صراع انتخابي بين فتح وحماس في جامعة بيرزيت.. ما سر الاهتمام؟
غزة- عربي21- خالد أبو عامر14-Apr-1904:42 AM
0
شارك
قاسم: انتخابات جامعة بير زيت تعكس رأي الشارع تجاه سياسات السلطة وحركة فتح- أرشيفية
أنهت
الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت استعداداتها لخوض انتخابات مجلس الطلبة في الجامعة، المقرر إجراؤها في 17 من الشهر الجاري.
وتتنافس
خمس كتل طلابية على مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة، البالغ عددها 51 مقعدا، وهي كتلة الوفاء
الإسلامية التي تمثل حركة حماس، وكتلة الشهيد ياسر عرفات ممثلة بحركة فتح، إضافة إلى
منافسة من كتل حزب الشعب والجبهتين الشعبية والديمقراطية.
ومن
المقرر أن تجرى الدعاية الانتخابية للكتل المتنافسة يوم الاثنين، حيث تعرض الكتل الطلابية
برامجها الانتخابية للطلبة، على أن تجرى المناظرة الطلابية الثلاثاء القادم، التي
عادة ما تحظى بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية.
كما
تحظى انتخابات جامعة بيرزيت باهتمام رسمي وشعبي؛ نظرا لما تمثله الجامعة من رمزية على
مستوى الجامعات الفلسطينية، فهي من جهة تقع بالقرب من مدينة رام الله معقل السلطة الفلسطينية، وهو ما ساهم في تحويلها لمركز جذب للطلبة عن بقية مناطق الضفة الغربية والقدس.
وتشير
الوقائع الحالية إلى اهتمام واضح من قبل الأطراف المتنافسة، خصوصا من حركتي حماس وفتح، بالفوز بمقاعد المجلس الحالي، فمن جهة تسعى حماس للفوز بانتخابات الجامعة للعام الخامس
على التوالي والثانية عشرة في تاريخ مشاركتها، وهذا ما بدا جليا في تخصيص نائب رئيس
المكتب السياسي للحركة صالح العاروري كلمة خاصة في مهرجان مصغر عقدته الكتلة الإسلامية
في الجامعة قبل أيام.
أما
حركة فتح من جانبها، فتسعى لكسر هيمنة حماس على مجلس طلبة الجامعة، خصوصا أنها اكتسحت
قبل أيام انتخابات جامعة الخليل بالفوز بـ30 مقعدا مقابل 11 للكتلة الإسلامية.
"ملاحقة
أمنية"
وللتعرف
على الاستعدادات الجارية للانتخابات الحالية، يشير المنسق السابق للكتلة الإسلامية
في جامعة بيرزيت، إبراهيم جاك، إلى أن "أنصار الكتلة الإسلامية رغم كل المعيقات وحملات
الاعتقال التي تواجههم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة، إلا أن صوتهم
ما زال مسموعا في أوساط الطلبة"، مؤكدا أن "مثل هذه الحوادث لم تثن طلبة
الجامعة من انتخاب من يرون برنامجه الانتخابي هو الأفضل".
وأضاف
جاك لـ"عربي21": "تنبع قوة الكتلة الإسلامية في الجامعة من إيمان الطلبة
بفكرة ورسالة الكتلة، لأننا نقف في صف واحد أمام كل القوى، ولا نفرق بين أحد بناء على
انتمائهم السياسي أو الديني، وهذا ما بدا جليا في تصويت الكثير من الطلبة المسيحيين
للكتلة في الدورات السابقة".
تعدّ جامعة بيرزيت ذات رمزية خاصة بالنسبة للفلسطينيين، فهي أقدم مؤسسة أكاديمية فلسطينية
تأسست كمدرسة في العام 1924، ثم ارتقت إلى كلية، وأخيرا إلى جامعة في العام 1961، ويبلغ
عدد طلبتها 12 ألف طالب وطالبة.
مؤشر
لرأي الشارع
وبذلك، يرى محاضر العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، غسان الخطيب، أن "سر الاهتمام الكبير
في انتخابات الجامعة يكمن في كونها المؤسسة الوحيدة في فلسطين التي تجرى فيها انتخابات
ديمقراطية يشارك بها الجميع في كل عام، وهذه الميزة قلما تجدها في جامعات أخرى".
ويضيف
الخطيب لـ"عربي21": "لذلك ينظر لانتخابات الجامعة كمؤشر على موازين
القوى السياسية في فلسطين". ويستدرك: "هذا الافتراض قد لا يكون دقيقا
بنسبة كاملة؛ لأن العينة التي تختار ممثليهم هم من فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم
بين 20 إلى 30، وهذا لا ينطبق بشكل كامل على باقي أفراد المجتمع؛ بسبب اختلاف توجهاتهم
ونظرتهم للواقع".
في حين، يشير الكاتب والمحلل السياسي، عبد الستار قاسم، إلى أن "انتخابات جامعة بيرزيت تمثل
لحماس ميزانا حقيقيا لشعبيتها في الضفة الغربية، خصوصا أنها المكان الوحيد الذي ترفع
فيه أعلام الحركة، وهذا يحسب للجامعة كونها توفر أجواء من الديمقراطية قد تكون معدومة
في مناطق أخرى".
وأضاف
قاسم لـ"عربي21" أن هذه الانتخابات "تعكس رأي الشارع تجاه سياسات السلطة
وحركة فتح، وهذا ما بدا جليا في خسارتها لأربع دورات متتالية، خصوصا عندما تقترن هذه
الخسارة بنتائج مشابهة لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر ارتفاع نقمة الشارع على
سياسات السلطة وحركة فتح".