنان، إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة"، لافتا إلى أن "النية للوصول بسرعة إلى اتفاق لتنمية الحقول المشتركة بين لبنان وقبرص، يجب أن يشجع تل أبيب على إنهاء المفاوضات الجارية ببطء بينها وبين قبرص حول اتفاق مشابه".


وكما هو معروف، بحسب مزاعم الدبلوماسي الإسرائيلي، "فإن حقل الغاز القبرص " أفروديت" هو حقل مشترك يقع على جانبي الحدود البحرية لقبرص وإسرائيل، وغياب الاتفاق ينقل رسالة سلبية لشركات الطاقة الدولية والإسرائيلية ذات الصلة".


وذكر أن "كثرة التقارير عن خطط تصدير الغاز من هذا الحقل إلى مصر، تستوجب الوصول المبكر إلى اتفاق"، منوها بأنه "سيكون من الصعب جدا من ناحية الساحة الدولية التجارية، العمل على اتفاق تصدير دون تسوية مناسبة للمسألة بين الطرفين (إسرائيل وقبرص)، وعلى الحكومة الجديدة في إسرائيل أن تعمل على تسوية المسألة وبسرعة".

 

0
التعليقات (0)