NBC: تويتر يواجه حسابات روبوتية بعضها يدعم الرياض ويهاجم روسيا غيت

ذكر موقع شبكة "أن بي سي" الأمريكي أن وسائل التواصل الاجتماعي تواصل في مرحلة ما بعد مولر عمليات التضليل المعلوماتي والتحضير لانتخابات عام 2020. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أكثر من 5 آلاف حسابات روبوتية على "تويتر" مؤيدة لترامب تقوم بمهاجمة "خدعة روسيا غيت"، وظهرت بعد نشر النسخة المظللة من تقرير المحقق الخاص روبرت مولر الأسبوع الماضي، وذلك بحسب البيانات التي تم جمعها وتحليلها من فريق البحث في الشبكة. 

ويذكر الموقع أن المعلومات تكشف عن المعضلة التي لا تزال تواجه "تويتر" والجهود للتلاعب في منبر التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن فريق التحقيق كشف عن أن الحسابات الروبوتية لا تأتي على ما يبدو من روسيا، لكنها مرتبطة بعملية لها علاقة بمنابر التواصل الاجتماعي، التي قامت في السابق بالدفع باتجاه دعم السعودية، ومرتبطة بشخص زعم أنه مستشار إعلامي خاص، وذلك بحسب ما سجل في مجال الإنترنت. 

ويلفت التقرير إلى أنه تم خلق هذه الحسابات الروبوتية في تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر، وقامت شركة "تويتر" بحذفها في ليلة الأحد؛ لأنها خرقت قواعد الشركة التي تمنع "التلاعب"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تستمر فيه الشركة التحضير لحملة انتخابات عام 2020، فإن موضوع التلاعب ونشر الفتنة لا يزال من الموضوعات المثيرة للقلق. 

ويستدرك الموقع بأنه رغم أن التهديد من العمليات التي تدعمها دول أجنبية، إلا أن عمليات التخريب، التي تضم شبكة الحسابات الروبوتية، أضافت عنصرا جديدا للشركات التي تحتاج لمواجهتها. 

وينقل التقرير عن الزميل في المعهد لأبحاث السياسة الخارجية، كلينت واتس، قوله: "لقد تغيرت الصورة.. منذ عام 2016 يقوم كل شخص بعمل هذا، ويقدمون خدمات تخريب، ولأنه دون تداعيات فإن الذين يتقنون اللعبة يواصلون عملها". 

ويقول الموقع إن الحسابات كلها التي تم حذفها، التي ظهر بعضها ثلاثين مرة، هاجمت الكيفية التي أثرت فيها "روسيا غيت" على رئاسة ترامب، وبعضها نسخ تغريدات حرفيا من حسابات مؤيدة لترامب دون الإشارة إلى أصل التغريدة، مشيرا إلى أن الحسابات ارتبطت من خلال تفاعلها المستمر، بما في ذلك الـ"لايكات" والـ"ريتويتس" ونسخ الـ"تويت"، مع حساب ظهر بصورة جديدة (@TheGlobus)، الذي ظهر بصفته منظمة جديدة. 

ويفيد التقرير بأن آلاف الحسابات ظهرت من أجل التعبير بـ"لايك" من هذا الحساب على "تويتر"، فيما هناك الكثير من الحسابات التي عبرت عن إعجابها بهذا الحساب فقط وليس غيره، وحتى إعادة إخراجه بصورته الحالية كان اسم الحساب (@ArabianVeritas) الذي نشر عادة أخبارا إيجابية ومبادرات للسياسة و"ميمز" عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومن غير المعلوم إن كانت هذه الحسابات الروبوتية مرتبطة بحكومة السعودية. 

ويقول واتس: "سواء كانت شركة سعودية أو متأثرة بها فهي تظهر الطريقة السهلة لعمل هذا الأمر دون تداعيات"، ويضيف أنها "عملت للتأثير على المشاهد الأمريكي والغربي". 

وينقل الموقع عن الشركة، قولها في وصفها لعملها إنها "مبادرة تهدف لنشر الحقيقة حول السعودية والشرق الأوسط عبر التفاعل من خلال منابر التواصل الاجتماعي"، وهو ما ورد على حسابها في "إنستغرام". 

ويجد التقرير أنه مع أنها أعادت إنتاج نفسها بصفتها منظمة إخبارية، إلا أنها لم تعين صحافيين، وموقعها على الإنترنت متوقف، ومع ذلك لا يزال حسابها معترفا به، أو مستخدم التحقق منه على "تويتر".
ويكشف الموقع عن أنه تم تسجيل نطاق عمل "Arabian Veritas" باسم شخص، وهو صلاح فايا، الذي قدم نفسه على أنه خبير في الخدمات الإلكترونية وخبير إلكتروني حكومي، و "مستشار في مجال البرمجيات" لشركة في جدة في السعودية، وذلك على صفحته في "فيسبوك" قبل ظهور الحساب. 

وبحسب التقرير، فإن السعودية ومتعهدين قريبين منها قاموا في السنوات الأخيرة بحملات تأثير واسعة على "تويتر" من أجل الدفع باتجاه الأخبار الإيجابية عن الحكومة ومهاجمة أعدائها، مشيرا إلى أن من بين حلفاء ولي العهد المعروف باسم وزير الذباب الإلكتروني، سعود القحطاني، الذي شن هجمات ضد كارهي محمد بن سلمان. 

ويستدرك الموقع بأن حساب الشركة الذي حذفته شركة "تويتر" لا يبدو أنه مرتبط بالقحطاني، وفي تشرين الأول/ أكتوبر انتشرت رسائل مؤيدة للنظام السعودي على "تويتر"، وذلك بعد جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا. 

ويذكر الموقع أن الشركة قامت بحذف الحسابات الروبوتية في الأسبوع ذاته، مشيرا إلى أن فايا لم يرد عندما طلب منه تقديم معلومات حول الحساب الجديد والقديم، إلا أن "تويتر" قررت حذفهما، قائلة إنهما خرقا قواعد "تويتر". 

ويورد التقرير نقلا عن متحدث باسم الشركة، قوله: "في الوقت الذي نواصل فيه تحقيقاتنا، ففي حالات كهذه من الصعب التحقق من النسبة، ولو كان لدينا سبب وجيه عن دعم دولة لنشاطه فسنكشف عنه كجزء من عملياتنا الأرشيفية". 

ويبين الموقع أن هذه الحسابات الروبوتية لم تخف أنها تعمل بنفسها، حيث قامت بنسخ المعلومات من مستخدمين آخرين لـ"تويتر"، واستخدم بعضها ما هو متوفر من الصور. 

ويفيد التقرير بأن الباحث المستقل في عمليات التضليل الإعلامي كان جون راسل سبق له العثور على الشبكة يوم السبت، ووصفها بـ"الغامضة"، ولاحظ أنها ساكنة منذ ظهورها وحتى نهاية الأسبوع الماضي، وقال إن "الحسابات الروبوتية لم تقم بنسخ التغريدات المؤيدة لترامب.. أعتقد أنها تحاول تقوية الحديث من ناحية نتائج البحث". 

ويختم "أن بي سي" تقريره بالإشارة إلى أن واتس وصف هذه الطريقة بأنها "زرع التأثير"، ولا يهم نوعيتها بالنسبة لمن يديرون هذه الحسابات من أجل التأثير السياسي، و"من الناحية الاستراتيجية فلا يهم لو لم يصدق أحد ذلك الحساب"، لكنها تزيد من حجم التعليقات التي تهاجم "روسيا غيت" والتغريدات السلبية عالية.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)