هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمغني والموسيقي الإنجليزي، جورج ووترز، الذي شارك في إنشاء فرقة الروك التقدمية "بنك فلويد"، يقول فيه إن قبول المغنية مادونا دعوة لحضور مسابقة يوروفيجن للغناء في تل أبيب الشهر المقبل يثير مرة أخرى تساؤلات أخلاقية وسياسية لكل واحد منا ليفكر فيها.
ويشير ووترز في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "في باريس في عام 1948، قامت الأمم المتحدة، وكانت حديثة الولادة حينها، بعمل مسودة ثم تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي نص في القانون الدولي على أن إخواننا وأخواتنا كلهم في أنحاء العالم كله، بغض النظر على إثنيتهم وجنسيتهم ودينهم، يتمتعون بحقوق إنسان أساسية، بما فيها حق الحياة والحرية وتقرير المصير".
ويقول الكاتب: "لذلك يجب على كل منا طرح السؤال الآتي على نفسه: هل أتفق مع إعلان الأمم المتحدة؟".
ويضيف ووترز: "إن كان جوابك نعم، فإن هناك سؤالا آخر يطرح نفسه: هل أنا مستعد للوقوف خلف دعمي لحقوق الإنسان وفعل ذلك؟ هل سأساعد إخواني وأخواتي في نضالهم للحصول على حقوقهم الإنسانية، أم أنني سأعبر وأسير في الجانب الآخر؟".
ويبين الكاتب أنه "في سياق الحوار الحالي حول مكان إقامة نهائيات مسابقة يوروفيجن، ومشاركة مادونا وغيرها من الفنانين، فإن الإخوة والأخوات المعنيين هم الشعب الفلسطيني، الذين يعيشون تحت نظام احتلال عنصري قمعي، ولا يتمتعون بحق الحياة ولا الحرية ولا تقرير المصير".
ويلفت ووترز إلى أن "المجتمع المدني الفلسطيني ناشد في عام 2004 بقية العالم للمساعدة، ومن بين الأشياء التي طلبها إقامة خط اعتصام ثقافي، وطلب من الفنانين أن يتوقفوا عن الأداء في إسرائيل حتى تعترف الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ومنذ ذلك الوقت استجبت إلى دعوتهم، وفعلت ما بوسعي لإقناع الآخرين بفعل الشيء ذاته".
ويقول الكاتب: "قال بعض زملائي المغنين، الذين قاموا بالأداء في إسرائيل، بأنهم يقومون ببناء جسور وذلك لخدمة السلام، كلام فارغ، فالأداء في إسرائيل يعني الحصول على أموال جيدة، لكن فعل ذلك يعني التطبيع مع الاحتلال، والفصل العنصري، والتطهير العرقي، وسجن الأطفال، وقتل المتظاهرين السلميين.. وتلك الأشياء السيئة كلها".
ويضيف ووترز: "بالمناسبة لأنني أدعم حقوق الإنسان، وأنتقد انتهاكات الحكومة الإسرائيلية، أتهم دائما بمعاداة السامية، ويمكن استخدام هذا الاتهام على أنه حاجز دخاني لصرف النظر والتشكيك في مصداقية أولئك الذين يسلطون الضوء على جرائم إسرائيل ضد الإنسانية، ويجب أن أشير هنا إلى أنني أدعم النضال لأجل حقوق الإنسان للمظلومين كلهم في أي مكان، ودين الظالم لا يهمني، فإن أيدت الروهينغا وأبغضت اضطهاد ميانمار لهم، فإن هذا لا يعني أنني ضد البوذيين".
ويتابع الكاتب قائلا: "إنني أعتقد أن مستقبل البشرية يعتمد بشكل كبير على مقدرتنا على تطوير إمكانياتنا للشعور مع الآخرين، وليس إمكانياتنا لقمعهم وظلمهم، لا نستطيع أن نرجع إلى العصور المظلمة عندما كان الحق مع القوة، نحن أفضل من هذا، أليس كذلك؟".
ويواصل ووترز قائلا: "أظن أنني أتحدث إلى كل شخص له علاقة فيما أراه خيانة من يوروفيجن لإنسانيتنا المشتركة، للتركيز على مقدرتهم للتعاطف مع إخوانهم وأخواتهم الفلسطينيين، بأن يضعوا أنفسهم في مكانهم، وأن يحاولوا التخيل العيش لمدة سبعين عاما، جيلا بعد آخر، حيث تفيق كل صباح على زحف تدمير حياة الشعب الممنهج، وهم الذين بقوا مرفوعي الرأس وقاوموا بشجاعة كبيرة، وبثبات وفضيلة طلبوا المساعدة منا (القلوب المجروحة والفنانين)، وفي نظري علينا جميعا واجب إنساني وأخلاقي كوننا إخوة في البشرية بالاستجابة لدعوتهم".
ويقول الكاتب: "كانت أمي تحاول توجيهي عندما كنت شابا فتقول: (روجر، في أي وضع، هناك دائما تقريبا شيء صحيح تفعله، لكن يجب أن تفكر به جيدا، ومهما كان، ويمكنك النظر إلى وجهات النظر كلها، ثم قم بالقرار لنفسك ما هو الشيء الصحيح لفعله وافعله)".
ويختم ووترز مقاله بالقول: "أحث المشاركين الشباب كلهم، وفي الحقيقة الشباب كلهم، والشيب والشباب على حد سواء، وهذا يضم مادونا، أن يقرأوا الميثاق العالمي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، الذي ترجم إلى 500 لغة، ولهذا سيعرف الجميع ببنوده الـ 30، وإذا التزمنا بها استطعنا حماية كرتنا الأرضية الجميلة من الدمار".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)